ماجد الشويلي ||
كنت على الدوام أؤكد وفي أكثر من مناسبة وموقف على أن هناك ضمانات مهمة لا لإجراء الانتخابات فحسب وإنما للعملية السياسية وما يستتبعها من أم واقتصاد وغيره.
إذ إن إجراء الإنتخابات بحد ذاته لايعد إنجازاً بل هو ضرورة والتزام قانوني واخلاقي أمام الأمة وواجب على كل المعنيين بها.
ولايخفى على القارئ الكريم أن الانتخابات المبكرة ماهي الا بدعة فقدت مبرراتها ومسوغاتها خاصة مع اقراب موعدها مع موعد الانتخابات الدورية المحددة دستورياً .
لكن ما ضاعف من أهميتها أنها اصبحت (كقميص عثمان )ومادة للشحن وتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين.
أعود الى ما أشرت اليه في مستهل حديثي
حول الضمانات التي تجعلني وتجعل الكثيرين ممن يشاطروني الرأي أن الانتخابات ستجرى بموعدها المقرر وانها لن تكون محرد انتخابات بل بل تدافع بين مشروعين أحدهما المشروع الأمريكي البريطاني وما اعدوه من سيناريوهات أوهنها وضع العراق تحت الوصاية الدولية من جديد عقب مسلسل من الاحداث قد تحرق الاخضر واليابس.
وبين المشروع الوطني الآخر بقيادة بعض زعماء الشيعة ومن خلفهم الدعم والاسناد من النجف الأشرف لإفشال المخطط الجهنمي الذي يراد للبلد أن يصطلي بناره.
لقد كانت ميزة الاجماع الأخير رغم محدوديته هو ادراكها خطورة الموقف وأن المستهدف هو العملية السياسية برمتها
وأن الجميع في قارب واحد ((ولا عاصم من أمر الله الا من رحم))
واليكم بعض المعطيات والنتائج
أولاً:- إن الضمانة الأولى تتمثل بسماحة السيد السيستاني بنفسه بوصفه
المتصدي الاول الذي دعا للاحتكام الى صناديق الاقتراع
ثانياً:- الضامن الآخر هو الخط المقاوم للسياسات الامريكية داخل العملية السياسية على اختلاف عناوينهم
ثالثاً:- أمريكا وبريطانيا كانا يدركان جيداً ان الفوضى في العراق لن تكون خلافة وأن موازين القوى لصالح تيار المقاومة فيما لو اضطربت الأمور ولذلك وضعت سيناريوهات بديلة وبعضها للتجربة فحسب
رابعاً؛- إن الإجماع الذي تحقق لم يكن مقتصراً على ضرورة اجراء الانتخابات وإنما تطور ليتحول الى وثيقة وطنية اجتذبت اليها اطرافاً خارج البيت الشيعي
خامساً:- هذا التحول والتطور النوعي في احتواء الازمة الحقيقية ابطل الاجندات الأمريكية المتلفعة بالتشارنة
سادساً:- هذه الوثيقة قد شذبت وهذبت المطالب التي كان ينادي بها المتظاهرون على اختلاف نواياهم الصادقة منها والسقيمة بل وكانت أكثر تعقلا وانسجاماً مع الواقع من بعض المطالب غير الواقعية التي تصدر من هنا وهناك
سابعاً:- هذه الوثيقة مثلت فرصة ذهبية للسيد مقتدى الصدر بالعدول عن قراره بمقاطعة الانتخابات وتخطي العزلة السياسية بزخم شيعي
ثامناً:- هذه الوثيقة قد تجتذب بعض القوى السنية التي تعتقد بأن مدماك العملية السياسية هو الاجماع الشيعي
تاسعاً:- لقد حددت هذه الوثيقة ملامح الكتلة الأكبر بشكل مبكر الأمر الذي سيقلص من مدة تشكيل الحكومة بعد الإنتخابات على مايبدو