ماجدالشويلي ||
منذ ان أحكمت العلمانية بجذورها اللادينية قبضتها وسيطرتها على الكنيسة في أوربا وتمكنت من حبس المسيحية(البابا) بين جدران الفاتيكان ، واستطاعت أن تطرح نموذجها الاصلاحي الديني المبني على مبررات وذرائع لها نصيب كبير من الواقع ، تمثل بالموقف السلبي للكنيسة (في القرون الوسطى )من العلم والمعرفة ، ودورها السلبي في تجهيل الناس والسيطرة على مقدراتهم.
انفتحت شهية الغرب لبسط هيمنته على العالم الإسلامي عبر الترويج للعلمانية ، وبذات الدوافع والمسوغات التي اعتمدوها بضرب الكنيسة ورجال الدين في أوربا.
وقد صبوا جام غضبهم ، وكثفوا كل جهودهم الإعلامية التضليلية والفكرية ، وحتى الدسائس والمؤامرات صوب رجال الدين وعلى وجه الخصوص المرجعيات الدينية.
وقد تمثل المشروع الغربي لضرب المرجعيات الدينية خاصة في العالم الشيعي لما تمثله من رمزية علمية وروحية كبيرة بخمسة مناحٍ. وعلى مراحل زمنية متفاوتة.
الأول:_
هو ضرب المرجعية الدينية وتوهين مكانتها الإجتماعية والروحية في نفوس المسلمين ومن خلال مايلي؛
أ- إجبار المرجعيات الدينية بشكل وبآخر على الإبتعاد عن الخوض في الشؤون السياسية ، وهذا ماحدث بالفعل مع بعض المراجع البارزين في النجف الأشرف عقب ثورة العشرين ضد الإحتلال البريطاني كالمرجع النائيني والأصفهاني والخالصي
فنشأ جيل من طلبة العلوم الدينية وبعضهم بمراتب علمية رفيعة ، قد تأصل لديهم مبدأ فصل الدين عن السياسية ، وساهموا بعد ذلك _بعلم أو بغير علم _على ترسيخ هذا المفهوم ثقافياً واجتماعياً حتى غدا من الثوابت التي لايمكن التشكيك بها عند البعض .
ب- زج العناصر المخابراتية في صفوف طلبة العلوم الدينية وتجنيد البعض الآخر منهم في بيوتات العلماء البارزين
ج- التأصيل الروائي لمبدأ فصل الدين عن السياسة واصدار البحوث والدراسات العلمية المعمقة لتعزيز هذا المبدأ في الوسط الحوزوي
ثانياً:-
العمل على دعم مرجعيات دينية مزيفة ودفعها للواجهة على النحو الآتي؛
أ:- المجئ بشخصيات غريبة عن البيئة الحوزوية والوسط العلمي وعملقتها من خلال نسج الأساطير والبطولات الوهميةوإحاطتها بهالة وهمية من العظمة
ب- التأسيس لقواعد شعبوية داعمة ومتفانية بطاعتها وولائها لتلك المرجعيات الزائفة
ج- وضع الدين والمذهب في ذيل أولويات قواعدهم الشعبوية واعتماد المعيار القومي والمحلي كأساس لحركتهم السياسية وولاءاتهم الدينية.
ء- إثارة النعرات وإذكاء الخلافات والتناحر والتقاطعات بين اتباع المراجع ونقل الاختلاف في المسائل الفقهية بين الفقهاء الى دائرة التعايش الإجتماعي.
ثالثاً-
صناعة نماذج متمرجعة مفضوحة تتعمد الكذب وتتعمد الجهل وتتخذ لها أزياء غريبة عن المألوف في الحوزات العلمية همها الوحيد مايلي؛
أ- تبديد هالة التوقير التي تحيط بمقام المرجعية
ب- إشاعة أجواء الشك والريبة بالعلماء وخلط الأوراق على البسطاء من الناس
ج - تسويق هذه النماذج المشوهة إعلامياً في المحيط العربي والإسلامي على أنهم مراجع الشيعة وزعاماتهم
رابعاً-
وضع البرامج المكثفة والمدروسة بدقة وعناية فائقة للإستغناء عن المرجعيات الدينية ونفي الحاجة لوجود مراجع التقليد من خلال مايلي؛
أ- ظهور الحركات المهدوية الضالة والتي تنادي بربط الناس مباشرة بالمهدي عج دون المرور بالعلماء
ب- تعزيز الأدلة الروائية الدالة بظاهرها على نفي التقليد وإيهام البسطاء من عامة الناس ببطلان التقليد شرعاً
ج- سوق جماهيرهم الشعبوية التي تعلقت بهم الى دائرة الصراعات الفكرية والعقائدية في الوسط الشيعي
خامساً-
حقن وشحن التيار العلماني الشيعي النابذ والناقم على الحالة الدينية وتحميل التشيع برمته مسؤولية تدهور الأوضاع في هذا البلد على كل الصعد هكذا؛
أ- نشر ثقافة التحلل
ب- نشر ثقافة عجز الاسلام عن مجاراة الواقع
ج- محاولة استنساخ التجربة البروتستانتية وتطبيقها على الواقع الشيعي (الحوزوي) تحديداً
https://telegram.me/buratha