ماجد الشويلي ||
إن عقد المؤتمر التطبيعي في كوردستان العراق تحت مسمى (السلام والاسترداد)
، وفر علينا جهداً كبيراً كان ينبغي علينا بذله لإحداث رجة تنبيه في الوعي الجماهيري.
إنهم بخطوتهم البلهاء هذه يقدمون لنا خدمة كبيرة ، فهم الآن قد أكدوا صوابية مخاوفنا وهواجسنا التي كنا نحذر فيها من محاولة دفع العراق للانخراط بمنظومة التطبيع العربية على المستوى السياسي والإقتصادي.
لقد كشف هذا المؤتمر عن النوايا المبيتة التي طرزت نفسها بشعارات بناء الدولة على أسس عصرية اتخذ من مناوئة الخط الرافض للتطبيع نداً وخصماً تجاهر بعداوته.
ولقد تبين أنه حلقة متصلة بسلسلة الخطوات التي اتخذتها بعض الدول العربية.
وأنها خطوة كشفت لنا _وإن كنا على علم منذ الوهلة الأولى _بأن الحراك التشريني كان يحمل في جزء كبير منه بذور التطبيع ليغرسها في العملية السياسية على حين غِرة .
لقد كنا بحاجة الى وقت طويل لنثبت أن العراق في قلب مشروع (ابراهام) ، وأن حكومة اقليم كوردستان أحدى أهم نوافذه التي يطل علينا منها.
كما يمكن لنا فهم هذا المؤتمر على أنه خطوة مستعجلة لاستثمار الظرف والمناخ السياسي المناسب بوجود حكومة مدعومة أمريكيا ، قبل أن تتغير المعادلة السياسية وتأتي الانتخابات المقبلة بما لايساعد على عقد مثل هذه المؤتمرات.
ولو تمعنا أكثر بعقد هذا المؤتمر ، لوجدنا أنه تعبير عن فشل ستراتيجيات الولايات المتحدة في العراق ، من ستراتيجية التدخل العسكري المباشر ، الى ستراتيجية الحروب بالنيابة ، مروراً بعقيدة الصدمة وصناعة التوحش، الى الإقرار بفشلها جميعا والتعلق بالدبلماسية الروحية كصيغة نهائية لتمرير مشروع التطبيع تحت مسمى الإبراهيمية الجديدة.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha