ضياء ابو معارج الدراجي
زينبابنتي الصغرى المولودة في العشرين من اب عام ٢٠٠٣ ولدت بعد سقوط صدام التكريتي باربع شهور، طفلة صغيرة ولدت في عهد انتهى فيه حكم الطاغية التكريتي وحزبه لم تعش زمنه ولا تعرف عنه شيء غير القصص التي تسمعها مني ومن امها و اجدادها،زينب اخر عنقودي المتعلقة بابيها بشدة ذات اللسان اللبق والذكاء المتوقد المحبوبة منذ ولادتها زينب الصغيرة شاركتني واختيها شروق وفاطمة واخوهم مصطفى لحظات تصويتي على اختيار اعضاء الجمعية الوطنية في ٣٠ كانون الثاني ٢٠٠٥ وغمسوا اصابعهم معي في علبة الحبر الازرق ليتباهوا امام اصدقائهم بانهم صوتوا للعراق رغم ان عمر زينب كان عام ونصف يلفها ذراعي الذي يسندها على صدري الا انها اصرت على ان تلطخ سبابتها بالحبر كما فعلوا اخوتها داخل محطة الاقتراعفي عام ٢٠٠٥ تكرر نفس هذا الموقف بعد ٩ شهور حينما صوتنا على الدستور يوم ١٥ تشرين الاول عام ٢٠٠٥ وكذلك حينما صوتنا للجمعية الوطنية في ١٥ تشرين الثاني عام ٢٠٠٥ .
كانت المشاركة بالانتخابات الثلاثة الاولى تحدي منا ضد الارهاب والبعثية والتفجيرات والقتل ونحن نسير مع اطفالنا وعوائلنا لنقول لهم سوف ننتخب العراق رغما عنكم ونضحي بانفسنا واهلنا واولادنا من اجل حريتنا ومستقبل بلادنا الجديد.
كان كل هم اخوة زينب ان يلونوا اصابعهم بلون الانتخابات الأزرق ليتفاخروا امام اصدقائهم به اما زينب كان هما ان تلون اصبعها كما فعل اخوتها غيرة منها.
في انتخابات ٢٠١٠ اصرت زينب ذات السبع سنوات ان ان تصبغ سبابتها من جديد بلون الانتخابات مع اخيها مصطفى ذا الاعوام العشرة بينما منع حياء المراهقة بناتي شروق وفاطمة في تكرار هذا الفعل الطفولي وتكررت تماما هذه الحالة في انتخابات ٢٠١٤ بمشاركة زينب ومصطفى وغياب شروق وفاطمة .
لكن انتخابات ٢٠١٨ كانت مختلفة جدا حيث امتلك مصطفى واخته شروق بطاقة ناخب خاصة بهم ومارسوا حقهم في التصويت الفعلي مع تلوين اصابعهم بشكل رسمي هذه المرة بينما اكتفت زينب بتلوين سبابتها فقط كالعادة لانها لم تصل الى السن القانوني بعد.
اما اليوم في عام ٢٠٢١ اصبح لزينب وشقيقتها فاطمة بطاقات ناخب واصبح لها صوت فعلي لتمارس حقها في اختيار من يمثلها في البرلمان العراقي وتلون سبابتها رسميا في انتخابات تشرين لعام ٢٠٢١ .
اليوم زينب واخواتها اصبحوا اصوات فعاله في تحديد مصير البلاد نحو الطريق الصحيح الحقيقي بعد ١٨ سنة من سقوط حكم الديكتاتورية الساقطة زينب واخوتها لم يعرفوا البعث ولم تتلوث عقولهم بمناهجه وافكاره التي كانت تزق لنا في مدارسنا الابتدائية في عهده.
زينب واخوتها مؤمنون و مصرون على ان يكون انتقال الحكم بالطرق السلمية دون قتال ولا دمار ولا حروب.
زينب واخوتها وابيها وامها يؤمنون بان طريق التغير يتم عبر صناديق الاقتراع عندما يعلو صوت الاغلبية في اختيار حكامه.
https://telegram.me/buratha