علي عبد سلمان ||
في ذاكرتنا القريبة، سقوط الموصل والعديد من المدن والبلدات والقرى العراقية الأخرى خلال صيف 2014 ، وبما يشكل ثلث مساحة العراق أو أكثر، مع ظهور عصابات داعش وتوسعها دورًا مهمًا في تغيير المعادلات السياسية المهيمنة في البلاد.
مثل داعش تهديدًا وجوديًا للعراق ، وهو تهديد يختلف نوعياً عن تهديد الجماعات الإرهابية السابقة مثل القاعدة.
كان الرد على هذا التهديد غير المسبوق بنفس القدر على الجبهتين الأمنية والسياسية. بالنسبة للأولى ، تدخلت المرجعية الدينية العليا في النجف لأول مرة منذ ما يقرب من قرن بإصدار فتوى للجهاد ، فيما أجاب المرجع الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني ، ولأول مرة ، قيادة حزب الدعوة الإسلامية كتابياً طالباً تغيير مرشحهم لرئاسة الوزراء ، نوري المالكي ، على الرغم من فوز ائتلافه بأغلبية ساحقة من الأصوات في انتخابات 2014.
التحدي الرئيسي للعملية السياسية كان نتيجة تراجع الثقة فيها من قبل عدد من شرائح السكان التي رحبت بسقوط النظام السابق.
بدأ هذا التراجع في الثقة بعد عام 2003 بفترة وجيزة وازداد سوءًا في السنوات التالية.
وصل مستوى الإحباط بين العراقيين إلى نقطة الغليان في أواخر عام 2019 ، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية حاشدة في بغداد والعديد من مدن جنوب العراق في أكتوبر.
في حين كانت الاحتجاجات سمة متكررة للحياة في العراق منذ عام 2003 ، كانت احتجاجات أكتوبر 2019 مختلفة اختلافًا جوهريًا من حيث مدى المشاركة وانتشارها الجغرافي ، فضلاً عن عدد الجرحى والقتلى.
العديد من الأسئلة الكبيرة التي أثارتها الاحتجاجات لا تزال بدون إجابة ، ومعظمها يدور حول استدامة النظام السياسي بعد عام 2003 وقدرته على تصحيح نفسه بمرور الوقت.
الإنتخابات المبركة تأجلت عدة مرات ,كان واضحا ان إجرائها يصطدم بعدم القدرة على تنفيذها، وبعدم التوافق السياسي، وبمعرقلات سياسية ولوجستية كبرى، غير أنها ستجرى في 10/10/2021 أذا سارت الأمور على ما يرام.
العرالقيون إزاء مسؤولية كبرى، وهم يجب ان يديروا هذه المسؤولية بوعي للمخاطر التي تواجههم..
القصة تحتاج الى رجال اقوياء جربتهم الظروف السياسية والتحديات الكبرى وفي طليعتها تحدي ألرهاب الذي حاربه الفتحاويين بضراوة حيث كانوا الطليعة التي لبت فتوى السيد السيستاني، وقدما على هذا الطريق آلاف التضحيات.
انصفوا انفسكم وأنتخبوا الرجال الرجال ..
https://telegram.me/buratha