المقالات

الانتخابات خير من الفوضى


 

ضياء ابو معارج الدراجي ||

 

لا بد ان نفهم ان الانتخابات العلنية رغم الشوائب التي صاحبتها هي السبيل الوحيد لتشكيل الحكومات العراقية و الرئاسات الثلاث بعد ٢٠٠٣ وخلاف ذلك نتجه الى الفوضى العارمة او الدكتاتورية القمعية و سيول من الدماء البريئة التي سوف تسال بسب عدم استخدام الوسيلة السلمية لانتقال السلطة،

 كما انها اي الانتخابات هي الوسيلة المقنعة الوحيدة لتحديد حجم كل المكونات التي يشكلها الطيف العراقي المتنوع من حيث نسبة مشاركته فيها فكلما زادت النسبة ازداد حجمه و ازدادت قوته السياسية وفرض كلمته على الاخرين بعدد مقاعده في مجلس النواب .

كما ان الانتخابات هي وسيلة منافسة سلمية وابراز عضلات معنوية تحدد قوة المتنافسين في الملعب السياسي و قوة كلمتهم في ادارة الدولة وتسخير مواردها لخدمة الشعب سلميا ،وهي بديل فعلي تام للتنافس المسلح بين المكونات والتقاتل لفرض السيطرة بالقوة على اجزاء من الارض والشعب قد يسقط فيه ضحايا ودماء كثيرة.

رغم كل الشوائب والالتفافات التي واكبت الانتخابات العراقية منذ ١٦ عام الا انها تعتبر تجربة وليده ومستحدثة يتعرض لها المجتمع العراقي لاول مرة ،المجتمع الذي تعود تماما على الانظمة القمعية التي تسلطت علية بالقوة بعد الاحتلال العثماني ومن بعده الاحتلال البريطاني وتشكيل الدولة العراقية الحديثة. لم يكن للشعب العراقي راي في اختيار حكومته حتى سقط النظام الدكتاتوري القمعي عام ٢٠٠٣  وصوت الشعب على الدستور العراقي الحديث وعلى الانتقال السلمي للسلطات عن طريق انتخابات شعبية ، لذلك علينا ان نشجع المواطن بالتمسك بخيارات التصويت السلمي في انتخابات علنية لمن يريد له ان يحكمه وتحقيق النصر المعنوي على منافسيه بدل مسك السلاح لقتل منافسيه واتباعهم من المكونات الاخرى لغرض الحكم والسيطرة و اغراق البلد بدماء وهدر اموال نحن في امس الحاجة اليها لبناء البلد والحفاظ على وحدته من التدخلات الخارجية لتوحيد السلاح والمال العراقي في وجه العدو الخارجي وبناء البلد بدل ان نوجهه ضد بعضنا البعض.

اليوم نسمع بعض الاصوات النشاز التي تدعو الى تأجيل الانتخابات القادمة متحججة بعدم توفر البيئة الآمنة لها نتيجة لافلاسها شعبيا بينما تدعو من جانب اخر الى تشكيل حكومة إنقاذ او طوارئ تشكلها بنفسها بضغط اممي خارجي بعيدا عن ارادة اغلبية الشعب العراقي، ونست هذا الاصوات النشاز ان الشعب العراقي قد خاض تجربة الانتخابات عدة مرات تحت تهديد المفخخات والارهاب و العبوات الناسفة متحديا قوة الشر الظلامية في سبيل اختيار حكومته وتغير السلطات بصورة سلمية بعيدا عن الانقلابات الدموية التي رافقت الدولة العراقية الحديثة منذ تاسيسها عام ١٩٢٠ ولغاية سقوط الدكتاتورية البعثية عام ٢٠٠٣ .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك