ماجد الشويلي ||
أثار حضور عدد من رجال الدين العراقيين لما إطلق عليه (مؤتمر المرجعيات العراقية) في الرياض موجه من الاستهجان والاستغراب والإعتراضات المبنية على معطيات ووقائع وحقائق تجعل من هذه الخطوة أمراً يكتنفه التوجس وتغمره الريبة.
وبعيداً عن الخوض في تسويغات وتبريرات من حضر وفيما إذا كانوا قد ذهبوا للسعودية بإذن أو أمر من المرجعية العليا أم لا.
وكذلك بعيداً عما إذا كانوا على علم بإنهم ليسوا مراجع وأن صفة المرجع في العرف الشيعي تختلف تماما عما يصطلح عليه عند أهل السنة ام لا .
بعيداً عن ذلك كله أورد هنا جملة من الملاحظات التي قد تستحق المراجعة
أولاً:- أن مصطلح (المرجعيات العراقية) يراد منه فصل المسار الشيعي العراقي عن بقية المسارات الشيعية الأخرى في العالم.
وهو المشروع الذي وضعت بريطانيا لبناته الأولى منذ أن ثار شيعة العراق العرب بناء على فتوى مرجع إيراني لنصرة دولة تركية سنية في (ثورة العشرين) بغية تمزيق كلمتهم والاستفراد بهم كلٌ على حدا
وهي تعمل على إحيائه أي بريطانيا بين فترة وأخرى . وبما أنها اليوم في طور العودة لادارة ملف الشرق الأوسط بتنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل وفي بواكير تدشين مشروع الإبراهيمية الجديدة فإن هذا المؤتمر يأتي في سياق التحضيرات اللازمة له.
ثانياً:- إن من حقنا كعراقيين أن نسأل ماذا جنينا من وثيقة مكة المكرمة غير حصد الآلاف من أرواح أبنائنا الأبرياء بناءً على فتاوى شيوخ البلاط الملكي
وهل يمكن لهذا المؤتمر أن يكون أفضل حالاً من مؤتمر وثيقة مكة الذي باركته المرجعية الدينية العليا بنفسها
ووجه فيه سماحة السيد السيستاني رسالة للدكتور اكمل الدين احسان اوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكد فيها
((على انه لا يوجد في العراق صراع طائفي بين ابنائه من الشيعة والسنة، بل توجد أزمة سياسية ))
ثالثاً:- إن من حقنا أن نسأل أيضاً مابال رجال الدين الشيعة غالبا مايحضرون مثل هذه المؤتمرات التي تقام في السعودية ولانرى مشايخ السعودية في النجف الاشرف أو كربلاء المقدسة ؟!
رابعاً:- إن حضور مثل هذه المؤتمرات يؤيد ضمناً أن الشيعة طرف في الفتنة الطائفية التي اختلقها آل سعود في حين لم يكن لهم من ذنب إلا أنهم أغلبية في هذا البلد والنظام الديمقراطي يقتضي أن يكونوا في صدارة الحكم ورغم أنهم ألزموا أنفسهم بالمحاصصة لكنها لم تشفع لهم بحقن دمائهم
خامساً:- أنا على يقين من أن آل سعود يعلمون علم اليقين أعضاء الوفد هم ليسوا مراجع الشيعة وما أنا متأكد منه كذلك أن خطوتهم هذه ليست للاعلام فحسب وإنما تأتي في سياق الدبلماسية الروحية (جزء من مشروع ابراهام) والذي تم التركيز فيه على بيوتات المراجع وأبنائهم
سادساً:- لقد استمع القاصي والداني لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو يقول لا يمكن لنا أن نتفاهم مع الإيرانيين وهم يؤمنون (بالمهدي) عج فكيف تفاهموا مع العراقيين وهم يؤمنون بعقيدة المهدي عج ذاتها
سابعاً:- إن توقيت هذا المؤتمر يشي بل ويكشف بكل وضوح أن السعودية لاتقيم وزناً للعراق ولا لشيعته فما أن بدأت في حواراتها مع إيران حتى دعت لعقد هذا المؤتمر وكأنها تريد القول من أنكم تبع لإيران وماعليكم إلا أن تمتثلوا لمخرجات الحوار آنف الذكر
ثامناً:-البعض يزعم من ان إيران حثت العراقيين على حضور هذا المؤتمر أو أنها لم تجد فيه ضيراً عليها وعلى العراق والحقيقة لو صح هذا المنحى فإنه يؤكد النظرة الذيلية لشيعة العراق لإيران عند البعض .
وهو امر مضر بالجميع أيما ضرر.
تاسعاً:- إن هذا المؤتمر يعفي السعودية من وجوب الإعتذار للشعب العراقي ولشيعته على وجه الخصوص من الجرائم التي ارتكبتها بحقهم
عاشراً:- كان ينبغي أن يكون هناك بيان صريح صادر بمرسوم ملكي يرغم مشايخ الوهابية على سحب فتاواهم بتكفير الشيعة
وإلا فإن مشايخ الإرهاب لم يكفوا عن تلك الدعوات التحريضية والتكفيرية أبداً
https://telegram.me/buratha