قاسم ال ماضي ||
المكان: كربلاء - في قطرة في بحر الزائرين.
الزمان: ليلة النصف من شعبان.
أرقب كل ذلك المشهد العظيم والمنظم بشكل يحتاج الى تأمل وتفكر ومعارك نظريات الجبر والتفويض تتصارع في ذهني، هل هم مجبرين ام مفوضون في أمرهم؟! هل الفطرة ام الغريزة؟! ام هو نشاط روحي تأملي؟!
كان زحام من غير فوضى وكنا الأجساد التي اجتمعت في لغة واحدة، .. تمر دون كلام فقط آيات القرآن المجيد وترانيم الدعاء. كيف اجتمعوا؟ ومن دعاهم؟ بل من نظمهم؟ ومن دفع كل فواتير النقل والطعام والشاي وكل ما يتصور من وسائل الخدمة والاطعام؟!
وفي حضرة الإمام، يجلس الشيخ ذو العمامة مع ذو العقال مع ذي الزي الرسمي العربي مع الافغاني والايراني بين الداعي وطالب الحاجة بين الذكر والبكاء، ويقول تعالى:
(لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ).
إنها ليلة واحدة اجتمعوا فيها كجيش طَلق وبآلية نفير كجمعهم يوم النداء للواجب الكفائي، يدعون لصاحب الأمر بالفرج… وطافت في ذاكرتي ذكريات أيام الفتوة و وجوه الشهداء وصوت المدافع وزعاريد الرصاص، وقد شدني منظر ترجم كل تساؤلاتي: طفل يحمل صورة ابيه الشهيد وبجنابها راية الحشد، أراه يقول: انا على العهد ونمت على ما مات ابي والشهداء من أجله.
وانها تبشر جيشك يا مولاي يا صاحب الأمر و إنَّ جموع شيعتك يجتمعون من كل عرق ولون في استعراض مهيب، يقول: متى ترانا ونراك؟
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن في هذهِ الساعة وفي كل ساعة وليا وحافضا...