ماجد الشويلي *||
*مركز افق للدراسات والتحليل السياسي
مؤخراً تقدم الإطار التنسيقي بمبادرة للخروج بالعملية السياسية من عنق الزجاجة ؛ وتفتيت تكلسات الإنسداد الذي وقف حجر عثرة في طريق تسمية الكتلة الأكبر ، وتمرير التصويت على رئيس الجمهورية.
ولم تأت المبادرة بجديد نوعي ، سوى أنها تمحورت حول دفع المستقلين للواجهة ، والدعوة الى تمكينهم من تقديم مرشح مستقل ،يحظى بتأييد الكتلة الأكبر لمجموع قوى المكون الأكبر (العقبة الكؤود)
ويمكن رصد أهم المعطيات التي وردت في مبادرة الاطار التنسيقي ولم يأت السيد مقتدى الصدر على ذكرها ؛
أولا:- الدعوة الى مد جسور التفاهم
ثانيا:- مراعاة المدد الدستورية
ثالثاً:-الدعوة للحوار من دون قيود أو شروط
رابعاً:-المستقلون يقدمون مرشحهم ويُدعمون دون أية شروط
خامساً:-الابتعاد عن كسر الإرادات
ومن وجهة نظري أن مبادرة الإطار التنسيقي لم تكن الا تصورات للحل وان كانت منطقية الا أنها غفلت عن أن السيد مقتدى الصدر ليس في وارد التعاطي مع أية مبادرة لا تقر للتحالف الثلاثي بالكتلة الأكبر أولاً
وتسمية رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة بعد ذلك.
وهو ما بدا واضحاً جدا في تغريدة السيد مقتدى الصدر الاخيرة ، والتي جاءت في سياق الرد على مبادرة الاطار التنسيقي.
ولتسليط الضوء اكثر على مضامين تغريدة السيد مقتدى الصدر لمعرفة فيما لو كانت ستسهم في معالجة الأزمة أم لا نورد مايلي:-
أولا:- ذكر السيد مقتدى الصدر أن التغريدة جاءت بعد التشاور مع اقطاب التحالف الثلاثي حول مبادرة الاطار التنسيقي
ثانيا:- يرى السيد مقتدى الصدر أن الإطار قد فشل في تشكيل الحكومة التوافقية خلال مدة ال40 يوم التي منحها إياه
ثالثاً:- التغريدة كانت مبادرة سعت لمحورة المستقلين وجعلهم بيضة القبان للخروج بالحل.
الا أن الصيغة التي جاء بها مبادرة السيد مقتدى كانت ملزمة بعد شروط
(أ)- أن يتمكن المستقلون من تأسيس كيان مستقل يجمع 40 نائبا
(ب)- أن يكون هذا التشكيل بعيداً عن الإطار التنسيقي
(ج)- إلزامهم بالالتحاق بالتحالف الثلاثي
وهي شروط إملائية تسلب المستقلين قرارهم.
وليس لهم فيها الا انهم يرشحون رئيس حكومة لا يمكن أن يمر الا بموافقة الكتلة الصدرية المتوافقة مع الكورد والسنة.
أي بمعنى ان رئيس الحكومة سيكون في الظاهر مستقلا أو مرشح المستقلين، لكنه مرشح التحالف الثلاثي بل مرشح الكتلة الصدرية في الحقيقة لانها المعنية بتسمية رئيس الحكومة حينها لاعتبارات مكوناتية.
رابعاً:-جاء في التغريدة ان المستقلين سيبلغون ببعض تفاصيل الحكومة المنشودة كيما يضمنوا تصويت الكتلة الصدرية عليها. أي أنهم ليس عليهم إلا أن يرشحوا مستقلا فحسب.
وهذه النقطة تعزز ما ذكرناه في النقطة السابقة
خامساً:-من الملاحظ أن المدة الممنوحة للمستقلين هي 15 يوما وهذا الامر يمكن النظر اليه من زاويتين؛
(أ) وجود ترتيبات خاصة بين التيار الصدري وبعض المستقلين كما ظهر مؤخرا في الاعلام
(ب)- أو أن الأمر لايعدو كونه اسقاط حجة تؤسس الى مبادرة أخرى أو خطوة جديدة قد تكون تصعيدية
سادسا:- السيد الصدر كرر دعوته لبعض من يثق بهم في الاطار التنسيقي الى الالتحاق بالتحالف الثلاثي .
ما يعني أن الثلاثي لم يحرز الاصوات التي تمكنه من تخطي الاطار التنسيقي لحد اللحظة
أخيرا ؛
يمكن أن نفهم من مجمل المبادرتين أن الانسداد السياسي لازال على حاله بل يزداد تعقيدا
وان التيار الصدري لازال متمسكا بحكومة الأغلبية ، ففي الوقت الذي لازال الاطار التنسيقي مصرا على حكومة التوافق ، وليس في وارد الذهاب الى حل دون التيار الصدري .
يؤكد السيد مقتدى الصدر أنه لن يرض بأن يكون الاطار التنسيقي جزءا من الحل.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha