نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الصحف العربية سقطت سقوطا مدويا وأصبحت صحف صفراء لا تحتوي على قيمة إخبارية علمية محترمة، حالها حال كذب وسائل الإعلام الفضائية والإلكترونية، جميع صحف الدول العربية وقنواتهم الفضائية أصبحت منابر للكذابين والمفترين ويستثنى قناة فضائية واحدة وهي قناة الميادين فقط، وكذلك توجد بعض الصحف الإلكترونية العراقية لأشخاص مستقلين يتكلمون جزء كبير من الحقيقة رغم تسلل كتاب عربان إلى هذه الصحف لبث سمومهم الطائفية والعنصرية والتطبيعية.
نأخذ مثال صحيفة الشرق الأوسط السعودية تم رصد مئات ملايين الدولارات إليها بحيث كانت ولازالت تصدر في لندن تحت كذبة كبرى بالقول أنها صحيفة العرب الأولى والمستقلة، وفي الواقع أنها أقذر صحيفة وهابية تنشر الكراهية والتكفير، موقع إيلاف تم تسويقه أنه موقع علماني ليبرالي وكتب به مئات الكتاب لكن بالنتيجة انكشفت الحقيقة وتبين موقع وهابي سعودي ظلامي ينشر الكراهية مما دفع كتاب عراقيين يساريين إلى ترك الكتابة بالموقع وأعلنوا أن الموقع صحيفة سعودية لنشر الكراهية والتكفير.
هناك حقيقة إن الصحافة العربية بصورة عامة باتت صحافة فاقدة لمهنة الشرف الإعلامي، صحيفة الشرق الأوسط السعودية تنشر مقالات بشكل يومي تحرض على قتل الشيعة وتفكيرهم ومن يكتب المقالات كتاب بعضهم شغلوا مناصب وزارة إعلام في دول الخليج والأردن ومصر وبلاد شمال افريقيا، تصور عندما تجد وزير اردني يكتب مقالات تشتم بالشيعة العرب والغاية تشويه سمعتهم والافتراء عليهم فإنك تصل الى حقيقة مرة أن الواقع العربي الإعلامي والسياسي والديني مريض وبائس.
الكاتب والصحفي الشريف لامكان له بالصحف والقنوات العربية الفضائية الموبوءة بأمراض التكفير والكراهية ولم يبقى سوى بعض الصحف الإلكترونية رغم كثرتها لكن الصادقة أيضا العدد جدا قليل، قبل وبعد عملية إسقاط نظام صدام الجرذ رأينا كثرة صدور صحف عراقية وعربية لكنها سقطت بمرور الزمن ولم يبقى سوى قلة قليلة من صحف إلكترونية محترمة مثل صحيفة صوت العراق بإدارة الأستاذ أنور عبدالرحمن الفيلي نستطيع نعبر ارائنا بكل حرية بدون تدخل من مدير الصحيفة، يضاف إلى تلك الصحيفة بعض الصحف مثل صحيفة ألواح طينية للسيد الدكتور قاسم عجرش ويضاف لها صحيفة المثقف والسيمر بإدارة الأخ الكاتب الوطني الغيور وداد فاخر و صحيفة المثقف وصحيفة صوت الجالية العراقية، ويوجد موقع ديني شيعي ذات أفكار تنويرية اسمه موقع براثا اعتقد يديره الأخ الأستاذ علي محسن راضي الدراجي وصحيفة الحقيقة للأستاذ فالح حسون الدراجي، وربما توجد بعض الصحف العراقية العربية والكوردية صحف محترمة لكن تبقى النسبة جدا قليلة، بعض الصحف التي أشرت لها لم اكتب عندهم ابدا ولكن من باب الإنصاف وقول كلمة الحق.
صحف إلكترونية قليلة وسط كم هائل وبحر متلاطم من الكثير من الصحف التاريخية العربية التي كانت تصدر في عواصم الدول العربية تصدر بعضها صباحا والبعض الآخر صباحا مسائا، كان كبار المسؤولين العرب وغير العرب يتصفحون تلك الصحف، وخاصة صحف الدول القومية العربية التي كانت تكيل الشتائم لقادة العرب الاخرين، الصحف العربية بزمن المد الناصري كانت مصر هي الرائدة وبعدها صحف سوريا ولبنان، لكن كانت الصحف اللبنانية أكثر صراحة بسبب وجود دستور لبناني ضامن تمثيل كل المكونات اللبنانية ووجود المكون المسيحي الذي هو جوهر الثقافة العربية في عهود عصر القومية العربية، بعد سقوط الدول القومية العربية سيطرت دول الرجعية العربية على الاعلام العربي من خلال صحف حركات الإخوان المتوهبة وشراء المال الخليجي مىات الكتاب العرب الشيوعيين ومن كلا الجنسين للكتابة في صحف الرجعية العربية مقابل حفنة من الدولارات والريالات، بل انا شخصيا اتصل بي سماسرة سعوديين للكتابة في صحفهم مقابل مبالغ مالية لمنعي من مهاجمة التيارات البعثية الوهابية الاخوانية والبعثية التكفيرية لكنني رفضت تلك العروض السخية، رغم أن العراق الجديد ظلمني مثل ظليمة نظام صدام الجرذ الهالك لي مع وجود فارق واحد لاغيره أستطيع المجيء للعراق لزيارة اهلي واقاربي وأصدقائي وأئمة ال البيت عليهم السلام فقط، الدول العربية، بجميعها القومية ودول الرجعية فاشلة لأن منابرهم الإعلامية باتت منابر لنشر الشائعات والتهريج، رغم استضافة كبار المسؤولين العراقيين للقنوات لكنهم يعيشون في وادي والجماهير في وادي آخر ونفس الشيء ينطبق على وسائل أعلام بقية الدول العربية الرجعية.
بحقبة السبعينات كانت الدول العربية البعثية والقومية والرجعية العربية تدور بينها معارك اعلامية من خلال الصحف اللبنانية التي كانت تملك هامش كبير من الحرية والتعبير عن الرأي، أما نحن بالعراق فكنا مقموعون لانستطيع ذكر نظام البعث ولو بالاشارة،
وحقيقة الإعلام العربي كان ولازال بائس كل طرف يدعي أنه تقدمي والآخر رجعي لكنهم بالاخير الجميع عملاء وخونة لايحكمون شعوبهم وفق الدستور وإنما وفق أراء الحاكم وعقليته الشخصية سواء كانت بدوية أو عسكرية أو قومية أو دينية اخوانية…. الخ.
بل حتى بالحقبة السوفياتية لم يتم إيجاد جيل من كتاب اليسار يعملون على نشر ثقافة الوعي بل كان ولازال الكثير من هؤلاء ليل نهار يتهجم على الايدولوجيات لكنه متأدلج حاله حال فكر وعقلية القاعدة وداعش والبعث في التعامل مع خصومه للأسف.
لا استقرار في منطقة الشرق الأوسط إلّا اذا تم إيجاد أنظمة حكم يحكمها الدستور وإيجاد تجارب الحكومات الملكية الدستورية فهي أفضل طريقة لحكم الكثير من البلدان العربية المتعددة مذهبيا وقوميا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
7/7/2022
https://telegram.me/buratha