ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
هل فعلا كانت لدينا دولة قبل 2003
حتى يحق للبعض أن يأسف على ضياعها أو يبكي على أطلالها.
هل كان ثمة حزب بالفعل حتى يتم القياس عليه.
وهل ثمة نظام سياسي يمكن أن نحن إليه.
ومتى كانت للدولة كرامة حتى ننحبها.
الحقيقة لم يكن لدينا شئ مما ذكر.
كان لدينا رجل واحد اختزل الحزب والدولة والنظام السياسي كلها باسمه. بالنحو الذي كان يردده الملك الفرنسي
لويس الرابع عشر
((الدولة أنا وأنا الدولة))
وبالفعل وبطريقة علنية رُفِع شعار
((إذا قيل صدام قيل العراق))
أما النظام السياسي والقانون، فكان يرى طاغية بغداد أن القوانيين مجرد جرة قلم.
أي حزب هذا الذي يتباكون عليه وهو عصابة عملت على مراقبة وقمع أجهزة الدولة وفرضت سيطرتها عليها.
أما الكرامة فحدث ولا حرج ؛ فقد تركتها خيمة صفوان قاعاً صفصفا.
ولذا من المعيب أن يحن الإنسان الى ماضيه المقرف، أو يتغنى بمجد زائف.
نعم إن الوطن قد سقط يوم استحوذ عليه صدام واستأثر به لنفسه (سجله طابو باسمه)
وكل من ساند وأيد صدام في غطرسته وتجبره ودكتاتوريته فقد ساهم بإسقاط الدولة ، ولايحق ولايجوز له التفوه بحرف واحد يتحدث فيه عن الوطن أو يأسف على الدولة.
حينما يختزل الزعيم الدولة بشخصه تسقط بسقوطه ، وتدخل مدخله، حتى وان كان في جحره الجرذي .
وأما الإحتلال فقد وثب على وطن وأرض خصبة صالحة لأن تشيد عليها ابهى دولة