المقالات

ايران الاسلام مشروع، وقيادة صالحة 


  الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||    ايها الناس : في ايران اليوم قيادة علمائية ربانية صالحة مخلصة لله تعالى ولمنهج الاسلام الاصيل والنبي صلى الله عليه واله والائمة الاطهار عليهم السلام ، وفي ايران نخبة واعية مؤمنة تلتف حول القائد وهذه النخبة قدمت القرابين الكثيرة واخرها القائد العزيز والعظيم والمخلص ( ق ، س) رضوان الله عليه ، ولايران مشروعها الحضاري من اجل تجديد الاسلام والتمهيد للدولة العادلة بقيادة الامام الامام المهدي عليه السلام .  ولأجل ذلك تتعرض ايران الاسلام اليوم الى اقسى واشد عملية تشويه عالمية تقودها امريكا وحلفائها المسيطرون على الاعلام والراي العام العالمي ، ويتبعهم في ذلك كل الانظمة الرجعية العربية الخاشعة الخانعة الذين يخشون على كراسيهم والذين لم يعرفوا طعم الحرية والاستقلال .  ومن مصاديق التشويه : ان ايران فارسية مجوسية قومية ، ان ايران تبحث عن مصالحها ، ان ايران شيعية صفوية ، ان ايران تكره العرب ، ان ايران تريد ان تحتل وتسيطر على العرب ، ان ايران ليس فيها حقوق انسان ، ان ايران تمتلك القنبلة النووية .. وهكذا من هذه التشويهات .    ايها الاعزاء : ان تشويه حركة المصلحين في التاريخ طبيعي ، فهؤلاء الذين يشوهون ايران اليوم هم فقط غيروا الاساليب والطرق والوسائل ، والا فأصل التشويه لحركة المصلحين على مر العصور والدهور . فالانبياء والرسل عليهم السلام مع انهم اطهر الناس في المجتمع تعرضوا الى الوان وانواع التشويه والاستهزاء والسخرية والاهانة بل وحتى الضرب . فالنبي الاكرم صلى الله عليه واله كان قبل البعثة يسمى بين قومه ( بالصادق الامين ) ولكن وبمجرد ان بعثه الله تعالى نبيا مصلحا رسولا لقومه قالوا عنه كذاب وساحر ومجنون وسخروا به واهانوه .   ولاجل ذلك قال الله : (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ) . واليك بعض مما قلوه عن النبي الخاتم صلى الله عليه واله فقد قالوا عنه انه ساحر: (وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) . وتارة انه مجنون  (وَقالوا يا أَيُّهَا الَّذي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكرُ إِنَّكَ لَمَجنونٌ). واتّهموه كذلك بالإتيان بالأساطير ( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) وتّهموه بالكذب (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا) . الى غير ذلك من الاتهامات الباطلة .  والغاية من هذا التشويه سواء كان مع الانبياء عليهم السلام قديما ام مع ايران الاسلام ، هو بقاء المجتمع على جهله وعزلهم عن عبادة الله تعالى وتوحيده والعمل باحكامه، وكذلك المحافظة على مصالحهم الاقتصادية والسياسية والثقافية في استعباد الشعوب وسهولة قيادتها وجعلهم كالقطيع لايفكرون في حريتهم واستقلالهم .   ايها الاعزاء : الامر الاخر الذي يجب ان تلتفوا اليه ،وهو ان لا تنظروا الى ايران من خلال سياسي فاسد فيها ، او تاجر فاسق ، او شرطي لا دين له ، او سائق تعامل معكم بسوء، او موظف لم يتعامل معكم بالاخلاق الحسنة ، فهذه الظواهر الفاسدة موجودة في كل مكان وزمان ، فحتى في زمن النبي صلى الله عليه واله كانت المدينة فيها الكثير من المنافقين ومثل هؤلاء الاشخاص .    ولذلك لا يمكن ان ندمر مشروع الاسلام العظيم ، وقيادة النبي الخاتم صلى الله عليه واله ، والنخبة الصالحة التي كانت حول النبي مثل امير المؤمنين وعمار والمقداد وسلمان ، من اجل فساد بعض من كان يصحب النبي من المنافقين والانتهازيين والذين كانوا يعيشون الفساد في زمانه .  بل ان الائمة الاطهار عليهم السلام احيانا حافظوا على الدولة الاسلامية ولو كانت بيد حكام الظالمين الغاصبين لهم . فدعاء الثغور للامام السجاد عليه السلام وموقف الامام الباقر عليه السلام في القضية المعروفة عندما اراد ملك الروم أن يكتب شتم رسول الله صلى الله عليه واله عملة النقد المتداولة بين المسلمين وعجز الحاكم الاموي هشام بن عبدالملك عن حلها فلجأ الى الامام الباقر عليه السلام .  كذلك يجب علينا اليوم ان نضع نصب اعيننا ، المشروع الاسلامي العظيم ، والقيادة الصالحة والاهداف ، وننطلق من اجل ان نحافظ على هذه الدولة المباركة ، فخسارتها خسارتنا جميعا، ليس في الدنيا فقط بل في الدنيا والاخرة ، لانها حجة على العالم اجمع في اخر الزمان وقبل الظهور.  والف عين لاجل عين تكرم .....   اقول ذلك : وليس لي مصلحة دنيوية ومادية لا حاضرا ولا مستقبلا في ما اقول، انما هو التكليف الشرعي والامانة التي يجب على المؤمنين ادائها في زمن الفتن.  والحمد لله رب العالمين، اللهم ثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.....
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك