نعيم الهاشمي الخفاجي
يفترض في القنوات الفضائية عندما تقدم شخص يتصدر ما قبل اسمه حرف الدال في إشارة له أنه دكتوراه، عندما يحلل يجب عليه أن يحترم القناة الإعلامية ويحترم نفسه ويحترم عقول المشاهدين والقراء، الذي يحدث في واقعنا العربي والعراقي، من يتصدر المشهد الإعلامي أشخاص بغالبيتهم وإن تقدم قبل اسمهم حرف الدال، لكنهم جهلة في اختصاصهم، يصبح مقدم البرنامج قرقوز مهرج مثل الدرزي فيصل القاسم، مقدم برنامج الاتجاه المعاكس في الجزيرة، أو مثل الإخواني أحمد منصور، والمحلل الذي يتم استضافته فهو لا يقل خطرا عن العصابات الارهابية، يقوم في تدليس الواقع وخلط الأوراق، يحلل من منطلق مذهبي وقومي أمثال المجرم عبدالله النفيسي الكويتي، الذي حرض على الإرهاب وكراهية الشيعة من خلال الافتراء عليهم، بعد ضرب السعودية والامارات للاخوان، اعترف عبدالله النفيسي ان السعودية هي التي كانت تملي عليه لمهاجمة الشيعة وإيران، هذا على مستوى الإعلام العربي.
مشكلة سيطرة التافهين نحن كعرب نعاني منها كثيرا، لكننا لم نستطيع تشخيص حقيقة التفاهة لأن البيئة العربية يغلب عليها الجهل، لذلك المفكر لكندي آلان دونو، كتب كتاب عن التفاهة صدر عام ٢٠١٥، ذكر في كتابه آلان دونو أننا نعيش فترة تاريخية تتّسم بسيطرة التافِهين، حيث الصعود الغريب لقواعد الرداءة والانحطاط في ظلّ تدهور الجودة وغياب الأداء الرفيع، وتهميش نظام القِيَم؛ ومن ثم صعود نظام التفاهة، وفق الله المفكر الكندي آلان دونو فقد شخص الحالة بشكل دقيق.
في مستوى الإعلام العراقي، ابتلينا بكثرة الحمقى والجهلة والسذج، وخاصة من الكثير من الإعلاميين الشيعة الذين وقفوا مع الارهاب لقتل ابناء جلدتهم مقابل أموال وتوظيف في قنوات البزاز والكربولي …...الخ.
ما نراه ونسمعه ونقرأه من تحليلات من الكثير من المحللين لا يرقى لمستوى تحليل، وإنما ثرثرة ولغو وأحلام، كتب أحدهم وهو الإعلامي الدكتور ….. العامل بقناة دجلة الكربولية ( إذا أراد بايدن أن يحافظ على منصبه فليس أمامه غير ضربة قاصمة لإيران ومليشياتها في العراق وإلا فإن بايدن سيسوى به الأرض
لعل شهر آب اللهاب سيكون هو الفيصل الحاسم
قولوا آمين).
هذا كلام ليس محلل وإنما امنيات من شخص محبط، وفاقد التوازن، أمريكا انسحبت من أفغانستان وسوف تخرج من العراق وخرجت من قطر وتترك المنطقة وتهتم في أمن اسرائيل فقط، والدور القادم يكون إلى روسيا والصين وإيران، وإمارة طالبان الديمقراطية،
أقول الى المفكر الدكتور ….، انت مضطرب العقلية، تحتاج راحة نفسية، انت لست افضل من غسان سلامة، أمريكي الجنسية من أصل لبناني مسيحي عمل سنوات طويلة في الخارجية الأمريكية، قال نحن بعالم بات متعدد الأقطاب وليس القطب الواحد، وسوف ننسحب ونهتم في أمن اسرائيل فقط وفي مواطني بلادنا، أقول ما علاقة منصب بايدن داخل أمريكا في ضرب إيران؟ الامريكان حاليا لا يفكرون في إيران ولا حتى بالعراق ولا في أي دولة، يهمهم الشأن الداخلي الأمريكي وهذا اصلا السبب الذي جعل بايدن يفوز في الرئاسة، زمن الحروب المباشرة انتهى، استثمروا العصابات هنا وهناك توصلوا بالاخير الى نتيجة عدم جدوى الاستمرار في الصراعات الى مالانهاية، السيد ….. يكتب مايمليه عليه مدير القناة الكربولية وسبق ان ….. تبنى رأي القناة الفضائية السابقة التي عمل بها ما يقارب ١٧ سنة، الصراع بين الحق والباطل ليس وليد اليوم، بل هو من
أشراك إبليس المتجددة، يخدع بني البشر، بلعم بن باعوراء كان ولي من أولياء الله عز وجل مستجاب الدعوة، النتيجة انحرف، عمر بن سعد بن أبي وقاص كان ابن عاشر القوم إسلاما، وكانت في جبهته ثفنات السجود فباعها بملك الري بقتل الحسين بن علي وال بيته، والمثير للدهشة أن ثمن البيع لم يتحقق إلى ابن باعوراء وإلى عمر بن سعد وخسروا الدنيا والآخرة.
أقول هناك دلائل تشير، أن الانسحاب الامريكي من افغانستان دليل على فشل الغزو الأمريكي لهذا البلد و الحملة الدولية التي قادتها أمريكا ضد الإرهاب لم تسفر عن أي مكاسب استراتيجية، واقتصرت نجاحات ضد القاعدة، ومقتل أسامة بن لادن في مخبئه الباكستاني.
انسحاب أمريكا من أفغانستان مرتبط بالانسحاب من المنطقة، انسحبت من قطر، وتنسحب من العراق وسوريا، وهو مسار يبدو أنه لا تراجع عنه، في محاولة للخروج من حروبها التي لا تنتهي على حد قول ساسة الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد أن أصبحت أمريكا مصدرة أولى للبترول والغاز على مستوى العالم، انتهت أهمية البترول الخليجي، واشنطن بعد أن حلبت دول الخليج لقرن من الزمان، تنسحب وتترك دولها تحل مشاكلها بيدها، رأينا تغيير في لهجة الخطاب السعودي تجاه اليمن الشمالي، ليس من طبيعة النظام السعودي تغليب لغة السلام إلا إذا عرف أن أمريكا لا تدعمه، خلال الاسبوعين القادمين حسب تصريح الخارجية الروسية يتم إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
الإدارة الأميركية الديمقراطية الحالية تواصل نفس، سياسة ادارة دونالد ترامب السابقة، في الاهتمام في الأمن القومي الأمريكي اولا وفي اسرائيل فقط.
إن هذا الانسحاب، تبعته انسحابات أخرى، مثل ترك قطر، وتجميع القوات الامريكية في الاردن، الانسحاب الامريكي هو نتيجة طبيعية لتغيير القرار السياسي الاستراتيجي الأمريكي الذي يمنع شن حروب مع دول كبرى تستخدم فيها الأسلحة النووية، ترمب عندما اقال مستشار الأمن القومي جون بولتون قال لو أخذت في توصياته نحن الآن في الحرب العالمية السابعة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
12/7/2021