نعيم الهاشمي الخفاجي ||
استطاعت المخابرات الغربية طيلة القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة تجنيد آلاف العملاء، والخونة من حكام وزعماء، وساسة ومثقفين عرب للعمل على إنجاح المشاريع الاستعمارية من خلال خرق بيئة العرب الساذجة، هذه البيئة نتاج قرون طويلة من الظلم والاحتلال والعبودية، سابقا كانت هناك صعوبة في معرفة العملاء والخونة، أما الآن وبظل دخول وسائل الاتصال الحديثة من قناة فضائية ومواقع إلكترونية صحفية ومواقع تواصل اجتماعي باتت في متناول الجميع، من الأمور الجيدة تكشفت الحقائق لكل باحث عن الحقيقة، الجميع يعلم علم اليقين أن الاستعمار هو من صنع حدود الدول العربية ومكن ودعم عوائل وأشخاص عملاء لعمل أنظمة عربية شكلها مستقل وفي الحقيقة هم عملاء ينفذون اجندات الاستعمار ويسرقون الثروات وتسلم للاستعمار عن طريق وجود حكومات عربية شكلها الخارجي مستقل.
الإعلام الخليجي يروج لصالح القوى الاستعمارية، لذلك تجد القنوات الإعلامية العربية تحاول استغفال عقول المتلقين من خلال اتباع أسلوب المغالطة وصناعة الكذب، الكذب احد الصناعات الخمسة في الفلسفة، غاية اتباع أسلوب الجدال وإطلاق الشائعات والاكاذيب الهدف من ذلك التغطية على الحقيقة، انا كنت سابقا في لجنة تقريب بين المذاهب الإسلامية، عندما كنت اتحاور مع بعض الأشخاص الوهابية اذا كان الحديث حول واقعة الغدير بعد أن يتم حصره يقفز على الرجعة او الشفاعة، إن تحدثنا عن الشفاعة قفز على كذبة تحريف القرآن، الغاية الهروب من معرفة الحقيقة.
حرب أوكرانيا هي ليست صراع روسي أوكراني وإنما هو صراع أمريكا والناتو مع روسيا على حساب الشعب الأوكراني، أحد العاملين في قناة الجزيرة في دويلة قطر التي منها تم احتلال وتدمير العراق والتآمر على منطقة الخليج والشرق الأوسط طرح مقارنة مابين الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ و الغزو الروسي لأوكرانيا عام ٢٠٢٢، ماذا فعل الأمريكي بالعراق في الأيام الأولى من الغزو وماذا يفعل الروسي في أوكرانيا الآن، يقول أترك لكم المقارنة بالأرقام.
اسلوب تافه حيث لايمكن مقارنة ذلك، لأن الفرق كبير جداً، أميركا هاجمت العراق بدون حجج واضحة، وانكشفت كذبة أسلحة الدمار الشامل.
مضاف إلى ذلك العراق بعيدا جدا عن أمريكا ولم يكن يشكل أي تهديد للأمن القومي الأمريكي.
اما روسيا قدمت مطالب واضحة، رفض نشر حلف الناتو قرب حدودها، وعدم نشر صواريخ أمريكية باوكرانيا لانه تهديد لأمن روسيا، حسب قول ميخائيل غورباتشوف آخر رئيس سوفياتي انه أخذ تعهدات من أمريكا بعدم توسع الناتو نحو أوروبا الشرقية ونحو جمهوريات الاتحاد السوفياتي وعدم إسقاط الأنظمة الموالية للسوفيت في الشرق الأوسط والعالم، لكن أمريكا تنصلت ووسعت الناتو نحو شرق أوروبا ووصلت لجمهوريات الاتحاد السوفياتي وأسقطت أنظمة عربية كانت موالية إلى السوفيت وكادت تسقط النظام في سوريا مما اضطر الرئيس بوتين للتدخل العسكري لحماية سوريا من السقوط بيد العصابات الإرهابية، لذلك الناتو توسع على حدود روسيا من خلال ضم م أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، لذلك الناتو أراد إدخال أوكرانيا ومن ثم جورجيا ويستمر مسلسل ضم الجمهوريات السوفياتية ومن ثم التدخل إلى أقاليم ولايات الاتحاد الروسي نفسه.
لا يمكن مقارنة وضع أوكرانيا مع العراق، حقبة إسقاط نظام صدام الجرذ كانت السيطرة على العالم أمريكية، أما اليوم الوضع تغير ومنذ التدخل الروسي في مهاجمة جورجيا وضم القرم والتدخل الروسي العسكري في سوريا للتصدي للمشاريع الغربية في إسقاط سوريا وضمها نحو الدول المطبعة بشكل مجاني لخدمة المصالح الغربية الجائرة.
لذلك لايوجد شبه مقارنة مابين العراق وأوكرانيا، العراق تكالب عليه الدول العربية و الأطلسية بينما العالم كله مع أوكرانيا لأنها دولة مسيحية ذات بشرة شقراء وعيون بشرية زرقاء.
أمريكا غزت العراق واسقطت أسوأ نظام قذر ودمرت أمريكا في غزوها للعراق كل البشر والحجر بحجة وجود أسلحة دمار شامل يهددها وهي تبعد آلاف الأميال بينما روسيا متداخلة مع أوكرانيا دينيا وقوميا، وهي قريبة على حدودها وكذلك خوف روسيا على أمنها القومي من أمريكا ومن الناتو، العراق بحقبة صدام الجرذ لم تساعده ولم تدعمه دولة واحدة عربية ولا اجنبية بينما أوكرانيا وقف معها كل العالم بضغط أمريكي، الأمريكي أشعل فتيل الحرب ليبيع أسلحته و يدمر العراق وبيع مئات مليارات الدولارات كسلاح لدول الخليج بحجة تعرضها للخطر، أحداث أوكرانيا من أزم الموقف أمريكا الغاية تقاتل روسيا بالاوربيين وبيعهم النفط والغاز الأمريكي بدل عن النفط والغاز الروسي، بل وبيع دول أوروبا آلاف الطائرات والاسلحة كلها من إنتاج شركات السلاح الأمريكي تجلب أرباح يصل إلى تريليونات الدولارات، والغاية من الصراع في أوكرانيا، لأن الأمريكي أشعل فتيل الحرب لينهك روسيا و أوروبا.
حرب أمريكا على العراق كانت بتحريض من السعودية ودول الخليج وتكاليفها دفعتها دول الخليج وبدعم اسرائيل، هناك مثل شعبي سوري يقول
الطبل بدوما والعرس بحرستا، هذا المثل الشعبي السوري ينطبق فعلياً على ما حدث في حرب روسيا وأوكرانيا، هذه الحرب مقدمة إلى الحرب الحقيقية المنتشرة ما بين أمريكا والصين، عينون أمريكا ترنو تجاه الصين وكل ما يحدث هو بداية لتنفيذ مسرحيات جديدة.
أمريكا لو كانت صادقة في حربها على أفغانستان والعراق لما سلمت افغانستان إلى طالبان وبدون وجود معارضة بعد عشرين عام من المسرحيات التي دفع ثمنها الشعب الأفغاني، وكذلك في العراق لو كانت أمريكا صادقة مع العراقيين لما غيرت عنوان حربها على العراق من عملية تحرير إلى احتلال، وفرضت على العراقيين محاصصات وشلت عمل الحكومات العراقية لتنفيذ مخطط قذر بتسليم العراق لنظام شمولي مجرم وهابي بسبب رشاوي آل سعود، الشيء الثاني لا يوجد سبب مقنع إلى أمريكا لكى تغزو العراق، لا توجد بين العراق وامريكا حدود مشتركة ولا شعوب ذو جنسيات مشتركة، والعالم وقف مع امريكا، والعجيب ان رئيسها بايدن يتهم بوتن بأنه جزار واليس بوش جزار، العراق قصف قصف عنيف قبل الهجوم البري، ألقيت مئات آلاف الأطنان من المتفجرات المصنوعة من اليورانيوم النافذ، والتي خلفت عشرات آلاف التشوهات الخلقية والأمراض السرطانية، أين كانت الطائرات الأمريكية هل تقلع من الصومال أم من قاعدة السيلية التي بجانب مكتب قناة الجزيرة، فهل مقدم برامج الجزيرة صاحب المقارنة ما بين غزو أمريكا للعراق وغزو روسيا إلى أوكرانيا أعمى.
قبل الغزو الأمريكي للعراق في تصريح لجورج بوش قال فيه حتى ولو تنحي صدام سأدخل العراق،
سجلت مواقف سيئة نفذها جنود التحالف بالعراق، عمليات اغتصاب بالقوة ولكلا الجنسين من العراقيين في فضيحة سجن أبو غريب، فهل هذا الإعلامي الذي يعمل بقناة الجزيرة أعمى ام يعيش في كوكب آخر غير كوكبنا الأرض.
أمريكا قبل غزو العراق فرضت عقوبات وحصار جائر مارستها على الشعب العراقي من تجويع و حضر للسلع و كل شيء مدة ١٣ سنة،
الغزو الأمريكي للعراق بدعم غربي والدول العربية، الغزو الروسي إلى أوكرانيا من وقف ضده أمريكا والغرب،
حرب أوكرانيا علمتنا كم دمائنا رخيصة في العالم، نعم عالم تحكمه ثعالب، يبقى الدم العربي أرخص دم بالبشرية، رغم أن حرب أوكرانيا قد شارفت على نهايتها وما هي سوى أيام حيث يتم توقيع اتفاقية سلام بين روسيا وأوكرانيا وتوقيع الرئيسين بوتين زيلنسكي، توقف الحرب نصر للإنسانية والبشرية، الحروب وقودها الناس الفقراء، انا ضد كل أشكال الحروب وضد الكراهية والقتل المذهبي والقومي، رب العالمين خلق البشر ومن حق البشر يختار اي دين او مذهب يراه مناسبا له يوصله إلى ربه، الله عز وجل لم يسألنا عن الآخرين وإنما يسألنا عن ما عملنا في حياتنا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
29/3/2022