نعيم الهاشمي الخفاجي ||
مشكلة إيران مع الغرب تدور حول نقطة واحدة بتوقف إيران عن دعم قضية الشعب الفلسطيني، وحال توقف إيران تصبح دولة مقربة ومعتدلة وتنتهي الأصوات الوهابية الطائفية في التحريض ضد إيران، أقذر ملة بالبشرية هم العربان دائما عبر تاريخهم معتادين على خيانة اوطانهم والتعامل مع المحتلين، شاه إيران كان يتعامل مع العربان في تعالي ويسجد له زعماء العربان بطرق مذلة لانه كان شرطي أمريكا واسراىيل بالخليج والشرق الاوسط، بعد سقوط نظام الشاه ووصول نظام الجمهورية الإسلامية وقفت إيران إلى جانب العرب في قضيتهم الأولى فلسطين، لكن الذي حدث شنوا الحروب عليها ونشروا فكر الوهابية المكفر لكل من هو شيعي، اتذكر في عملية احتجاز الرهائن في طهران نقلت وسائل الإعلام ان الإيرانيين سوف يطلقون سراح الرهائن الرئيس الأمريكي جمي كارتر كان بمعركة انتخابية مع ريغان عقد مؤتمر صحفي ليعلن ان صدام هو من بدأ الحرب ضد ايران، نعم إيران لو تتوقف عن دعم حماس والجهاد الاسلامي تصبح دولة حبيبة إلى أمريكا والغرب، وتنتهي أقوال المستكتبين العرب ومن كلا الجنسين في طرح أفكار بالقول على سبيل المثال( يجب أن يكون التفاوض مع إيران شاملاً إن كانت الدول التي تفاوضها صادقة في رهانها على المعتدلين الإيرانيين، العرض كان يجب أن يكون تخلي إيران عن مشروعها التوسعي تماماً، وذلك بتخليها عن الميليشيات الإرهابية وبرنامج الصواريخ الباليستية، مقابل حزمة كبيرة من الإغراءات تقدمها لها دول المنطقة، إضافة إلى بقية الدول الراعية للاتفاق).
لو يفكر زعماء العربان قليلاً لوجدوا أن أكبر حليف لهم في المنطقة هي إيران، حيث يرتبط الفرس والعرب فالاثنان يملكان قواسم مشتركة كثيرة كل اىمة المذاهب السنية وأئمةحديثهم من الأمة الفارسية، هناك روابط تاريخية وجغرافية وعقائدية، وهناك ترابط حتى في العرق العربي والفارسي، يوجد ملايين مواطنين ايرانيين من القومية العربية ويوجد ملايين المواطنين الخليجيين من القومية الفارسية، التجارة كانت ولازالت مزدهرة بين العرب والفرس، هناك عوامل مشتركة يتقاسم فيها الكثير من دول العرب والخليج مع ايران، وبإمكانهما أن يكونا تحالفاً يحقق الأمن للاثنين معاً، بل إيران كقوة عسكرية واقتصادية تعزز الموقف التفاوضي الفلسطيني والعربي مع الصهيوني، لكن للأسف دول الخليج بشكل خاص تعمل لخدمة المصالح الصهيونية، وإلا لايوجد
خطر ايراني إلى إسقاط الأنظمة العربية ولاداعي كل هذا التحريض ضد إيران وشراء الأسلحة وشن الحروب وإقامة القواعد العسكرية الأجنبية في دول الخليج والمنطقة.
الاثنان العرب وإيران من مصلحتهما ألا تقوم حرب في المنطقة.. الاثنان من مصلحتهما ألا تعتمد الدول العربية على المساعدات الأميركية في تأمين الحماية لمياه الخليج العربي.. الاثنان من مصلحتهما رفاهية شعوبهما واستقرار الأمن فيهما.
استخدم الصهاينة فزاعة إيران للضحك على دول الخليج وقد نجحوا في اقناع حكام الخليج ان بقائهم بالحكم مرهون بمعادات إيران وشن الحروب والهدف من كل معادات إيران هو خدمة لبني صهيون، لايوجد سبب مقنع ولامصلحة لوجود صراع مابين دول الخليج وإيران ولو كفت السعودية عن التفكير بالمنطق البدوي الوهابي لما بددت أموال الخليج ولما استطاع ترامب حلبهم بالعلن ولما سخر من ملك السعودية وامراء الدول الخليجية، تخيلوا لو أن العلاقات الخليجية الإيرانية ودية ودخلت الاستثمارات الإيرانية دول الخليج ودخلت استثمارات الخليج في إيران، فإنَّ ذلك سيحقق ازدهاراً للجميع وتصبح دول الخليج وإيران والعراق وسوريا قوة اقتصادية مؤثرة على المستوى العالمي.
لكن مع الأسف أن العقلية البدوية الوهابية السعودية غير مستعدة وغير قابلة ان تخالف ماتريده منهم دولة بني صهيون وحلابهم ترامب، يعيش حكام البدواة الوهابية في وهم طوباوي يعتقدون أنهم الفرقة الناجية الوحيدة التي تدخل الجنة دون كل بني البشر مسلمين وغير مسلمين.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/6/2022