حسن المياح ||
مع شديد الأسف لا زلنا نمجد الصنم البشري، والوثن الإنساني على حساب الخط الرسالي، وعقيدة لا إله إلا الله، وندخل الشرك الى نفوسنا وعقولنا وقلوبنا من حيث نشعر أو لا ندرك، لأن من أطاع صنمآ وتلقى منه فقد عبده.
وهذا إشراك واضح لا لبس فيه، ولا غموض يعتوره، وليس غائبآ عن البال . وكم أتمنى أن يكون التلقي من العقيدة الإلهية، ودستورها القرآن الكريم، والإستجابة الى تعاليمهما، وعدم الإنصياع الى من يتاجر بالخط الرسالي، أو التنظيم الحزبي، أو التكتل البشري ، أو أمينه العام (الذي ربما لم يكن أمينآ حقآ، وهذا هو الغالب) ويسير بخطى الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، والميامين من آل البيت الكرام المعصومين عليهم السلام.
ونتخلص من الصنمية الكالحة، والوثنية المسخ، ونكون أحرارآ في أرادتنا، وتفكيرنا، وعقلنا، وإنتمائنا الى خطنا الرسالي الحركي المستقيم الإسلام العظيم، وندعو الى الله تعالى على بصيرة من أمرنا، وإلتزامنا الدقيق الحكيم بما جاءت به عقيدة لا إله إلا الله، التي يفهمها العربي الأصيل التي نزلت بلغته، ويفهم معناها، ويدرك أبعادها ومضامينها، وهي أن لا عبادة إلا لله، وحده لا شريك له، وأن لا حاكم إلا الله، ولا مشرع إلا الله، ولا منهج إلا منهج الله، ولا نظام إلا النظام الذي إنبثق من عقيدة لا إله إلا الله وهو الإسلام العظيم، وأن لا شريعة إلا شريعة الله تعالى المتمثلة بشريعة الإسلام، وأن لا متصرف إلا الله، والغاية الأساس، وجوهر الدين، وغاية الوجود الإنساني من عقيدة لا إله إلا الله، هي تعبيد الناس - كل الناس - لله تعالى وحده، وأن يكون العمل الرسالي الجاد، هو الوسيلة للتقرب الى الله، وكسب مرضات.
فمتى ندرك، أن لا عبادة لبشر على حساب عقيدة لا إله إلا الله، كما يفهمها العربي البليغ؛ وأن لا طاعة لإنسان فيما يخالف طاعة الله والتلقي منه، لمن أراد أن يتلمس خطى الخط الرسالي ويتحرك على ضوء نوره وتوجيهاته ؟
متى ننزع ثوب الذلة للبشر والإنسان، ونرتدي لباس الحرية والإنعتاق من تبعات الإنسان، وثقل الأرض، والخلود الى التسافل والإنحطاط والتردي في مهاوي النفس، وهوى الذات، ورغبات الإنسان، ومشتهياته الرذيلة الهابطة، ولا نسمو ونرتقي ونستعلي بعبادة الله تعالى وحده لا شريك له؟
مرت السنون، وإنقضت الأعوام، وخلت الذكريات، وكثرت الإنحرافات، وتفاقمت المنكرات، والموبقات، فماذا جنيناه، وحصلناه، لكي ندخره لأخرانا ؛! هل وعينا هذا؟
نحن نغط في سبات عميق، وفي غفلة طال أمدها، ويجب أن نصحو ونلتفت الى أنفسنا، الى أين نحن ماضون؟ وما هي وجهتنا؟
وما هي الغاية التي ننشدها؟ وما هو مركبنا الذي يوصلنا الى هدفنا؟
هل الطريق واضحة معالمه؛ أم نحن نسير في دهليز مظلم، نجهل نهايته؟
هل يفيدنا الإنسان، الذي تتحكم فيه غريزة حب الذات، التي هي منطلق الشرور والآثام، ما لم تهذب وتربى وتوجه ؛ ونترك منهج لا إله إلا الله المحمود العواقب، والواضح المعالم، لكل بصر وبصيرة، وكل إنسان خلق على هذه الكرة الأرضية وفي هذا الكون؟
لماذا نبتعد عن الذي يريد لنا الخير والسعادة ؛ ونرتمي في أحضان الذل والمهانة والتبعية المقيتة؛ ونستجدي رغيف الخبر، الذي ثمنه علينا العمالة، والخيانة، والإنحراف، والإنخراط، والإلتجاء الى بؤر الأرهاب، والتعدي على حقوق الناس، وممتلكاتهم، بروح باردة، ونفس متهالكة متكالبة ؛ ونعزل أنفسنا، ونتجنب الخط المستقيم الواضح اللاحب في إسلامنا؟
فلنفكر معآ بعقولنا التي وهبها الله تعالى لنا، ونحكم ضمائرنا، ونثور إرادتنا، ونفعل وجداننا، ونحاسب أنفسنا، ونخطط بجد وإخلاص، لكي نؤمن مستقبلنا، ومستقبل أولادنا، وأحفادنا، ونحافظ على عزتنا، وكرامتنا، وثرواتنا، وخيراتنا، ووطننا، وثروتنا البشرية بكل أعمارها، بعز وشموخ قبل أن نفوت الفرصة، بتلاحمنا وإجتماعنا على عقيدة لا إله إلا الله، قبل أن يستضعفنا الأعداء الذين يتلمظون حقدآ وحنقآ علينا، وأن نفشل مخططاتهم الظالمة القاتلة التي يسوقوها بشعارات براقة، واهمة، وأكاذيب مضللة، فاضحة معلنة، من أمثال الليبرالية، والديمقراطية، والعلمانية المدنية، والتيارات المدنية الهابطة المسعورة، والوطنية الخادعة، والقومية المزيفة، والتحرر والتخلص من الفاسدين، وكل مفسد وطاغ ومتفرعن ومستكبر وحاقد وعميل، لأنهم هم أس وجذر ومخ الفساد، ولأنهم فاسدون متمرسون ومفسدون، والنعرات المذهبية والطائفية المهلكة للحرث والنسل والوجود، وما الى ذلك من الشعارات الجوفاء، والأبلقات السافلات، والى غير ذلك من ترهات، وخزعبلات، وأوهام، للتمويه على الشعب العراقي المؤمن الأبي الطاهر الغيور .
https://telegram.me/buratha