ماجد الشويلي ||
يقول علماؤنا أن العلة من بعث موسى عليه السلام بالعصا التي تنقلب ثعباناً هي لإفحام أهل مصر والفراعنة الذين كان قد انتشر بينهم السحر وبرعوا فيه.
وهكذا بالنسبة لعيسى (عليه السلام )الذي بعث في زمن كان قد انتشر فيه الطب وبلغ مستويات متقدمة فجائهم بشفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ليقيم الحجة عليهم.
وبعث نبينا الخاتم (صلى الله عليه وآله) في في قلب الجزيرة العربية حيث الفصاحة والبيان ليفحمهم بقرآنه ويقيم الحجة عليهم .
موسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليهم أجمعين) بعثوا برسالاتهم في بيئة تفهم إعجازهم وتفوقهم ، وإن كابر بعضهم واستنكر بحجة هنا وحجة هناك وذرائع واهية .
ولعل مجيئ الإمام الخميني (رض) لإلقاء دروسه بالحكومة الاسلامية في معقل الفقه والفقهاء _النجف الأشرف _كونها البيئة العلمية التي تفهم تلك المباني الفقهية والأصولية فيكون ذلك التقبل منها والاعتراف بالمبادئ والمباني التي اعتمدها روح الله في الدعوة لاقامة الحكومة الاسلامية حجة عليهم وعلى الأمة جمعاء.
وبعد ذلك تحولت تلك الثورة لمعجزة في بيئة أخرى هي الميدان السياسي الأممي.
إذ أنها تمكنت من تقديم إنموذجا للحكم والنظام السياسي بشكل مغاير تماماً ليس لما هو معهود على مستوى العالم فحسب ، بل بما لم يكن بالحسبان أن ينبثق نظام سياسي خارج نطاق المعسكرين الشرقي والغربي
ولا يعتمد عليهما .
وأكثر من ذلك أن هذا النظام الفتي ناوأهما وكشف بطلان أسسهما الفلسفية والمعرفية.
(لا شرقية ولا غربية حقيقية))
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha