حسن المياح ||
هذه دراسة إجتماعية نفسية عامة تتناول وجودات المجتمع، وربما تركز على بعض أجزاء تكويناته، ولكنها الجزء الأعم الطاغي الأغلب، والذي اليه يشار وعليه يتوكأ ويعتمد، وأنها دراسة عاملة شاملة فاحصة لا تتناول أحدآ بعينه، ولا شخصآ بذاته؛ وإنما هي تبيان لحالة التصنيم والطغيان عامة، والتأليه والتوثين طرازآ وموضة، وتوضيح وكشف تفاهات القيادة والزعامة، والأمانة والمسؤولية، والوظيفة الهامة..
ومن يقيدها ويحددها ويعينها، فهو كاللص الحرامي الذي يتصور ويحسب أن كل حديث وكلام قربه أو حواليه أو يشم منه رائحة تكشف حقيقته، فهو يخصه ويهمه..وما جنت على نفسها إلا براقش.
وليس الدراسة مرتبطة بموقف معين، أو متعلقة بحادثة خاصة؛ وإنما هي توضيح عام لوجود شامل، وكشف هام لحالات إنحراف وعاهات وأمراض ووباءات نفسية وإجتماعية تصيب الفرد والمجتمع كافة، ولا يبرأ منها إلا من نبذ هواه، وإتخذ من الله سبحانه وتعالى وحده خالقآ ربآ إلهآ
نعم هؤلاء هم من يصنعوا تمثالآ، ويخلقوآ صنمآ، ويتخذونه الرب في العبادة، وهؤلاء هم سقط القوم، وحثالة الناس، وتفاهات الوجود في المجتمعات، وأنهم وجود تفكير وتمتع حياة سلوك منحرف هابط، القصد منه نفخ الإنسان الهزيل الفارغ ليكون صنمآ إلهآ يعبد، ووثنآ جامدآ اليه يسجد، لتنهال عليهم زخات عطاءه مما يخرجه خاتمه من فضلات مقذوفات مستغنى عنها، وأنها المرض الوباء، والبكتريا والجراثيم التي تمرض وتعبث وتقتل وتعدي وتعفن، حتى الحيوان السائب منها يأنف، ولا اليها يقترب، ولا هو إياها يريد أو يرغب..
وهذا هو التخلف، وتلك هي الجاهلية الجوفاء التي أن وتضجر وتولول منها رسول الله النبي محمدصلى الله عليه وآله وسلم.
لا تعيبوا على صدام الطاغية المجرم الفاسد الظالم الذي تأله وتصنم وتوثن، وطغى وتفرد وتفرعن، وتقود وتزعم وحكم، من قبل زبانية الجهل وأنصار التخلف ووصوليو النفع والمصلحة، وأنه الإله الطاغية الفرعون الصنم الظالم الوثن..وقد أله، بضم الهمزة وتشديد اللام وكسرها ( أولله، لتسهيل نطقها ومعرفة قراءتها)؛ وإنما العيب على الذي جاء بعده, وصنم إشراكآ وأفرد ألوهية، ونودي عليه بأنه القائد الفذ الذي لا يجارى، أو الزعيم الأوحد الذي لا يبارى، أو الأمين العام للحزب أو الحاكم الجائر الظالم المتسلط الذي لا يقترب منه تعظيمآ له، ولا يمس نقدآ موضوعيآ أو كلامآ ملومآ، وإن كان حكيمآ مستقيمآ، لقداسة وجوده المصنم، وتزعمه المتوثن، وحاكميته المجرمة الظالمة الطاغية اللاهية العابثة التي يظنونها أنها الصراط المستقيم، والمهيع الطويل الواسع الجميل القويم .
سفلة الجماهير وما يسقط منها إنحرافآ، وأتلاف الوجود السائب المجتمع الضائع المحتشد المتزاحم المتكاثر من الهبل الأوغاد، وسقط من لم يتأدب رساليآ، ومن هو جاهل مطبق وخفيف من طبقة واحدة من الهبوط الفكري والإنحدار المعرفي، والسقوط الأخلاقي، والإنحراف السلوكي، ومن هو على المنوال والشاكلة، هم من يصنعوا الإله الصنم والرمز الوثن، والطاغية والظالم اللئيم الفرعون، والقائد الفاسد الفاشل والحاكم الظالم المجرم، الذي يجعلون منه ويتخذونه عنوان قيادة، وزعيم ركب قطيع غنم هائج جائع فالت هابش منتقم منحدر. وله السمين من أعلى ثمار الموج، ولهم الفتات المتساقط من هزال المنقعر.
أي إنسان سوي مستقيم، وأي شخصية متوازنة مستوية خلوقة مؤدبة، وأي كائن بشري واع مثقف معتقد، يحترم عقله ووجوده الإيماني..وهو يؤله بشرآ من نفس جنس ذاته، والأولى والأقرب مصداقآ له من أن يؤله نفسه على باقي مصاديق وأمثلة من يريد أن يؤله، وهو المشرك الذي يكفر ويقبل..لما يجعل مع إلله وربه الحق الله سبحانه وتعالى إلاهآ آخر ، ويتخذ منه إله شركة، ووسيلة قربى، وواسطة زلفى، وغاية وصول، وهدف نفخ من هو فارغ هزيل، جاهل صهيل، ناهق نهيق الحمير.
أليست هذه هي الجاهلية بعينها وذاتها، تفكيرآ وإعتقادآ، وإيمانآ وسلوكآ، وتطبعآ وأخلاقآ، بل هي أرذل ...وأهزل ..وأوطأ ..وأسقط ..وأكثر هبوطآ وإنحرافآ..لما عليه الآن مطلق الإنسان من حضارة ومدنية، ووعي وتمييز، وتفكير وتدبي .
كان للجاهليين صلات إنحدار ونسب، وقربى وإرب، وأجداد وأب، وكانوا يتفاخرون بهم ، وإياهم يلتمسون منهم القداسة والإحترام، والأصالة وإقتفاء الأثر، وأنهم الخطوط الحمراء عالية الفولتية كهربة إذا دنا منهم أحد . ومن ذلك الهزال هم أغرف وأنهل، وعليهم الإتكاء وأسماءهم تبتل، وهم ~ في حقيقة الأمر والقول الموثق اليقين ~ الظن الذي لا يغني من الحق شيئآ، والعدم الذي لا ينسل ولا يبرهن على وجود حقيقة أصلها عدم، ولا هو بالدليل الناهض الذي عليه يرتكز، لأن القرآن نبذه وحاربه، وعابه ورفضه، فلماذا أنت على دين الأسلاف تقتفي الأثر، وتتسلك سلوكآ منحرفآ ظالمآ مجرمآ لا يتناسب، ولا ينسجم مع فطرة البشر.
تلك هي جاهليتنا الباهتة السفيلة، الجامدة المتقوقعة،المشركة الكافرة، المتأخرة المتقهقرة، الراجعة المتخلفة، البائسة التعيسة، البليدة السخيفة، التي لا تصلح إلا أن تكون وسيلة من وسائل الإستهزاء والتندر، والضحكة والنكتة، وتقضية وقت في سفساف الأمور التي تهدر الوقت، ولا تهدي قومآ، ولا تجدي نفعآ.
مزيدآ من التأليه البشري الهابط، والتصنيم المتحجر المتقوقع المنتفخ المتورم، وتكثيرآ من الطغاة اللمم والفراعنة القزم، والقادة البكم، والزعماء العورة الختم، وأمناء الأحزاب ورؤوساء التيارات والتجمعات والكتل النائلة، والأساف، والشعرى، واللات، وهبل الوثن والصن.
كفاكم تخلفآ وإنحرافآ، وبهتانآ وإسفافآ، وتصنيمات وتأليهاتآ، وزرع طحالب وأشواك ونبات الصبير الأخضر والأصفر الذابل عطاءآ وثمارآ وحسابآ.
https://telegram.me/buratha