ماجد الشويلي ||
تتعرض منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد الى سلسلة من الاستهدافات الممنهجة والمبرمجة ، لغايات خبيثة تشي بها معالم تلك الاستهدافات وتشير الى نواياها الخبيثة.
فقد تعرضت لسلسلة عمليات إرهابية تراوحت بين العجلات المفخخة، والاحزمة الناسفة، وعمليات الإغتيال والتصفيات الجسدية بالكاتم ، وبين محاولة طمس هويتها وسمتها الدينية المحافظة.
فالكرادة كما هو معلوم ومنذ القدم هي واحدة من أبرز المدن المحافظة، والتي ضمت بين ثناياها أسر علمائية ورجال دين افذاذ ، كانت لهم بصمة واضحة وأثر بالغ في نشر الوعي والثقافة الدينية والصتدي لنظام البعث المقبور .
وهي اليوم تشهد تمركزاً مريباً للملاهي الليلية ومحلات بيع الخمور ، ومنازل لممارسة الدعارة والبغاء تحت يافطة خدمات المساج والرشاقة وما شاكل.
فضلاً عما تنوء به من تحمل أعباء تواجد مقرات الاحزاب الكبرى الممتدة بينها وبين منطقة الجادرية.
تعد الكرادة واحدة من أهم المراكز التجارية التي تعود ملكيتها في الغالب لاتباع أهل البيت ع بعد (الشورجة وجميلة).
كما وأنها تشكل حلقة وصل بين جانبي الكرخ والرصافة عبر جسر الجادرية. الأمر الذي ضاعف من أهميتها الأمنية والعسكرية ، خاصة مع قربها من المنطقة الخضراء ومقر الحكومة الاتحادية ومجلس النواب والسفارة الأمريكية.
ولذا نحن لا نستبعد أن تكون مرامي هذه الاستهدافات هي محاولة لأجبار أهلها الاصلاء على النزوح منها لمناطق أخرى حفاظاً على دينهم وقيمهم وأعرافهم.
وتغيير ديمغرافيتها بشكل تدريجي فيما بعد.
ولا نستبعد كذلك أن تكون مقاصد هذه الاستهدافات هي لاضعاف القدرة الاقتصادية للشيعة .
وعلى أية حال فإن من واجب الدولة والحكومة ، وضع حد لهذا الاستهتار بحرمة المناطق السكنية ، وتطهيرها من براثن وجود الملاهي وحانات الخمور ومراكز مايعرف بالمساج . بل وابعادها عن كافة المناطق السكنية تماما .
هذا فيما لو كانت القوانين والحكومة مصرة على تشجيع الرذيلة وعدم مراعاة احكام الشريعة في هذا البلد المسلم ومنطقة الكرادة على وجه الخصوص.