ماجد الشويلي *||
بدو أن حكام الخليج تيقنوا من مغادرة أمريكا للمنطقة لذا هرعوا للإرتماء بأحضان إسرائيل التي باتت تعيش الهاجس والقلق الوجودي منذ مدة
ورغم ذلك فإنها بنظر مشيخة البترول أكثر ضمانة لأمنهم من أمريكا لعدة أسباب
أولا :- لبعد أمريكا عنهم جغرافياً ولانعدام أي رابط وجودي لها في المنطقة غير المصالح التي يمكن تأمينها في مناطق أخرى .
في حين أن إسرائيل لها أكثر من سبب حقيقي وفعلي لضمان بقائها في المنطقة وهي تدافع عن هذا الوجود حتى الرمق الأخير
وهذا ما يفسر حرص مشايخ التطبيع على دمج اسرائيل بمشاريع ستراتيجية واستثمارات كبرى لضمان بقائها واستمرار وجودها كمظلة حماية مما يسمونه الخطر الإيراني وهو مصلحة مشتركة للطرفين بالطبع.
ثانياً : من جملة ماتتميز به أمريكا عن اسرائيل هي أن لها اهتمامات توسعية عالمية .
وهي تعمل على استمرار هيمنتها على العالم والحيلولة دون ظهور قطب منافس لها .وأولوياتها القصوى في الظرف الراهن هي مواجهة الصين ومنع تعملقها أكثر
ثالثاً:- إن إسرائيل ليس لها من عدو غير محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية وقد تمكنت بالفعل من تصفية حسابتها مع محيطها العربي والاسلامي باستثناء إيران .
فهي على علاقة جيدة مع الشرق لربما بالدرجة نفسها مع الغرب وليس لها ما تتنافس عليه مع الصين وروسيا والهند وغيرهم.
والأمر ذاته بالنسبة لدول الخليج التي استَعْدَتْ إيران وجعلت من التصدي لها أولى أولوياتها
رابعاً:- إسرائيل حريصة على التمترس بالمنظومة العربية خشية إيران وقوى المقاومة في المنطقة وقد وجدت ضالتها عند حكام الخليج الهَلِعين من الجمهورية الاسلامية
كما وإنها باتت على يقين من أن موازين القوى العالمية لم تعد لصالح أمريكا وهذا ما تتشاطره مع مشيخة البترول
الأمر الذي جعلها تفكر جديا بالاعتماد
على إمكانياتها الذاتية ونسج تحالفات قوية معهم.
خامساً:- حكام الخليج يرون أن الاستقواء بإسرائيل النووية يخلق توازناً في الردع مع إيران وهو مصلحة مشتركة بينهم وبين الصهاينة
سادساً:- ماتحتاجه إسرائيل هو استمرار مسوغات وجودها في المنطقة وهذا ماتكفلت به المنظومة الخليجية تحت مظلة الإبراهيمية الجديدة
سابعاً:- دول الثراء النفطي استيقنت من تعافي سوريا وتنامي قدرات حزب الله القتالية الى درجة كسرت فيها معادلات الردع التقليدية وأن الحوثيين باتوا على وشك حسم الحرب لصالحهم والحشد الشعبي بات حقيقة لايمكن تجاوزها في العراق وهي أوراق ضغط خانقة عليهم وعلى إسرائيل في آن واحد
ثامناً:- إسرائيل ومشايخ الخليج أدركوا أن أمريكا ستعود صاغرة للاتفاق النووي
وأنها تورطت في الملف الأوكراني وستغرق فيه أكثر فأكثر ولذا فهي لن تلتفت لهم .
بل لعلها منحتهم الضوء الأخضر للتقارب مع إيران وهذا جل ماتتمكن عليه.
تاسعاً:- حكام الخليج يعرفون جيداً أنهم لن يملكوا خياراً آخر غير التعاطي بإيجابية مع إيران ولكن لايرغبون بالذهاب اليها دون سند وهذه المرة سندهم إسرائيل بعد غياب أمريكا
عاشراً:- زيارة الرئيس الإسرائيلي الى تركيا تأتي في سياق التحضير لما بعد الانسحاب الأمريكي من المنطقة ومحاولة بناء تحالف يحد من قدرات ايران فيها
2022/3/8
*مركز أفق للدراسات والتحليل