ضياء ابو معارج الدراجي ||
منذ عام ١٩٩١ اصبح ملف الكهرباء العراقية ملف امريكي بحت خصوصا ان امريكا دمرت ٧٠٠ هدف يخص منشآت كهربائية عراقية اثناء حرب الخليج الأولى لتحرير الكويت من غزو صدام عام ١٩٩١ وعطلت كل محاولات اصلاح المنظومة الكهربائية العراقية منذ ذلك الوقت وحتى بعد سقوط الطاغية عام ٢٠٠٣ وما تبعها من عمليات عرقلة تامة لتحسين هذا الخدمة الضرورية للشعب العراقي رغم بناء محطات كهربائية كثيرة بعد سقوط صدام الا انها معطلة لاسباب سياسية بحته تتربع على راس هذه الأسباب الممانعة الامريكية لحل هذه الأزمة والذي ساعدها على ذلك ايضا الفساد المالي والسياسي لساسة ما بعد ٢٠٠٣.
ان الادارات الامريكية المتعاقبة تلعب على وتريين اساسين لارباك الوضع في الشرق الوسط لتحقيق الامان والسلام لسرائيل
وهما
وتر الطائفية والارهاب
و وتر التجارة والاقتصاد والخدمات
اما العراق فهو البيئية المناسبة تماما لتحقيق امن وسلام اسرائيل من حيث انه البيئة المناسبة لنقل الصراع الازلي بين اليهود والمسلمين الى صراع سني شيعي كون شيعة العراق اصبحوا اكثر قربا الى الجمهورية الاسلامية بعد حرب الثمان سنوات بين الدولتين الجارتين ودور ايران بمساعدة الشعب العراقي ضد الحصار الامريكي المفروض على العراق بعد ١٩٩١ . واستغلال هذا التقارب مع الصراع السعودي الايراني المذهبي وتحويله الى صراع عراقي سني شيعي وخصوصا بعد تربع الشيعة على راس السلطة التنفيذية العراقية بعد ٢٠٠٣ مع الشعور بخسارة السلطة من قبل سنة العراق حيث تحول هذان المتغيران للطائفتين الى استهداف مسلح بين الطرفين ،طرف وجد حرية وسلطة وطرف احس بفقدان السلطة ومحاولات امريكية اسرائيلية لتحويل هذا الاستهداف الى حرب سنية شيعية باستغلال العداء العربي الايراني الذي نشاء في عام ١٩٧٨ عند الاعلان عن تشكيل الجمهورية الاسلامية بقيادة الامام روح الله الخميني قدس على انقاض مملكة الشاة.
كان وتر الارهاب الذي عزفت عليه امريكا هو لترويض الشعوب العربية سنية وشيعية لذلك سمحت بظهور داعش واخواتها وخططت له بعد ان احست ان الطرف الشيعي العراقي لا يميل لافكارها وخططها لتحقيق امان اسرائيل العسكري والاقتصادي وخصوصا بعد اجبارها على ترك العراق عام ٢٠١١ من قبل القيادات الشيعية .
كانت امريكا على يقين تام ان شيعة المنطقة لن يتركوا داعش واخواتها تعيث في ارهابها وهي تستهدف المقامات الشيعية المقدسة والاقليات الشيعية في سوريا مسقط راس داعش واخواتها عن طريق مشاركة فصائل عراقية شيعية في القتال ضد الارhب في سوريا لحماية المقدسات الشيعية هناك .
بينما اخذ الاعلام العالمي والعربي والمحلي دوره في اذكاء الحرب بين الطرفين متوافقا مع الدعم المالي والعسكري للطرفين كل حسب طائفته ومصالحة لزيادة الشرخ اكثر واكثر بين الطرفين السني والشيعي بينما تجلس اسرائيل متفرجة تنتظر الحصاد.
ان الدعم العراقي الايراني للنظام السوري مع تواجد فصائل شيعية عراقية تقاتل داعش واخواتها في سوريا امال الكفة لصالح النظام السوري لهزيمة داعش واخواتها والاقتراب من انتهاء الصراع هناك وافشال المخطط الامريكي الاسرائيلي لذلك كانت الخطة ب هو نقل الصراع الى داخل العراق وصولا الى الحدود الايرانية واشغال إيران عن المنطقة بالدفاع عن حدودها ضد داعش واخواتها لذلك اتفقت امريكا مع اطراف بعثية وقيادات عراقية سنية قد خرجت خاسرة من انتخابات ٢٠١٤ على تسهيل مهمة اسقاط المناطق الغربية للعراق تحت سلطة العشائر السنية وطرد الجيش العراقي بينما لعبت امريكا لعبتها وخدعت حلفائها بتسهيل مهمة دخول داعش واستحواذه على اسلحة الجيش المنسحب وانفراده بالسلطة هناك بعد ان اخضع العشائر السنية المنتفضة تحت سلطته ليباشر مهمته الاساسية لاسقاط كل العراق تحت سيطرته وصولا الى الحدود الايرانية لكن كان للفتوى والحشد الشعبي العراقي كلام اخر غير المعادلة تمام وهزمت داعش واخواتها في منطقة الشرق الاوسط خلال معارك خلفت ملايين النازحين من الاغلبية السنية الذين خذلتهم و خدعتهم الدول العربية التي كانت تساند الارhاب ضد الحشد الشعبي لمصالحها فقط واستخدمتهم جسرا لتحقيق ذلك.
بعد هزيمة داعش العالمي متعدد الجنسيات صاحب الاسلحة المتطورة الثقيلة والمدعوم عالميا على يد قوات الحشد العراقية المدعومة ايرانيا مع خوف عربي مزعوم من التمدد الايراني تحققت الامنية الامريكية الإسرائيلية الاولى بالتطبيع العربي الاسرائيلي اولها قطر ثم الامارات لتنظما الى مصر والاردن بينما استخدمت امريكا ملفات الكهرباء وطريق الحرير وبناء المؤانئ العراقية كوسيلة ضغط على العراق لاشراك اسرائيل بهذه الملفات اقتصاديا كشريك اساسي ضمانا لتحالف العراق المستقبلي مع اسرائيل وانهاء الصراع العراقي الصهيوني.
لذلك كان لامريكا الدور الاساسي في اسقاط حكومة عبدالمهدي بعد الاتفاق الصيني العراقي وعقد شركة سمنز الالمانية للكهرباء والذي يعد تنفيذها اسقاط كامل لخطة امريكا في اشتراك اسرائيل في هذين الملفين المهمين.
فلا طريق حرير يمر بالعراق اذا لم تكن اسرائيل هي نهاية هذا الطريق عبر موانئها ولا كهرباء تدخل الى العراق اذا لم تكن لإسرائيل حصة في تجهيزها ولا غاز عربي او عراقي يصدر الى اوربا الا عن طريق اسرائيل.
وما القمة الثلاثية بين العراق و مصر والاردن الا لتحقيق هكذا مشاريع بامر امريكي لضمان تحقيق امن اسرائيل العسكري والاقتصادي وربطها مع دول المنطقة اقتصاديا وجعلها لاعب اساسي لا تستغني عنه دول الشرق الاوسط العربية المسلمة و تحافظ على امنه وسلامته بنفسها بعد ان كانت تدعو الى ازالته.
https://telegram.me/buratha