المقالات

كذبة الربيع العربي..!


  نعيم الهاشمي الخفاجي ||   ‏لم تكن المرة الأولى التي تقوم قوى الاستعمار في تحريك الشعوب العربية ومن خلال الزعامات الدينية والسياسية في تنفيذ ما عجز عن تحقيقه المستعمرون من خلال الخونة والعملاء من العرب انفسهم، قبل سقوط الدولة العثمانية وتقسيم المنطقة العربية إلى دويلات وإمارات، قامت بريطانيا في خداع العميل شريف مكة ومفتي العالم الإسلامي العربي السني في العمل لصالح القوات البريطانية، شريخ مكة علي بن الحسين سليل العائلة الهاشمية، هذا العمل وقع اتفاقات مع البريطانيين لإسقاط دولة الخلافة العثمانية السنية مقابل وعود كاذبة في إعطاء العرب مملكة يكون هذا الكسيف ملك على العرب، ارسل نجله فيصل الأول ليحتل دمشق ويقتل الجنود الأتراك العثمانيين ويسلم مفاتيح دمشق للقوات الفرنسية المحتلة، وقف الشيعة دون غيرهم بالجزيرة العربية والعراق في مقاومة القوات المحتلة، وكذلك في سوريا وقف الشيعة العلوية والجعفرية والدروز في مواجهة القوات الفرنسية المحتلة بسنوات الحرب العالمية الأولى دون غيرهم، عندما أرسل شريف مكة نجله وميليشياته المكونة من غالبية الضباط والجنود العرب السنة الذين كانوا ضمن الجيش العثماني لاحتلال دمشق وتسليمها إلى القوات الفرنسية الغازية، قام الانكليز من تمكين عبدالعزيز سعود ووهابيته عل. الجزيرة العربية والحجاز وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى تم خلع شريف مكة وتقسيم المنطقة العربية إلى دول وامارات وفق مقياس اتفاقية سايكس بيكو، بعد انتهاء الحرب العالمية وإنهاء عملية ترسيم حدود الدول العربية التي لابد ان تشكل، بعد تلك الفترة عمل الانكيليز والفرنسيين دعم ولادة أحزاب عربية قومية ودينية للضحك على عقول السذج، وبدأت صفحات دعم عوائل للتسلط على رقاب الشعوب العربية من قبل قوى الاستعمار، نسمع أن هناك قادة عرب قاموا المحتل في المغرب والجزائر وليبيا وتونس وسوريا تطالب في الاستقلال، لكن المستعمر أعد عملائه وسلمهم قيادة تلك الدول وانتهى دور تلك القيادات التي تم تسليط الضوء عليها أنها مقاومة للاستعمار، نضال شعب المغرب انتهى بتسلط الحسن الثاني، نضال ليبيا انتهى بتسليط السنوسي، نضال الجزائر انتهى في عزل أحمد بن بلة ووضع في السجن، تقصد الانجليز بشكل خاص في دمج مكونات غير متجانسة مع بعض وعدم تشريع دساتير تكون حاكمة لتبقى الدول العربية تعاني من صراعات قومية ومذهبية لتبقى دول فاشلة يسهل للاستعمار السيطرة عليها. الربيع العربي استطاعت المخابرات الأمريكية والصهيونية ومعهم مخابرات الناتو في دعم حركات ضد بعض الأنظمة العربية الغير موالية للغرب لتدميرها واسقاط انظمتها لكي تدخل تحت المظلة الأمريكية في اسم ثورات الربيع العربي، نعم  رغم مشروعية وعدالة مطالب الغالبية من الناس، رأينا  حدوث  انتفاضات شعبية مدعونة غربية ضد أنظمة عربية غير موالية للغرب، ورأينا تم سحق انتفاضات عربية ضد أنظمة مرتبطة في أمريكا والغرب مثل سحق ثورة شعب الحجاز بشرق السعودية واحتلال البحرين وسحق ثورته المطلبية في تحويل نظام الحكم إلى نظام حكم ملكي دستور مع بقاء الملك حاكم بشكل دستوري، ما رأينا  من أحداث كانت مجرد أحداث مطلوبة لإنجاز التحولات في المنطقة لإيجاد أنظمة موالية للغرب، وكان الهدف  تدمير دول عربية معينة مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن وتهجير شعوبها وإعادة رسم خرائطها من ضروريات إتمام اللعبة الدولية الغربية،  وأن ثورات  الشعوب كانت مجرد أرقام وبيادق لتمرير المخططات. نعم الحق واضح والباطل واضح لمن يبحث لمعرفة حقيقة ماحدث، لننظر للوضع السوري والعراقي بشكل خاص، جاؤوا من الغرب بأساطيلهم وطائراتهم وصواريخهم، ليس لحماية أو إنقاذ أو إطعام طفل سوري واحد، بل لإنقاذ المجاميع الإرهابية  والقضاء على سوريا وتحطيم شعبها المقاوم تحت كذبة كبرى دعم  ثورة الشعب السوري، ما حدث مايسمى في الثورات العربية جاءت نتيجة الثورة المعلوماتية الانترنت وخرق دول الغرب لحواضن بعض الدول العربية بسبب الصراعات المذهبية والقومية تم الدخول إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن من خلال العامل الديني والقومي والمذهبي لتنفيذ أجندات الغرب في تحطيم تلك الشعوب المقاومة،  لذلك ثورات ‌‎الشعوب كانت توجه من الغرب ومن خلال المؤسسة الدينية الوهابية ومئات مليارات الدولارات الخليجية الغاية سرقة ثورات الناس المحقة وجعل الشعوب مجرد بيادق،  الربيع العربي فليس بالضرورة  ان تكون الشعوب خائنة وإنما قوى الاستعمار جندت قيادات دينية وشعبية عميلة لذلك ماحدث كان مخطط له ، إن من يحكمون هذا العالم من دول الغرب بمقدورهم دائما أن يغيروا الأحداث لصالحهم . ‌‎الأعلاميون العرب يرون الأحداث  كل بما يحلو له بعيداً عن الواقع، لربيع العربي لا مشروعية له، هو وليد البروباغندا الإعلامية الاستعمارية فقط، ‌‎متى كان لشعب من الشعوب رأي يقول المثل المغربي اذا اردت السرقة فاذهب لسوق الغنم حلل وناقش….. مع ذلك حصلت هذه الثورات و تمدّدت و كانت مطالبها عمليا هي نفسها الحرّية و الديمقراطية و الكرامة و لم يكن ممكنا على الإطلاق أن يُترك زخمها ليتّخذ مآلاته و مساراته التاريخية و الواقعية الطبيعية لأن ذلك لم يكن سيطيح بوكلاء الاستعمار و القائمين على رعاية مصالحه بل بالاستعمار نفسه. ‌‎كانت ثورة شعبية بريئة لكنها جائت قبل اوانها بقليل، لأن من أفشل الثورة ليست الأنظمة أو جهات أخرى بل انقسام الشعوب على بعضها،  فلو لم تجد هذه الأنظمة أو حتى جهات خارجية الأرضية الخصبة لتحريف مسار الثورات لكانت النتائج مخالفة تماما.. فأخطر خطر يهدد أي ثورة بل أي بلد هم أعداء الداخل. الشعوب العربية تعاني من صراعات مذهبية قومية داخلية. الربيع العربي كان ولا يزال حلم الشعوب في العيش في ظل الديمقراطية والتعددية والعدالة لكن اجتمعت المصالح في الشرق والغرب على افشاله وهذا ما حصل. لا ننكر مظلومية الشعوب العربية بسبب دعم الاستعمار إلى أنظمة عربية تحكم بعقلية بدوية تضطهد الشعوب العربية بطرق قبيحة وقاسية، لذلك الكثير من الناس ممن شاركوا في الربيع الربيع العربي کانت مطالبهم  نابعة من ارادة شعبية صادقة ضد الاستبداد و الفساد المعشش في کيان الدولة العربية ولکن بسبب سيطرة قوى الاستعمار ومن خلال أنظمة الرجعية العربية الوهابية البترولية سرقت  الثورات العفوية والتي غير مخطط لها و لا توجد لدى الجماهير  قيادة ثورية شريفة غير مرتبطة في الاستعمار لذلك نفذ إلى قيادتها  العصابات الإرهابية ووقف معهم الانتهازيون و حولوا وجهتها  لصالحهم و استغلتها الدول الکبری لتمرير مخططاتها الاستعمارية،  ثورات زائفة  قامت بها كل من المخابرات الصهيونيه والبنتاغون وفتحت مطارات دول العالم لتسهيل دخول القوى الإرهابية للعراق وسوريا وليبيا واليمن، فتحت حدود دول لتسهيل دخول القوى الإرهابية وتزويدهم بالسلاح بشكل غير مباشر ومباشر،  كل ماجرى من  ذلك لصالح الامن الاسرائيلي، هذه الأمة تعيش في سبات  وفي  نوم عميق، الغرب ودول الرجعية العربية دربت رؤوس إرهابية وجندت فيالق من الإعلاميين قدموهم  كنخب وفي الحقيقة هؤلاء مرتزقة وفي اراض،الواقع سيطرة عصابات متردّدة متصارعة مأزومة فاقدة الضمير الإنساني والأخلاقي تتقاتل فيما بينها إضافة إلى أنظمة شمولية أحفوريّة ترفض التغيير لأنها ترى فيه إذعانا و تمهيدا لبداية شروط زوالها، مضاف لذلك لدينا شعوب تعيش بعقلية و وعي الرعايا و السبايا، نتاج طبيعي لتخلّف مستدام. قناة الجزيرة كانت  المحرك لهذه الثورات البائسة، لذلك اقول إلى مقدم برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة فيصل القاسم  فاذا كنت تعرف الأهداف فانت خائن واكيد انت عميل تعمل لصالح الاستعمار، وإذا كنت لاتعرف الأهداف  وهذا الأمر مستبعد فانت ثور  في حضيرة وامامه علف الجت والمفروض تعتزل الإعلام.  نختم مقالنا بقصة ورد ذكرها في كتاب الكشكول للبهائي وكذلك في كتاب (سوانح سفر الحجاز)، القصة تتحدث عن قيام شخص كوردي قتَلَ أمّه، حيث تقول القصة وحتى لو كانت اسطورية،  كانَ في الأكراد شخصٌ ذو سداد، أمُّهُ ذاتُ اشتهارٍ بالفساد….لَمْ تُخَيِّب من نوالٍ طالبا، لَنْ تَكُفَّ عن وصالٍ طالبا …. الخ القصيدة. والقصة كما يلي، كرديّ حكيم وعاقل ولكنّ أمّه زانية، فتربّص يوما الى أن دخل أحد الزناة الى بيتهم..فهجَم الكردي وقتل أمّه، فلامَهُ الناس ، كيف تقتل أمّك وتترك الزاني يهرب، قال لهم الكرديّ الحكيم، لو لَمْ أقتل الزانية كنتُ سأقتل أغلب رجال البلدة، والحكمة تقتضي، أنْ نُغلِقَ باب الفساد أوّلاً..وباب الفساد هي (الزانية)  والعبرة من القصة، نحن كشعوب عربية نعاني من صراعات قومية مذهبية والإصلاح ميؤس منه بظل كثرة الخونة والعملاء، الذي يملك رصيد شعبي يؤهله للقيام في عملية الإصلاح فعليه العمل على إيجاد حلول دائمة تجمع المكونات الرئيسية العراقية الثلاث السنة والاكراد والشيعة، إيجاد دستور يضمن حقوق كل المكونات بالمشاركة في حكم البلد وبدون تهميش، بحيث يصبح الكردي والسني والشيعي يعتز في عراقيته اولا ويدافع عن وحدة العراق اختياري وبدون أخبار وأكراه، ماحدث بالعراق وسوريا واليمن نفذ إلينا الأعداء بسبب وجود صراعات قومية ومذهبية طيلة قرن من الزمان لنشوء الدولة العراقية، وكذلك الحال لنشوء الدولة السورية واليمنية، لولا اضطهاد الشيعة والاكراد بالعراق لما تم احتلال العراق، ولولا وجود أيضا صراع مذهبي قومي مشابه للحالة العراقية لما دخلت القوات الأمريكية والغربية والتركية ومعهم ارهابيين تم استقدامهم من مائة دولة من دول العالم لتدمير سوريا وطمر الآثار، كذلك الحال في اليمن شمال ذات غالبية شيعية زيدية وجنوب يمني ذات غالبية سنية ووجود جار سوء وهابي قذر نتن مصاب في مرض جنون البقر الوهابي ضد كل من هو شيعي، في الختام متى ما اعترف الجميع بوجود صراعات قومية مذهبية فإن الاعتراف يسهل عملية وجود حلول دائمية تنهي الصراعات للأبد عندها تبدأ صفحات الأعمار والبناء والتطور والرقي والعيش بسلام، وتنتهي تدخلات قوى الاستعمار في النفوذ إلى بلداننا وشعوبنا.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 28/3/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك