ماجد الشويلي ||
يتداول الكثير من الناس عبارة أننا كعراقيين دافعنا عن العالم وأنقذنا العالم ولولانا لكانت داعش قد اجتاحت الخليج وإيران وو...
ركزوا معي جيداً على إيران.
بعض العراقيين حينما يسمع أو يثار أمامه موضوع إسهام ومشاركة الجمهورية الإسلامية بالقضاء على داعش يشمئز
وينتفخ (كالديك الرومي ) قائلاً إنما نحن أصحاب الفضل عليها فلولانا لاجتاحت داعش إيران وكذا وكذا.
والغريب أنني شاهدت أحد مقدمي البرامج الذي مافتئ هو وقناته يسيئون للحشد وقوى المقاومة ، وينعتونهم بالمليشيات والذيول وغيرها من هذه الوصمات الزعافية البعيدة كل البعد عن الحشد ورجالاته .
وكان يشدد على أن العراقيين هم من حافظوا على نظام الجمهورية الأسلامية ولولاهم لأسقطت داعش نظامهم ودولتهم (بهذا المعنى)!!
أنا أعرف أن كلامي هذا لايروق للكثيرين لكني حريص جدا وبدافع من سجيتي وطبعي الذي يمنعني من استمراء المسائل غير المنطقية،
سأحاول تشريح الموضوع وفقاً للمعطيات الواقعية وبعيداً عن المبالغة.
أولا :- أن داعش تنظيم إرهابي هدفه محدد وهو إقامة الخلافة الإسلامية في الشام والعراق . وداعش هي مختصر لكلمة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) كما يعلم الجميع .
وهذا الأمر اتفق عليه صانوعها ولو كان هدفها إسقاط الأنظمة الخليجية لظهرت هناك وهاجمتها، لكن مصالح الولايات المتحدة مع الأنظمة الخليجية أكبر بكثير مما تأمله من داعش التي أريد لها بالدرجة الأساس أن تقدم صورة بشعة عن الإسلام في إطار مشروع كبير لايسعنا شرحه الآن.
ثانيا:- أن الفتوى التي صدرت من سماحة السيد السيستاني(حفظه الله) كانت فتوى محددة بالدفاع عن العراق وتحرير المحافظات التي احتلها التنظيم الإرهابي ولم يكن فيها أي إشارة للدفاع عن العالم أو الدول الأخرى.
ثالثاً:- كل الذين لبوا النداء واستجابوا للفتوى المباركة ماكان لهم ليهبوا بالنحو الذي اندفعوا فيه للقتال لولا الفتوى أي أنهم قاموا للدفاع عن أرضهم وعرضهم ومقدساتهم ولم يكن الدافع لديهم الدفاع عن البلدان الأخرى خاصة في تلك اللحظات الحرجة.
رابعاً:- سبق وإن اجتاحت داعش كثيراً من المحافظات السورية لكن الجيش السوري وبمعاضدة حلفائه تمكن من دحرها وإفشال مشروعها الارهابي ، ووفقاً لمنطق من يقول نحن دافعنا عن العالم فإن سوريا أول من دافع عن العراق والعالم
خامساً:- أما بالمسبة لإيران فهي تمتلك جيشاً قوياً وإمكانات جوية وترسانة صواريخ هائلة وحرس ثوري مدرب لعقود طويلة وتعبئة شعبية منذ أربعين عاماً وهذه التعبئة توازي الحشد عندنا
وهم مجهزون بكل الأمكانيات العسكرية واللوجستية فلا يعقل أن يكون الحشد الذي تشكل على عجالة قادر على هزيمة داعش ويعجز الجيش الايراني والحرس الثوري والبسيج وهم قوات قوامها بالملايين من المقاتلين المدربين.
ويجدر بنا أن نذكِّر بأن الجمهورية الأسلامية سبق وأن تعرضت لأكبر حرب نظامية في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية أيام كانت الثورة الأسلامية في بواكيرها ونظامها السياسي لم يستقر على حال لكنها صمدت وانتصرت
فكيف بها الآن وهي قوة عظمى يحسب لها ألف حساب.
إنني هنا لا أريد التقليل من الملحمة الأسطورية التأريخية التي حققها حشدنا البطل بانتصاره على داعش ابدأً
لكن في الوقت ذاته ينبغي لنا أن نقف في الأمور عند حدودها المعقولة (فالإفراط صنو التفريط )(والعاقل من يضع الأمور في نصابها الصحيح)
ودمتم