المقالات

ماهو سر اختطاف إعلاميين وتحريرهم؟!


 

 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

 أنا ضد كل شكل من أشكال خطف وقتل وسجن أي مخلوق، انا شخصيا تعرضت للظلم والاضطهاد وتم سوقي لساحات أعدام وكتب الله لي السلامة والنجاة، لكن ظاهرة أختطاف إعلاميين عراقيين  وتحريرهم وبشكل متكرر، من حق أي متابع أن يضع عليها ألف علامة استفهام، بكل دول العالم العصابات المسلحة تختطف اشخاص ويتم مبادلتهم بسجناء إلا بالعراق الشخص الذي يقع في أيدي عصابات فلول البعث وهابي يكون مصيره القتل وتغيب جثته، هؤلاء كل من يقع بقبضتهم يقومون بتصفيته فورا وحتى لو كانت الاعداد عشرات الاف الناس مثل ماحدث في سبايكر والصقلاوية ونزلاء سجن بادوش الشيعة، هناك أسباب عديدة في عدم احتفاظ العصابات البعثية في الأشخاص الذين يختطفوفهم لا بقائهم أحياء، بسبب اطمئنانهم بعدم وجود رد قوي وحاسم، من قبل الحكومة العراقية أو من قبل اهالي وعشائر الضحايا،  الحكومات العراقية المتعاقبة تهتم براحة الارهابي الذباح وتوفر له كل وسائل الراحة بحيث يحضرون لهم زوجاتهم، ولهم ساعة يسمونها ساعة الخلوة، بل الحكومات العراقية المتعاقبة التي حكمت بعد اسقاط نظام صدام الجرذ الهالك عملت على إطلاق سراح الاف الارهابيين القتلة المتورطين بسفك دمائنا، ولنا بقضية اطلاق الانتحاري السعودي أحمد العسيري الذي فجر صهريج بليلة عيد الميلاد في حكومة الرفيق اياد علاوي مقابل السفارة الاردنية استشهد به ١٦ مواطن عراقي شيعي وجرح ثلاثين اخرين، الانتحاري لم يهلك بالتفجير، إنما جرح وتم معالجته، ومستشار الامن القومي موفق ربيعي اصطحبه بطائرته الخاصة ومعه مجموعة كبيرة من الارهابيين وسلمه الى وزير الداخلية السعودي احمد ال سعود تعبيرا عن حسن النوابا، والكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد هو من كشف هذه الفضيحة، وغايته إسقاط الساسة العراقيين الحاكمين، وبالذات الساسة الشيعة بشكل خاص لأن الحكومة اسمها شيعي وهي محاصصة مع الجميع، الرئيس العراقي الكوردي إنساني للقشر يرفض توقيع مراسيم اعدامات الذباحين لان هؤلاء الاشخاص الذين تقلدوا منصب الرئاسة بالعراق من الاحزاب الكوردية كانوا يتعاملون مع عسكر الحكومات العراقية التي قاتلتهم بطريقة القاء الورود والزهور، بل نفس هؤلاء الاشخاص الاكراد تورطوا بقتل بشمركة أكراد من حزب برزاني والعكس ايضا تورط في أعمال مشابهة، جريمة 

 «بشتآشان» لازالت عالقة في اذهان كل شريف رفض الحصول على المال مقابل ان ينسى هذه الجريمة المروعة التي نفذها جلال الطالباني بحق مئات الشيوعين العرب الذين كانوا يقاتلون نظام صدام الجرذ بوقتها من ارض كردستان العراق، الجريمة كانت الثمن الذي كان يجب على الطالباني تقديمه لترسيخ انحيازه لنظام صدام الذي طلب منه ــــ كما قيل ــــ أن ينهي وجود الشيوعيين وبخاصة العرب في مناطق نفوذه، الجريمة وقعت بعد توقيع اتفاق مابين الطالباني ونظام صدام الجرذ عام ١٩٨١، نعم  لازالت  بالذاكرة حيث تم الغدر بمئات الشيوعيين العرب وقتلهم بطريقة وحشية من قبل الطالباني نفسه، ومن المؤسف عندما تقلد الطالباني رئاسة الجمهورية بالعراق اصبح إنساني وتحول إلى رئيس منظمة حقوق الرفق بالحيوانات المتوحشة من الانقراض. 

خلال السنوات الماضية تم الإعلان عن خطف إعلاميين وكلهم من المكون البعثي العراقي السني بنفس اليوم او بعد يوم أو يومين يتم الإعلان تمكنت القوات الامنية تحرير المختطف الفلاني، بسرعة الرئاسات الثلاث تهرع  لزيارة هذا المختطف، بعد اسبوع تجده هذا المختطف سواء كان ذكر أو أنثى لاجئا بالدولة الفلانية؟ ولنا بقصة افراح شوقي، 

أمس تم تناقل خبر أن  مجموعة اختطفت الناشط علي المكدام، بنفس اليوم 

‏عاجل:

القوات الأمنية تتمكن من تحرير الناشط علي المكدام من خاطفيه، في منطقة الدورة،  بعد أن شاهدت قصة اختطاف وإطلاق سراح الناشط، اقول الى الناشط علي المكدام، مبروك ولدي الناشط المدني معاملة لجوئكم أنجزت بشكل جيد، لكن محتاج   شغلة بسيطة مطلوبة منكم عمل  مقطع فيديو مصور تروي  قصة حول كيفية اختطافكم وحتى لو  من نسج خيالكم مضمونها، تم خطفي ووضعي في بيت وبعدها تم وضعك  بغرفة ظلمة، اهم شي عندما توصل في كلامكم  للغرفة الظلمة محتاجين قليل من البكاء وتضع رأسك الى الأسفل وقل الرجاء بعد ما أستطيع   أكمل وينتهي التصوير، ونبشركم  معاملة اللجوء تصير تمام، للأسف أصبحت هذه القوانة فيلم هندي معاد عدة مرات وفقد لذته، وأصبح  فاقد القيمة، عندنا شباب من قضاء الحي خطفوهم  على طريق الرمادي الأردن في عام ٢٠٠٧ وليومنا هذا مانعرف عنهم شيء، تساؤل مشروع لماذا هؤلاء تم قتلهم وإخفاء جثثهم بينما هناك إعلاميين مثل افراح شوقي وعلي المكدام و النائبة تيسير المشهداني تم خطفهم وإطلاق سراحهم؟.

لكن العجب كل العجب من قادة وزعماء أحزاب بسرعة البرق ذهبوا الى زيارة هذا الناشط المحرر بدون فتح تحقيق والتأكد من حقيقة ماحدث، بكل دول العالم، إذا حدثت جريمة وتكررت عدة مرات وبنفس الطريقة، يتم إحضار محققين ومعهم مختصين في علم الاجتماع لدراسة هذه الظاهرة ووضع الحلول، إلا بالعراق، نفس المسرحيات تتكرر، والمصيبة نرى هرولة المسؤولين بسرعة البرق لإضفاء صدقية الحادثة وإن كانت مختلفة، للأسف هناك حقيقة علينا أن نعترف بها، كانت  تُمارس علينا سياسات التجهيل والاقصاء الفكري ، الآن نمارس على أنفسنا سياسة تصديق كل الخداع الإعلامي الذي يجعلنا نفكر بعقليه القطيع، والنتيجة واحدة.

(لن تمطر السماء أزهارا أبدا، فإذا أردنا المزيد من الأزهار يجب علينا زراعة المزيد من الأشجار،جورج إليوت).

مانراه ياسادة ياكرام في العراق من عمليات قتل وتفخيخ وتفجير يقوم بكل هذه الموبقات فلول البعث وهابي، بسبب صمت غالبية ابناء الشعب العراقي على تصرفات هؤلاء الشراذم يجعلنا نلوم صمت ضحايا البعثيين الوهابيين بسبب قبولهم بالصمت، المفروض تنظيم الصفوف ودعوة الجماهير في النزول للشوارع  وترفع شعار لا مكان للقتلة في بلدنا، الصمت يجلب لنا الشر والقتل والذل، يجب تأديب الارهابيين والقتلة، واخراس كل الخونة والعملاء والمرتبطين مع سفارات وقوات الاحتلال والاستعمار.

اعجبتني هذه المقولة( من يقرأ الماضي بطريقة خاطئة سوف يرى الحاضر والمستقبل بطريقة خاطئة أيضاً ولذلك لا بد أن نعرف ما حصل كي نتجنب وقوع الأخطاء مرة أخرى ومن الغباء أن يدفع الإنسان ثمن الخطأ الواحد مرتين).

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

11/7/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك