المقالات

هذا هو حال الشعب العراقي..!

1676 2021-07-05

 

حسن المياح ||

 

الشعب الذي ذاق البطش والتعذيب والسجون، والتشريد والتطريد والملاحقات، والظلم والجور وخنق الحريات وتكميم الأفواه، وقطع الإرزاق والمعاملة الوحشية من حاكم طاغ ظالم مجرم عديم الضمير، وخال من الروح الإنسانية، وبقي هذا الشعب يراوح ويرزح تحت وطأة كل هذه المآسي والظلامات والظلم الفاحش، ودخل الحروب العبثية التي هي تلبية لمزاج الحاكم المريض الموبوء المهووس المخبول المجنون الظالم، وتنفيذ أجندات الأسياد اليهود الأنجاس، والصليبيين الأوغاد، من غير فائدة تصيبه، ولا طائل ينتظره من ورائها، وقدم التضحيات الضخام الجسام، أرواحآ ونفوسآ وأموالآ وممتلكات، ونزف الطاقات، وأنفق القابليات، وخاطر بكل ما ضروري، وغال، ونفيس، وبقي يرزح تحت ثقل هذا الكابوس المظلم الظالم المجرم لفترة خمسة وثلاثين عامآ، والشعب يئن من المصائب والويلات، والعذابات والجوع والحرمان، وكبت الحريات وربما مصادرتها بالبطش والوحشية الظالمة القاتلة.

وفوق كل هذا، إزداد الطين بلة، والحمل المضني المتعب ثقلآ مرهقآ جديدآ، من بعد سقوط النظام الظالم الكافر الوحشي في عام ٢٠٠٣م، والشعب لم يشم رائحة الشبع، ولم يشعر بكرامته وإنسانيته،  ولم يوفى حقه، ولم ترد له حقوقه المسلوبة، والمظالم التي عانى منها، ولم يعوض على المآسي والمظالم والظلامات التي أحرقت دمه، وفنت عمره، وإستهلكت كل طاقاته وقابلياته، وما يملك من خزين، وبقي عاريآ مكشوفآ يفترش الأرض بساطآ لنومه، ويلتحف السماء الحارقة والممطرة غطاء له من برد الشتاء، وحر الصيف القائض ؛ وبطنه خالية من الطعام الذي يقوم وجوده وحياته، وضجيج معدته يعزف أنغام الألم والمعاناة في الآفاق السماوية العلوية، ويضجر منها أهل الأرض من شدة وقع الأنين اللافح للوجوه والأمعاء الهزيلة الفارغة الجائعة .

وهذا الشعب المحروم المكلوم المضطهد الموجوع الجائع تريد منه فكرآ يبدع  وينهض وينتج ويثمر، ويرفض الذل والظلم  ومصادرة ضروريات الحياة، بالوقت الذي هو يبحث عن لقمة يسد بها جوع أطفاله، قبل إسكات أنين بطنه ومعدته الخالية، التي تتلاطم أعاصير الغازات الهوائية النافخة المورمة للأجساد الضعيفة التي تشكو الجوع، وحرمان اللقمة الحلال، وتأتي أنت أيها المتبطر الشبعان أن تطلب من هذا الشعب المسكين اللهفان، أن يرفض الرشوة التي تقدم اليه في الإنتخابات، ومهما كانت قيمتها، أو نوعها لسد جانبآ من جوعه المستديم، الذي أسس له حكم الطغاة والمتفرعنين الظالمين والمستكبرين العابثين، مقابل أن يلطخ إصبعه بالحبر البنفسجي، أو الأزرق الذي يشبه لون مياه المستنقعات الآسنة الذي تفيض منها روائح النتن، وجيفة الكلاب الجرباء النافقة الملقاة فيها؟ !

بأي حق يحاسب هذا الشعب ؟؟؟ !!!  وهو فاقد لكل ضروري من حاجاته الحياتية ؟!، والتي يتوقف عليها وجوده في عالم الأحياء، وعلى الأرض التي نشأ فيها، وتربى على ما فيها من خيرات، يوم كان الجو يتمتع بالصحو، وبعض الرخاء في ظل أنظمة عليها بعض مسوح الإنفتاح والعيش الذي يمكن نيله من خلال الجهد الإنساني المشروع، وإن كان ذلك الجو لا يخلو من المظالم الفردية الضئيلة، ولكنها لم تكن فاشية سائدة تصيب الناس بأجمعهم، ومن المآسي الإجتماعية الخفيفة القليلة،  ولكن الناس والشعب العراقي يمارسون حياتهم، كل على قدر وجوده ومقداره وحاله، ما أمكنه ذلك .

والشعب الجائع من كل ضروري والمحروم والمكلوم والموجوع، لا تترجى منه عقلآ مبدعآ، ولا روحآ حركية فاعلة، ولا خلقآ مستقيمآ قويمآ، ولا وعيآ يقوم على أساس التفكير السليم المنتج المثمر، ولذلك تكون تصرفات أغلب أفراده متنوعة مختلفة لا جامع لها، ولا قانون يحكمها، ولا خطآ مستقيمآ مرسومآ يرشدها ويهديها ؛  وإنما هي --  عند الأغلب الأعم --  عبث وهوس وجنون، لا قرار له، ولا يعرف الإستقرار، ومنشأ كل ذلك من عدم ثقة الشعب بالحكومات التي تتسلط عليه، والأنظمة التي تحكمه وتسير حياته، ولم يكن هناك توزيعآ عادلآ للثروات والخيرات، وشيوع ظاهرة الإثرة للذات والنفس، والإسرة والأقارب، على حساب الجموع الغفيرة من الناس والشعب العراقي، وفقدان روح العدل والإستقامة، وإنتشار ظاهرة الصنمية البشرية، والوثنية للمسؤول المتسلط، وأمور أخرى يطيل ذكرها في هذا المقام .

فالشعب العراقي شعب محبط بسبب المعاناة الطويلة القاسية الظالمة التي عاشها، وهي ما ينوف على الخمسين عامآ، جمعآ بين حقبة تسلط البعث الكافر لخمسة وثلاثين عامآ، وما يتبعه من تسلط الحكام الجدد  القادمين من الخارج، ومن تأثر بالفساد والإفساد، بسبب المعاشرة من الداخل ( من خالط القوم أربعين يومآ صار مثلهم )، وهذا ما أطلق عليه أنا ظاهرة عداء السلوك الجمعي، وأود أن يضاف الى علم الإجتماع هذا الباب من البحث الإجتماعي والمجتمعي، على أساس قاعدة التأثير والتأثر، أو الفاعل المؤثر والمنفعل المتأثر في التفكير والسلوك الإجتماعي والمجتمعي .

والشعب العراقي في هذه الأيام الممهدة للإنتخابات المقدمة ولا أقول المبكرة في الشهر العشر من عام ٢٠٢١ م , ينتظر التغيير الحقيقي والإصلاح الجاد بفارغ الصبر والأمل , وهو الحائر المهضوم الموجوع المألوم الفاقد بوصلة التوجيه والإرشاد والهدي، ودخل بكله وبمجموعه الإستغراقي للعيش في متاهات مظلمة لا رشد فيها، ولا هداية يحصل عليها، أو أنه يرجو بصيص نور يضيء له الدرب، ويوضح له معالم طريقه ؛  وفي دوامات أفقدته توازنه العقلي، وسلبت منه تفكيره الجاد الهادف، وغيرت تصرفاته الخلقية المحمودة التي كان عليها من هدي رسالي، وتوجيه مرجعي، وبصر مفتوح، وبصيرة مهدية، وطريق لاحب مفتوح مكشوف . فإزدحمت عليه الأفكار، وإشتدت الأمور وعسر عليه التصرف السليم، والتوجه المحمود، وزادت الأضاليل، والأحابيل، وسموم أجندات الجيوش الألكترونية المريضة الوبيئة المغرضة الفاسدة، وتخطيطات الأجندات المعادية الداخلية منها عمالة، والخارجية منها من أجل الإحتلال، والإستعمار، ونهب الثروات والخيرات، والإستيلاء على المواقع الإستراتيجية ذات الأهمية البالغة، ومحاربة عقيدة لا إله إلا الله وطمسها وطمرها، والقضاء على القيم الخلقية الإسلامية القويمة والأخلاق الفاضلة المحمودة، من أجل إفساد الناس والشعب العراقي لكي يسهل إستحمارهم، وإستمطائهم، وجعلهم عبيدآ أذلاء، للصليبية الحاقدة، والماسونية اليهودية، والموسادية الصهيونية الإسرائيلية البغضية المغتصبة، ونهب ثروات وخيرات الأمة المسلمة المؤمنة والإستفادة من الخبرات العراقية الواعية المبدعة من الشعب العراقي المسلم المؤمن الحر الابي الشجاع الغيور .

فلا تتوقعوا نتائج إنتخابات فالحة مفلحة، صالحة مصلحة، مغيرة هادفة، دقيقة صادقة، خالية من التزوير والتحوير والتدوير، وصعود فاسدين قدماء مخضرمين، وأخرين جدد يحملون عقلية الفساد والنهب والإفساد، ولكن لا يخلو البرلمان الجديد من وجود، وبروز شخصيات مؤمنة وطنية محترمة مخلصة صادقة عاملة، وسيكون لها التأثير الفاعل، بالرغم من كثرة وقسوة الأجندات الأجنبية التي حذرت منها المرجعية الرشيدة الحكيمة .

ولذلك الأمل -- كل الأمل  --  بمساندة ومساعدة هذه الوجوه النظيفة اللطيفة العفيفة العاملة، ويجب الوقوف معهم صفآ واحدآ، لتثبيت وجودهم الفاعل المؤثر، ومن أجل قلع جذور الفاسدين المخضرمين، والجدد المتلمظين الملهوفين، وقلع كل الأشواك التي تعرقل السير، وتدمي الأقدام في حالة سيرها على خط العدل والإستقامة، وبناء وتشييد دولة الإنسان على الحق،والعدل، والإستقامة، والحرية، من أجل السعادة والعيش الرغيد لكل الناس والشعب العراقي الجريح، وتطبيب جراحه وإشفائها، وتطييب الخواطر المتألمة الموجوعة، وتعويضها على ما فاتها من كلوم وطعنات , وآلام ومحن , ومصائب  وعذابات .

والله الهادي الى طريق الحق والعدل والإستقامة وسواء السبيل .

 وآخر دعوانا، أن الحمد لله رب العالمين . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك