الثلث المعطل حق دستوري..!

   نعيم الهاشمي الخفاجي ||   أما أن نقبل بالنظام الديمقراطي وإن كان مشوها، أو نرفض النظام الديمقراطي وإن كان جيدا، الفشل في تجارب الحكم وخاصة لدى الدول العربية التي صنعها الاستعمار بعد الحرب العالمية الأولى ليس وليد اليوم، مشاكل العراق المذهبية والقومية ولدت مع ولادة العراق المشوهة التي رسم حدود العراق المستعمر البريطاني والفرنسي، تقصد المستعمر بدمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض، ورفض المستعمر إيجاد دستور يضمن مشاركة كل المكونات العراقية بدون تهميش واقصاء واستئثار ليبقى العراق دولة فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية، الثلث المعطل لم يكن بدعة، وإنما يوجد نص دستوري بالدستور العراقي يعطي حق في تعطيل اجتماع البرلمان وفي حق ثلثي ثلاث محافظات لرفض الدستور العراقي بأكمله، ابتلت ساحتنا العراقية بكثرة الضباع والمنافقين والكذابيين  وهم كثيرون في الصحافة والاعلام في استغفال عقول الناس البسطاء، أحد التوافه كتب بصفحته على تويتر، ( ‏ثلث معطل لايحضر .. وتفشل إجراءات البرلمان بانتخاب رئيس جمهورية وتكليف رئيس وزراء لتشكيل حكومة، إجراء لا يوجد في جميع برلمانات العالم ، نصف زائد واحد يشكل الاغلبية في أي تصويت داخل قبة البرلمان ، لكن الفخاخ والالغام التي زرعوها بالدستور جعلوا مشروع الديمقراطية يفشل من الأساس). أقول إلى هذا المفتري المتحيز إلى فئة ضد فئة أخرى أغلب دساتير الدول وخصوصا النظم البرلمانية ودستور العراق من ضمن دساتير الدول العديدة،  في الأمور المصيرية والمهمة يحتاج البرلمان إن يصوت اما ب 3/ 5 أو الثلثين أو 80 % . أما تصويت 50 زائد واحد المطلقة، هذا يطبق في التصويت على قرارات تطلبها الحكومة لظرف طارىء أو تمرير مشاريع  القوانين المنبثقة من الدستور وفي القوانين والأمور التي تخص الخدمات ..... الخ. حدث في لبنان الثلث عطل  تشكيل الحكومة اللبنانية  أكثر من سنة ونصف، وكذلك حدث في دول أوروبية عديدة ومنها حدث الأمر نفسه في دولة حبيبة العرب وحبيبة هذا المنافق دولة إسرائيل، لكن تم اختصار ذلك بالدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة ولمرات عديدة، لدينا كاتب بصحفينا صحيفة صوت العراق يكتب في اسم مستعار طيلة عشرين سنة يدعي انه مواطن عربي مسلم شيعي وفي الحقيقة هو مواطن يهودي من أصل لبناني كاتب وصحفي صهيوني يحاول تمرير مخططات تقسيم العراق وليس إقامة اقاليم مثل الهند لتجزئة العراق لصالح مصلحة بلاده إسرائيل فهو لديه اطلاع جيد عن الانتخابات الإسرائيلية ليتحفنا بمقال يتحدث به عن الانتخابات الاسرائيلية بدل سبابه وتهريجه  على مراجع الشيعة ويستهدف كل كاتب شيعي عراقي لديه افكار يعتقد أنها تفيد المكون الشيعي العراقي، انا شخصيا ليس عندي أمل خير في كل الاحزاب السياسية والدينية التي تمثل المكون الشيعي العراقي، هؤلاء اسمهم شيعة وأفعالهم قبيحة جلبت الذل والعار والمهانة لكل شيعي عراقي شريف ناضل وجاهد من أجل إسقاط نظام صدام الجرذ لأجل إقامة دولة مستقرة هادئة ينعم بها أفراد الشعب العراقي بالامن والأمان والعيش الرغيد، لذلك أنا منذ فترة طويلة لم اكتب بمقالاتي حول الشأن العراقي، لأن أصبح الكلام حول الوضع العراقي مثل الهواء في قربة مثقوبة، يتكلمون عن الديمقراطية والعجيب ان الإ‌‎نتخابات شابها الكثير من التزوير تورطت دول خارجية بالتزوير وبشكل خاص الامارات وكل هذا وتجد الكثير من الضباع يتكلمون بالديمقراطية. ‌‎عند كتابة الدستور القوى الكردية والسنية  وضعت فقرة الثلثين لثلاث محافظات لرفض الدستور، رأيت بوقتها حارث الضاري المقبور وإبنه مثنى الأصفر يدعون الثلاث محافظات السنية لتصويت بنسبة الثلثين لرفض الدستور ونجحنا في محافظة الانبار فقط، لأن بقية المحافظات التي يدعون انها سنية نسبتهم تصل إلى دون النصف، كذلك تم وضع فقرة ثلثين الاعظاء لتنصيب رئيس الجمهورية خوفا من الاغلبية الشيعية لكي  تسيطر على كل المناصب من منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ويجبر ويجبرون المكون الشيعي بحاجته إما إلى الكورد أو  السنة، أقول إلى هذا الضبع البائس، أساساً توجد فقرة بالدستور تسمح لثلثي المصوتين في ثلاثة محافظات على رفض الدستور ليعتبر باطلاً فكيف يسمح لهم برفض الدستور بأكمله بينما يعترض هذا الضبع والبقية في حالة انتخاب رئيس الجمهورية، للإنصاف رغم اني لست مهتما لا إلى الإطار ولا إلى كتلة الصدر لكن للحق أن ثلث أعضاء البرلمان  الثلث المعطل يمثلون أكثر بكثير من عدد أصوات ثلثي ثلاثة الذين يشكلون مايعرف في التحالف الثلاثي. لذلك هناك حقيقة ‌‎العملية الديمقراطية في العراق وإن كانت مشوهة قائمة على التفاهمات السياسية، لذلك على من يدعي الاغلبية عليه أن يحصل على ثلثي أعضاء البرلمان عندها يستطيع أن يتكلم في لسان حاد وطويل ويفعل مايشاء، لكن إذا لايستطيع أن يحصل على الثلثين بوحده فهو مضطر أن يتحالف مع قوى تمثل مكونات قومية ومذهبية طائفية نتنة متورطة بقتل مئات آلاف الأطفال والنساء من المكون الشيعي ويعطيهم تنازلات تصل إلى إطلاق سراح الذباحين والقتلة والمجرمين.  لذلك على اي طرف لم يستطيع وحده الحصول على ثلثي نواب البرلمان بالوضع العراقي الحالي عليهم الاعتراف بالفشل في إيجاد حكومة خارج المحاصصاتية والتوافقية لذلك على هذا الطرف أن يعترف بالأمر الواقع وعليه التفاهم مع الكتل الاخرى، والكف عن المكابرة والعناد. ‌‎من كتب ووضع الثلث المعطل في الدستور وفي كل شيء هم الاكراد والسنة وروجوا الى التوازن والشراكة والتوافق الوطني مقابل الأغلبية الشيعية في العراق، وهذا حقهم الطبيعي، الحقوق تأخذ من خلال ممثليهم الذين لديهم معرفة واطلاع  في كيفية تشريع القوانين وإيجاد فقرات دستورية  توضع بالدستور لخدمة مكوناتهم. ‌‎هذه الفقرة ممتازة حتى يعلم الذين يريدون إقصاء مكون مهم في  العملية السياسية أنهم واهمون وغير قادرون على التفرد بالسلطة والعودة للدكتاتورية،  ‌‎عندما لا يشعر الناس بفوارق كبيرة بين قمع صدام الجرذ وابن سلمان وبين شعارات من يتشدقون بالحرية والمساواة والعدالة ، وعندما يختلف بعض قادة الإصلاح  مع الأنظمة القمعية  ولا يختلفون عن أصحاب السلطة الشمولية، يكون الظلم والقهر  هو عنوان المرحلة، ويصعب للضعفاء  من البشر العيش بحرية وسلام. روي عن الجنرال جياب بطل الثورة الفيتنامية الذي (انتصر على فرنسا و امريكا معا)  أنّه زار عاصمة عربية وهي بيروت  توجد فيها فصائل الثورة الفلسطينية كانت تسمى بهذا الاسم منظمة ياسر عرفات فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها قادة تلك الفصائل وقارنها بحياته مع ثوار الفيتناميون  في الغابات الفيتنامية قال لتلك القيادات، من الصعب أن تنتصر ثورتكم سألوه لماذا، أجابهم،  لأنّ الثورة والثروة لا يلتقيان. الثورة التي لايقودها الوعي تتحول إلى إرهاب والثورة التي يغدق عليها المال تتحول إلى لصوص ومجرمين. الخلاصة إذا رأيت واحد يدعي ثورة ساكن قصر يأكل أشهى الأطباق يعيش في رفاهية فأعلم إنه خبيث منافق من أحقر البشر يعيش على حساب دماء الآخرين.   نختم مقالنا في كلام للفيلسوف الرائع الصادق المصدق عنوان الشجاعة والشهامة والإنسانية والتواضع الإمام علي بن أبي طالب ع، ‏سيأتي عليكم من بعدي ، زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب  . نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 29/3/2022