حسن المياح ||
الأصالة طهر ونقاء، وصدق ووفاء، وإخلاص إنتماء وحسن صنع ولاء، وإشراقة عمل صالح وإنارة طريق إستقامة من دون إرتماء، وسلامة عقل في تفكير ناضج بمنتهى السخاء، وتهذيب سلوك تعامل بإحسان بأعلى درجات الإرتقاء، وخلوص نية بطهارة فطرة وسجية ومهارة صقل عمل بنزاهة بيضاء، وأنها إشراقة بشاشة ونور شفافية بكامل الوضوح والنصوع والإمتلاء، وما الى ذلك من مزايا واضحات، وفضائل وسجايا سمحات.
والهجنة إختلاط عشواء وعكارة صفو أجواء، وإمتزاج عمل صالح بآخر سيء من وراءه سؤال وبلاوي وإبتلاء، وما الى ذلك من موبقات، ومن مزاجات أهواء.
وحدة الهوية للأحوال المدنية دليل أصالة الوطنية، والهجنة تعدد وإختلاط الهويات، ومزج العمالة وطغيانها وإتباعها إستعبادآ وإستحمارآ بالوطنية التي تتلاشى سقوطآ هملآ كما هو الشعر المتساقط فرضآ وجبرآ لما يتعرض اليه الشخص المصاب بالسرطان من جرعات الكيمياوي، لتهدئة ألم الإنتماء، وتخدير أعصاب الوطنية، وآنها دورة حضانة لإنقلاب حالة الإنتماء الوطني الى التبعية الأجنبية، وتبديل عصبية الولاء الى حالة الإسترقاق والعبودية البشرية.
فكيف مثل هذا المتحول أن يسلم الأمانة، ويكلف بالمسؤولية..وهو خال الوفاض من عز كرامة الوطنية، والمتخلي عن طهارة تربة المنشأ، وحسن تدرج التربية الأسرية..وهو الذي إرتمى عمالة في حضن الصليبية، ورضع تبعية إستعباد من ثدي الماسونية، أن يكون في أعلى درجات سلم الوظيفة، ولا يتنازل أو يأنف حتى من أدنى مراحل المسؤولية، ليثبت موطيء قدم عمالة التبعية، ويكون مشروع نقطة إنطلاق تجسس، وإذاعة لإفشاء أسرار الدولة، وسمسار دلالة على مفاتيح الثروات والكنوز الوطنية ؟
والهجنة لم تحدد، أو تقيد، أو تقتصر على العمالة وتعدد هويات الأحوال المدنية؛ وإنما لها تعدد تفرعات، ومشاريع تشعبات مشبوهات في تكوين إءتلافات سياسية، ومشاريع شركات رصينة تجارية، ومسؤولين هباب خفة وزن تتلقف تحمل المسؤولية، للهيمنة على ميادين حياة الدولة المدنية، والذين هم يدعون، ويتشبثون خدعة بالوطنية، ويطالبون بالحرية..على أساس أنه حراك سياسي في العملية السياسية الديمقراطية.
إءتلافاتهم هجنة تجميع متناقضات وأضداد مجرمة وهمية، لو إطلعت عليها عن قرب وتمحيص، وكثب وتفتيش، لوليت منها فرارآ خوف نقل عدوى وبيئة جهنمية، ولملئت منها رعبآ تجنبآ عن شبهة إنتماء أو رضى بما فيها من بلايا ومصائب وخطط نارية، ملتهبة جاذبة ناهبة، هشيمها من خزينة الدولة المركزية، ومن صندوق أمانات ومستودعات المحافظة الغنية الثرية..إءتلافاتهم يسمونها وطنية، وأنها محلية لا جامعة إستقصائية، وأنها تعمل للمحافظة التي تنتمي اليها وجود مكوث عيش، ومسقط رأس، وقدم ثبوت تسلط، وتجربة حكم سابقة ومسؤولية..على أساس أن إبن المحافظة هو الذي يرتقي تكليفآ بحسن صنع أداء المسؤولية، وأنها خدعة جلب أصوات إنتخابية، وأنها إسفنجة وجود ماصة لعاطفة شعوبية، وأنها غش إستهتار وتلاعب بعقول الناس الناخبين الذين يفضلون الذين يعرفونهم، حتى لو كانوا سراقآ حرامية، وناهبين الثروات الوطنية.
إءتلافاتهم مجموعة أمساخ قردة هجينة همجية، تتلون إنتماءات سابقة مجرمة وفاسدة بعثية، وفيها لا إنتماء صيرورة دعموص ولادة جديدة زاحفة دبية، وأخرى عبارة عن وجودات سارقة ناهبة مجربة فاسدة، وفيها عصارات السقط والسفالة والتيه والمتحولات الحزبية التي تتقلب الإنتماءات والإنتسابات المستقلة..والهجين هو الهجين ولو غسلته تطهيرآ بالماء المطلق الزلال ...، يبقى نجسآ ولا يطهر، لأن نجاسته ذاتية ؟
والهجين يتوسل شتى الطرق، ومختلف الوسائل، ومتعدد السبل، من أجل أن يلقح نبتته البرعم الفتية، وحتى لو كانت الأرض يبابآ صحراء جرداء لا تشم ريح الخصب لأنها مزكومة، وشمها معدوم إلتقاط الروائح الطيبة الزاهية الزكية، ولكنه لا يقطع الأمل حتى يحقق أهدافه السحت الحرام البهلوانية، ومآربه الطفولية الناسفة التكتيكية، وحتى لو إقتضت الأمور أن ينادي بالإقليم غاية آنتخابية، لا يصدق لأنه أكيدآ يتخلى عنها حين يستقر جالسآ على كرسي التسلط والحكم والمسؤولية، لأنه لا يؤمن بالإقليم حلآ لشؤون المحافظة، أي محافظة هي كانت؛ وإنما هي وسيلة إتكاء، ووليجة إرتكاز، لكسب الأصوات ليس إلا، وإلا أين كان هو يوم تقلد المسؤولية، والظروف مهيئة لتقديم أوراق الطلب، وإعلان المحافظة إقليميآ..وهي الجاهزة، وهي الغنية خصوبة، ومن الثروات النفطية والمنافذ وغيرها ثرية؟
https://telegram.me/buratha