حسن المياح ||
( هذا حكم وقرار عام شامل مستوعب مستغرق، لا يستثنى منه شيء.
فهو ينطبق على العملية السياسية والسياسيين كافة لافة، وهو ينطبق على السلوك الإجتماعي والفردي والممارسة في الإدارة والحكم والتصرف، وفي الإدعاءات والتصريحات، وفي المزاعم والقرارات، والمشاركات والعزوفات، والتأكيدات والتأملات والتأميلات، والتبيانات والتوضيحات، والمؤامرات والتآمرات، والإتفاقات والتخالفات والإختلافات، والإخلاص في النوايا والتصديقات والمماطلات والإنقلابات، وما الى ذلك من متشابهات وإلتواءات، وتنوعات ونموذجات، ومن تمويهات وإستغراقات، ومن جاذبات ولادغات.
الإستدلال المنطقي يقوم على أساس مقدمات تنتهي الى نتائج من جنس المقدمات.
فإن طابقت النتائج المقدمات ولن تنحرف عن مسارها، فهو إستدلال منطقي جاد صحيح.
وأما إذا كانت النتائج (النتيجة) مخالفة للمقدمات، أو تناقضها، فإنه لا يكون إستدلالآ منطقيآ; وإنما هو إلتواء على الإستدلال وليس هو بإستدلال، ولا نتائجه صادقة، لأنها غريبة عن جنس المقدمات التي إعتمد عليها.
وهذا هو التزوير والتمويه، والإحتواء المتشيطن القائم على أساس الغش والخداع، وإنه غدر واضح فاضح, القصد منه التبرير للأمر، والتمرير للأجندة.
ونظام الأستدلال هذا يستخدم، ويستعمل، ويعتمد، في كل شيء، وفي كل محاولة تريد إثبات الشيء أن يكون أو لا يكون.
نعم يستخدم هذا الإستدلال في الحجاج والبرهنة، وفي الكلام والمحاججة، وفي التعبير والتوضيح، وفي الشتم والسباب، وفي المماطلة والإحتيال بروح الأبلسة والشيطنة، والتزوير والتحريف، والإقناع والتبرير، والتحرير والتنوير، والجاهلية وظلماتها وتبريراتها للواقع، وحلوكاتها وبراثنها، وضلالاتها وإنحرافاتها، وتموجاتها ودهاليزها، في الإقناع والتلبيس والتدليس والإغراء والإغواء والجذب والطرد والغدر والإلتواء، وما الى ذلك من أبالقها الموهمة ومنحنياتها الملتبسة، وفروعها المتفرقة ودروبها المختلفة الملتوية المنحرفة السائب.
والعقل هو أساس الدليل والبرهان، وهو المائز الى ما يكون من إستدلال، والى ما لا يكون، لإن الإستدلال سواء كان منطقيآ عقليآ أو تجريبيآ إستقرائيآ أو أي نوع من أنواع الإحصاء، فإنه يقوم على أساس العقل، بإعتبار خضوع كل التجارب والإحصاءات والتوزيعات والتكرارات، وكل إستقراء كمل أو نقص الى العقل، لأن العقل هو المقوم الناشط المستنتج، وهو المنتج الأمين المستحصل من نتائج الإستدلال والإختبار.
وأن عملية السير ذاتها في الإستدلال هي عملية عقلية، وإن كانت تقوم وتتفاعل وتتعامل مع التجربة والإستقراء والمقدمات مهما كان نوعها وجنس طبيعتها.
ولا نتائج من تجربة أو إستقراء أو إحصاء إلا بما يقرره العقل، لأن العقل هو السيد الحاكم، وهو المعول اليقين الذي يرسي على بر ساحل الصدق وأمان النتائج المتماثلة المتطابقة الصادقة النظيفة الظاهرة المحصحصة.
https://telegram.me/buratha