حسن المياح ||
نعلم أنكم ستحسبون وتعتبرون، وتقررون وتخنسون، بأن فاجعة العصر في مستشفى الحسين في ذي قار وغيرها من الكوارث والنوائب، وحوادث القتل والتجويع، والإرهاب والإنتقام، وتصفية الحسابات والتحاصصات، سحابة صيف حار هالك منقشعة، فارة هاربة، موجعة منسية، سرعان ما تتبخر, ونحن في ١٢،١٣،١٤ تموز الحار الساخن، الصاهر الشديد الغليان، المتفجر براكينآ ومقذوفات نار منتشرات..وستسجل هذه الغيمة العابرة المسافرة، المارة محطة ترانسيت في العراق ضد مجهول، وأنها تقادمت كما تقادم غيرها من النكبات والفواجع، وسنشرع قانونآ يسقط حقوق المتقادم والمتقادمات، والمعتق والمعتقات من الشراب المسكر والمخدرات، والمولي الذاهب والميت والمقبورات، والمار والطايح رايح والرايحات والرائحات، وما الى ذلك من تفننات وتوجسات، وإختراعات وإبتكارات، ومزعجات وموجعات.
والنتيجة الحكومية هي الإقالات لبعض الأشخاص المعينين مسؤولية تمشية أمور لا مسؤولين، والإستبدال بشخصيات مهلهلة مذابة منقعة معتقة من حقيبة الأحزاب المتحاصصة التي تملك الوزارات.
أصبح الإنسان العراقي بعد عام ٢٠٠٣م نوعين، وقسمين، وسبطين، وشيئين، وجنسين، نهرآ ومستنقعآ، وما شاء لك إطلاعك على اللغة والمصطلحات أن تسمي وتذكر وتعدد.
وهذا النوعان، النهر والمستنقع، كما ذكرنا كأحد التسميات والمصطلحات، وهو أكثر هدفية من غيره في التوصيف للإنسان العراقي بعد عام ٢٠٠٣.
النوع الأول النهر ذو الدم الأزرق المميز، هو المسؤول الذي تصدى أو كلف أو إستحق أو تحاصص أو ما الى ذلك، وحكم وأدار وتسلط وفسد، وظلم وأجرم، وسرق ونهب، وعمل من أجل توريم وإنتفاخ وإنتعاش وإنتفاش حزبه أو تياره أو كتلته أو التجمع الذي اليه ينتمي أو يعمل أو ينتسب، بالمال المسروق والمنهوب السحت الحرام، ولا يرى هذا الإنسان إلا صنمه القائد، ووثنه الحزب، وذاته المجرمة الهابطة المنحرفة السفيهة الساقطة، وهو يعتبر نفسه النهر الجاري نهبآ، المتدفق سلبآ، المنساب الجاري سرقات، الماتح المنتفع أرصدة مال سحت حرام مسروق من الإنسان النوع الآخر، والمنهوب بتعسف وظلم، وسلطان مجرم وبلطجة إرهاب، من حقوق الشعب المظلوم المحروم المستضعف الذي يشكل تركيبة الإنسان النوع الثاني الذي يسمى في عرف ومنطق وعقيدة وتصرف الإنسان النوع الأول النهر، ب (المستنقعات)
ي والله هكذا ينظر المسؤول تشريعآ وتنفيذآ) المتسلط الحاكم الفاسد الى الشعب العراقي، ويعبر ويعتقد ويتصرف ويقول، أنه مستنقع آسن، وأنه تجمع نفايات المسؤول القذرة من مخلفات تسول وإجرام، وظلم وإرهاب، وحرمان وتجويع، ومهانة وإذلال.
وحاشا الشعب العراقي المؤمن المستضعف الكريم على الله أن يكون كما يدعي المسؤول الحاكم الظالم، ويزعم القائد الناهب السافل المجرم الناقم; إنما الشعب العراقي هو مثال الطهر والنقاء، والكرامة والنظافة، والكرم والشجاعة، والعنفوان والطهارة، والإرادة الحية والإيمان; وما أنت أيها المسؤول الفاسد المنحرف إلا الفساد والعهر، والقذارة والفجور، والإنحراف والسقوط، وأن مناسيب نهر إجرامك وظلمك، وتعديك وإستعدائك، وسلبك ونهبك، وسرقاتك وإنتهاكاتك، وحرمانك ومنعك، وتعسفك المجرم الظالم وقتلك اللئيم الناقم، وفاضت جرائمك كثرة طوفان كاسح لكل ما هو وجود خير ،وعدل، وإستقامة، وإنسان مخلوق صالح، وأصبحت آثمآ مجرمآ طاغية تنظر الى نوع إنسانك أنك كما كان الفليسوف المجنون المتشائم نيتشة يتصور جنونآ، ويعتقد خبالآ وغياب شعور، أنك الإنسان السوبرمان; وأنت في حقيقة أمرك وجرمك ووجودك الحاكم الطاغية الفرعون اللئيم، دمية ورق خفيف قابل للإشتعال، سريعه ومنتشره سراعآ نفاذآ مستغرقآ شاملآ مستوعبآ، كما أهرقت وتكرر إهراقك مرات ومرات حرائقآ وإغراقآ، دماء بريئة في مستشفى الحسين في ذي قار، ليلة قبل البارحة يوم الإثنين مساءآ غارقآ بحلوك الظلمات الليل ومسؤولية الحاكم القاتل.
تضحيات الإنسان ~ الذي تسميه أنت أيها المسؤول الحاكم الوغد السافل المجرم المتسلط الظالم وتعتقده، الإنسان النوع المستنقعات الذي هو سيدك والمتفضل عليك، الشعب العراقي الخالي من مسؤولية التسلط الحاكم الظالم الذي تمارسه أنت بجرمك الصغير الذليل، الحقير المجرم الناقم اللئيم ~ قد تكاثرت، وإزدادت، وإزدحمت، وتقادمت كتلآ متكدسة متلولة، متجمعة مجهولة، مهملة بلا حساب ولا تدقيق، وهي تدعو الى الله مستغيثة بصوت صارخ مؤلم، بارئها، أن يقتص لها ممن ظلمها وقتلها، وأغرقها وأحرقها، وحرمها وجوعها، وآلمها وأوجعها، وأضاع حقها بدون محاكمة ولا سؤال، ولا مسؤولية ولا حركة ضمير ولا إرتجاف وجدان.
وتتكرر الفواجع والمفاجئات، والمكور والتخطيطات، والأحداث والتسولات، والضياعات والتائهات، والمصائب والنوائب، ولا مسؤول يتحرك، ولا ينهض نائب ?
ألأنك إنسان نوع النهر الناهب المجرم الإرهابي السائب .?وأولئك الإنسان النوع المتردي المهمل الساكت ?
مالكم كيف تقدرون وتقررون ..?
وكيف تتصورون وتتعاملون ..?
وتنسون أنفسكم أنكم مجرمون ظالمون، إرهابيون قاتلون، حاكمون فاسدون، سارقون ناهبون، ومن المال السحت الحرام تكرشون، وتبنون أجسادكم وأجساد عوائلكم، وكيانات أحزابكم وتياراتكم وتجمعاتكم وكتلكم السياسية المجرمة السفيهة العاتية ظلمآ وإرهابآ، وإجرامآ وإنتقامآ، وبلطجة ومليشات إزهاق أرواح، وإغراق وإحراق بشر أحياء يستحمون ويعبرون بالعبارة، ويستطببون في المستشفيات..
حكمكم قائم على تكاثر الكوارث وتنامي الجرائم، وإزديادها ونموها، وتناسلها وعدوانها، وتراكمها لتقادمها، وإندثارها وتجميعها، بنتائج لجان التحقيق اللامسؤولة واللامختصة واللاحاكمة واللامثمرة إلا التجميد والتضييع، والتجميع والتكديس، وتشكيل الطبقات من الجرائم والفواجع، والنكبات والنوائب، حتى تكون للمستقبل طبقة فحم لإنتاج النفط الخام، كما هو إقتصاد العراق الذي يعتاش على عوائد النفط المتكون من تراكم الطبقات الفحمية في العصور الدهرية القديمة السابقة.
فأين العقيدة والوطنية ..?
وأين المسؤولية والأمانة ..?
وأين التكليف والإنجاز الخير المثمر ..?
وأين العدل والمساواة ..?
وأين الضمير وخط الإستقامة في الحاكمية والتصرف؟
وأين عقيدة لا إله إلا الله الحاكمة المستقيمة التي تحاربون وتحرفون، وتتوسلون دعاية وتتاجرون، والوطنية التي عليها تؤكدون وتصرون وتتقاتلون أيها المدنيون، والعلمانيون، والليبراليون، والتافهون، واللامنتمون، والتائهون، والسائبون، والمنحلو .
كلكم في الإجرام والظلم، والطغيان والفجور، والعهر والنهب ،والسلب والسرقات، سواء متساوون، شركاء متحاصصون ; ولكنكم على الحصة تتشاكسون وتختلفون، وتتشاجرون وتفجرون، وتقتلون وترهبون، وتعلمون أنكم مجرمون بلطجيون .
فأي نوع من الإنسان هو الخير وجودآ وعيشآ وأملآ.. أليس هو الشعب أيها الطغاة السفلة الحاكمون المجرمون المسؤولون الفاسدون..
وأنكم أيها المسؤولون الفاسدون الى مستنقعات الجيفة الحق، والخيسة الواقع، والنتانة الصدق..أنكم فيها راكسون، تتخبطون، وتعيشون، ومنها تتغذون وتشربون..وفي النهاية أنكم فيها تقبرون..حيث لا رجعة لكم الى رحمة، أو مغفرة، أو تسامح، أو معذرة.
وحقك إن جريمة مستشفى الحسين في ذي قار..ستنسى وتتبخر وتتقادم,
كما نسي وتبخر وتقادم غيرها الذي سبقها، والتي سبقتها وتصرمتها!
https://telegram.me/buratha