نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الشجاعة هي أروع وأنبل وأفضل الصفات الحميدة التي تتميز بها النفس الإنسانية والتي تميز بها فرسان العرب في الجاهلية وعصر بعثة الرسول محمد ص وقد سطر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه أروع البطولات في محاربة الانحراف وقول كلمة الحق في الميادين كلها، الشجاعة قوة في النفس وثقة بالله عز وجل، وهي القدرة على مواجهة الصعاب والمخاطر والظلم والقهر، والتغلّب على مصاعب الحياة بإيمان وصبر وتحمّل وعدم الضعف والاستسلام، وتوجد حكمة عربية عن الشجاعة والقدرة على الصمود تقول، إن الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن القدرة على التغلب عليه.
الشجاعة لاتعني القساوة مع العدو والتنكيل به بطرق وحشية، لننظر إلى الامام علي ع فهو لم يضرب بسيفه بالنزال يولي هاربا، ولنا بقصة مبارزة عمرو بن العاص للإمام علي ع وكيف عندما واجهه الامام علي ع ولى عمرو بن العاص هاربا وخلع ملابسه ليري سوءته فكان رد الامام علي ع تركه ولم يضربه بالسيف، حتى أن أصحاب الإمام علي ع قالوا له، يا أمير المؤمنين ألا تعد فرساً للفر والكر، فقال علي ع ( أما أنا فلا أفر ومن فر مني فلا أطلبه ).
الشجاع يموت بالحرب وتخلده الاجيال، علي بن أبي طالب احبه ملوك النصارى لشجاعته وعلقوا صورة في كنائسهم تقديرا لشجاعته وفصاحته ومروءته، واقعنا العربي الحالي سيطر به الجبناء على مقاليد الحكم، وأصبحوا هم القادة ويصفهم فيالق اعلاميوهم بالشجعان، الشجاع يموت وهو شامخ، قول كلمة الحق عند سلطان جائر وصفها رسول الله ص في الجهاد، بحقبة حكم صدام الجرذ الهالك رأينا مواقف شجاعة لنساء حكموهن بالإعدام في محكمة الثورة السيئة الصيت كان رد المحكوم عليها بالإعدام الهتاف ضد صدام الجرذ وأعوانه، بينما رأينا الكثير من الجبناء الذين استعملهم صدام الجرذ كأحذية وعندما انتفضت الحاجة منهم قام بقتلهم، لذلك هناك حقيقة تقول، إنّ الجبان يموت آلاف المرات، ولكن الشجاع لا يذوق الموت إلّا مرة واحدة.
طالعنا أحد الأبواق الإعلامية في قنواة دول الرجعية العربية واحد المتصهينين في كتابة تغريدة في تويتر سبقها بالقول التالي،( تنويه بسيط للصغار الذين يحاولون التمرد على الكاوبوي الأمريكي: إذا كان الامريكي مازال قادراً على معاقبة من تعتبر نفسها قوى عظمى كروسيا والصين، ومحاصرتها وإذلالها وتطويقها، واذا مازال يتحكم بأوروبا كما لو كانت لعبة في يديه، لا شك انه مازال قادرا ان يمسح بكم الارض عندما يحين الوقت).
أقول إلى هذا الخانع الجبان بالقليل نقول لهم كلا كلا للظلم، انا شخصيا ضد كل الحروب بالعالم ومنها حروب الناتو مع روسيا في أوكرانيا، بعد اندلاع الحرب منذ مايقارب الأربعة أسابيع روسيا تسيطر على ثلث أوكرانيا وكل أوكرانيا تحت القصف، واوجدت مناطق لنشوء جمهوريتين بالشرق الأوكراني، واقول إلى هذا الإعلامي المرتزق، الحرب النفسية والدعاية تُسيطر على اغلب تقارير الحرب بأوكرانيا، تضليل إعلامي كبير، وأنت جزء من هذا التضليل الإعلامي بالساحة العالمية.
بطء تقدم القوات الروسية الغاية منه هو تهجير أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين، وبالفعل اكثر من 3,5 مليون أوكراني أصبحوا لاجئين في أوروبا ورغم تعاطفي الشخصي مع كل هذه الملايين الفقيرة الهاربة، لكن
من أهداف روسيا هو الضغط على الأوروبيين باللاجئين، وروسيا لم تعلن الحرب إلا بعد أن استعدت لها ودرست جميع السيناريوهات المحتملة، وهناك حقيقة ان بوتين لن يتراجع خطوه مهما كانت النتائج .
وعندما تقرأ تعليقات مئات المعلقين العرب بصفحة هذا القرقوز تغمرك السعادة بل والضحك الطويل ليصل إلى القهقهة، أحد المعلقين سعودي كتب كتب التعليق التالي ( السعودية بيدها اسقاط الاقتصاد الأمريكي بمجرد ان تقرر بيع البترول باليوان الصيني
وعشان تعرف رعب الامريكان من الفكرة اكتب في اي خانة بحث سواء جوجل او يوتيوب وشوف الهيستيريا ).
البترول بالشرق الأوسط فقد اهميته، أمريكا الآن المصدر الأول للبترول بالعالم، دول أوروبا حاليا بفترة انتقالية للتحول نحو الطاقة المستدامة البديلة التي تعتمد على الطاقة الشمسية، ذهاب السعودية والخليج تجاه الصين والهند ليس عمل خالص لوجه الله وإنما الصين والهند تستهلك أكثر من ٩٠% من نفط الخليج وإيران والعراق والشرق الأوسط، دول الخليج بقيت تعمل على اغراق السوق العالمية بالبترول اكثر من ثمانين عاما لصالح امريكا، لكن عندما أمريكا أصبحت مصدرة للبترول عام ٢٠١٩ انتهى الدور السعودي بإغراق السوق العالمية بالبترول، اتصل ترامب في ابن سلمان وأمره بالتوقف عن اغراق السوق العالمية بالبترول لانه تسبب في إفلاس مئات الشركات البترولية الأمريكية، بيع البترول السعودي للصين بالعملة الصينية ليس تحدي إلى أمريكا وإنما السعودية تعلم علم اليقين لم يبقى سوق لبيع نفط السعودية إلا السوق الصينية والهندية.
اقول إلى هذا الإعلامي الجبان، لا تلام الصغير يرى الناس صغار مثله، رفض العبودية والظلم بلا شك يحتاج الكثير من الشجاعة ورباطة الجأش في مواجهة الكاوبوي الذي اخاف العالم لعقود من الزمن، ولكنه ليس بشيء مستحيل.
فقد واجه شيعة العراق الاحتلال البريطاني انتج ذلك استقلال العراق، اقول لهذا الخنيث كلنا صغار في عين الكابوي الأمريكي..ولكن تحية للصغير الذي يقول بأن لنا مصالح ومواقف هي الأهم بالنسبة لنا ولها الأولوية.
التفاضل بين أمريكا وروسيا والصين ليس بالقوة العسكرية، فالدول الثلاث تتقارب من ناحية الإمكانات العسكرية، لكن الولايات المتحدة تتقدم على الآخرين - وعلى العالم كله- بهيمنتها الاقتصادية وتحكمها بالنظام المالي العالمي وهو مايمكنها من البطش بأي دولة بسلاح العقوبات الاقتصادية دون نيران، اكيد هذه الحرب الدائرة تنتج للعالم وجود طرق جديدة بالتعامل الاقتصادي ودعم الصناعات المحلية بالدول الكبرى نفسها وبدول العالم الأخرى.
اقول لهذا الصعلوك من يرى نفسه صغيراً سيبقى صغيراً وسيبقى في نظر العالم صغيراً.
الشعوب العربية وبالذات شعوب الدول المطبعة آمنت في انهم صغار، والذي رسخ لهم الإيمان أنهم صغار هو إعلام العرب اقنعهم انهم صغار، نشأوا صغاراً وستبقون صغاراً وسيبقى العالم يرى شعوب العربان صغاراً وابقار حلوبة حسب وصف الحلاب ترامب للسعودية في البقرة الحلوب إن جف لبنها يقوم بذبحها، لايمكن للشعوب العربية ان نعيد الثقة إلى نفسها إلا ان يتخلصوا من الانظمة التي نصبها الاستعمار لخدمة مصالحهم لذلك يبقى أعلام دول العربان يقنع الشعوب العربية انهم صغارا أمام الكاوبوي الأمريكي.
المتابع للإعلام العربي وصفحات التواصل الاجتماعي تجد العرب منقسمون بين مدافعون عن امريكا و مدافعون عن روسيا و لسان حالهم يقول: و نحن مع من يا زعاماتنا.
هذه الحرب بالاخير امريكا و روسيا يتفاهمون و في النهاية سيعقدون اتفاقات و ينتهي الأمر، بينما الإعلام العربي يبقى ساذج لا يجرؤ على قول كلمة حق، أقول إلى هذا الصعلوك …..لا عدالة بوجود قطب واحد للقوة بالعالم، وجود أكثر من قطب يعيد التوازن للمعادلة، نتمنى ان يكون القطب الجديد يحفظ كرامة العرب والمسلمين وبقية شعوب العالم المستضعفة.
23/3/2022