الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||
الأنا تمنع عن كل كمال وخير نازل من السماء. فجاهد نفسك من أجل إزالة الأنا.
بيني وبينك إني ينازعني
فارفع بلطفك انيي من البين.
حب الإنسان لنفسه فطري ولأجل ذلك يسعى الإنسان للكمال على مستوى الدنيا والآخرة ، لكن الخطر في حب الإنسان لنفسه عندما يرسخ الإنسان حبه لذاته في كل حركاته وسكناته وأفعاله واقواله، وهنا يبتعد الإنسان عن الله تعالى.
وأقصر كلمة وقاعدة يمكن أن تعرف نفسك انك اناني أو لست كذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وآله.
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ....
١. فهل أنت تحب لأخيك المؤمن كما تحب لنفسك، ام انك تحب لنفسك فقط الأشياء الجميلة في الحياة ...
٢. اما اذا احببت لنفسك الأشياء الجميلة، وتكره له ذلك فقد خرجت عن الاخلاق والإيمان...
٣. وأما إذا زاحمت أخاك على موقع أو مال أو تجارة فقد خرجت عن الإنسانية.
ايها الأعزاء : حب الإنسان لنفسه أو ما نعبر عنه بالانا سبب لكل الأمراض الأخلاقية ومنها الحسد وإعجاب الإنسان لنفسه والبخل والجبن.....
لذلك ما أحوجنا أن نراجع أنفسنا يوميا لنعرص أنفسنا على القرآن الكريم ومنهج أهل البيت عليهم السلام. وهذا هو منهج المحاسبة. حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
وما أجمل قول الإمام الكاظم عليه السلام. ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل ليلة...
لذلك أيها العزيز : كن إنسانا واقعيا لا تغرك الدنيا بغرورها وتظهر وكأنك ولي من أوليائه، وفي الحقيقة انت من الد أعداء الله في باطنك وواقعك...
اغرس حب الخير في نفسك للمؤمنين ، تواضع لله تعالى وللمؤمنين، ركز على ضعفك ومسكنتك بين يدي الله تعالى، لا تنظر إلى كثرة أموالك وجاهك وسمعتك ومنصبك ، فكل ما تملكه يزول وينتهي ولا قيمة كما زال ملك الذين من قبلك.
وما احسن ما قاله الشاعر...
وكم ملك قد ركم الترب فوقه. وعهدي به في الأمس فوق المنابر
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ... فما فاته منها فليس بضائر.
وعليك أن تدرك أمرا مهما أن حبك الخير والمعروف للآخرين سوف لن يزيل عنك الخير بل يزيد الخير لك اضعافا مضاعفة ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم....
نعم للوصول إلى ذلك يحتاج الإنسان المؤمن إلى الدعاء والتوسل ومعونة الله تعالى......