🖊ماجد الشويلي ||
· تأملات في بواعث الانتخابات
لما عجزت الولايات المتحدة عن تغيير مسار العملية السياسية لصالحها مع ادراكها على أنها ستكون ملزمة مستقبلا بتخفيض التزاماتها في المنطقة والعراق كخيار بديل عن انسحابها الكامل من العراق. لم يتبق لها في حينها الا دعم الانقلاب الابيض من الداخل وتوفير مستلزماته كافة واهمها وفي مقدمتها على الاطلاق هو تحويل الانقلاب على العملية السياسية الى (مطلب جماهيري ورأي عام) وان كان جزئيا ولكن بصخب وضجيج يغطي على المعايير المنطقية اللازمة لاجراء التغيير في الانظمة الديمقراطية فكان الحراك التشريني.
هذا الحراكه هو الذي حرصت الولايات المتحدة على الاسهام فيه وتطعيمه بجيناتها الانقلابية والابقاء على مبرراته وجوده الحقيقية النابعة من النقمة والتذمر الشعبي على سوء الخدمات والتردي المعيشي.
فالقوى السياسية التقليدية عجزت عن حماية المصالح الامريكية في العراق ، كما انها حاولت أن تغير من وجهة تحالفاتها باتجاه الشرق الصاعد ، فضلا عن اسهاماتها الواضحة بتقويض مشروع الشرق الاوسط الكبير وصفقة القرن وحتى مشروع (ابراهام الجديد).
فامريكا لايهما ان كانت القوى التقليدية التي حكمت العراق بعد2003 قد حققت للشعب تطلعاته ام لا
وكل مايهمها هو مدى نجاح مشروعها في ظل حكمهم . ولا ابالغ اذا ما قلت ان القوى التقليدية في العملية السياسية لم يكن لها خيار غير الذي قامت به من معارضة المشاريع الامريكية. ذاك لان جمهورها ومزاجه العام مركب وقائم على اساس مجموعة من الثوابت ينهار وجودها بانهيارها .!
فلا يمكن تصور التشكيلات والاحزاب التي قارعت النظام المستبد العفلقي وأُسست على يد مراجع دين وضمخت مسيرتها بدماء الشهداء الزواكي ان تستكين للاحتلال او تنخرط علانية على الاقل في مشروع التطبيع.
فضلا عن بروز وتنامي الخط المقاوم في العراق واشغاله لمساحة واسعة من الفئات العمرية الشبابية.
فظهور قوى مقاومة وازنة في الساحة السياسية منافسة للقوى التقليدية في ميدانها الاجتماعي ارغمها على التماشي مع الخط المقاوم والانسجام معه بنحو أو آخر.
هذا الامر الذي كانت الولايات المتحدة تنظر اليه بعمق وقطع عندها الامل بامكانية تحول المسار السياسي في العراق لصالحها وكانت العقبة الكؤود امامها هو كيف يمكن ازاحة هذه القوى التي لازالت تحظى بتاييد جماهير معتد به.
وكان لابد من آلية لاقصائهم عن العملية السياسية لاتثير حفيظة جمهورهم الذي وجد فيهم المنقذ من الارهاب وان لا تدفع بهم للتخندق الطائفي الذي تحسن ايران توظيفة فيما بعد بحسب مايرون.
وهو مايفسر لنا حصر التظاهرات التشرينية في اطار الجغرافية الشيعية وبمطالب تغييرية طالت مراكز الحكم المخصصة للمكون الشيعي فحسب (رئاسة الوزراء)
دوناً عن غيرها من المناصب السيادية في الدولة العراقية.
"يتبع"
https://telegram.me/buratha