نعيم الهاشمي الخفاجي ||
رعاية المرجعيات الدينية لتوحيد الخطاب السياسي عامل استقرار الأوطان ولنا برعاية البابا للطوائف المسيحية اللبنانية، أنا شخصيا اكن كل الاحترام والتقدير لكافة المرجعيات الدينية للديانات السماوية، بطبيعة اتباع الديانات السماوية هم يقرون بوجود خالق اسمه الله ويحترمون المرجعيات لان المرجعيات هي الصفوة المؤمنة والمحترمة للدين والمذهب الذي يتبعه أتباعهم من المؤمنين، كل الديانات والمذاهب لها وجود، ويجب احترام كل الديانات والمذاهب، ولا يمكن لأي ديانة أو مذهب يقصي الآخرين، وتبقى الأرض له ابدا، بغض النظر عن ما كتب ونقل عن اتباع الديانة المسيحية في الشام وبالذات في لبنان من الكثير من المغرضين و الأفاكين، لكن هناك حقيقة، لولا وجود المسيحيين في لبنان وسوريا لما بقي شيعي ودرزي واحد في بلاد الشام بسبب جرائم الأتراك العثمانيين، لربما البعض يعتقد أن القوات الفرنسية احتلت لبنان في الحرب العالمية الأولى ١٩١٤، ١٩١٧ والحقيقة أن فرنسا احتلت لبنان قبل الحرب العالمية في قرن من الزمان لحماية المسيح من إبادة الأتراك العثمانيين لهم وبفضل حماية المسيح توقفت ابادة الشيعة وإجبارهم على تغيير مذهبهم بالقوة مثل ماحدث في ابادتهم في طرابلس وانهى الاتراك الوجود الشيعي وبقيت قرى صغيرة للعلويين فقط،المرجعيات الدينية تكون محترمة من اتباعها ساسة ومواطنين عاديين، فرنسا عملت دستور للدولة اللبنانية ضمنت مشاركة وتمثيل كل الطوائف، بقي منصب رئاسة الجمهورية للمسيح وبشرط مسيحي ماروني دون غيره، والحكومة للسنة والبرلمان للشيعة، المسيح اللبنانيون يتكونون من طوائف عديدة يتبعون الكنيسة الشرقية، هواهم الديني والروحي مع الكنيسة الشرقية الروسية، وليسوا بروتستان، لكن هم بتواصل مع زعامة العالم المسيحي للفاتيكان، هناك صراعات مسيحية مسيحية في لبنان حول تشكيل الحكومة اللبنانية، البابا فرنسيس بابا الفاتكان وجه دعوة لزعماء المسيح اللبنانيون للحضور الى الفاتكان، اليوم تناقلت المواقع الاخبارية خبر استقبال الرئيس اللبناني ميشال عون، للقائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور جيوسيبي فرانكوني، وسلمه رسالة خطية إلى البابا فرنسيس شكره فيها على دعوته للقاء رؤساء الطوائف المسيحية اللبنانية في الفاتيكان في أول يوليو (تموز) المقبل وعرض فيها للواقع اللبناني..
وضمّن رئيس الجمهورية «الرسالة عرضاً للواقع اللبناني الراهن ورؤيته لدور لبنان واللبنانيين في محيطهم والعالم». وأكد عون أن «اللبنانيين ينظرون بكثير من الأمل والرجاء إلى اللقاء الذي دعا إليه البابا فرنسيس القيادات الروحية المسيحية اللبنانية في الأول من يوليو المقبل في حاضرة الفاتيكان».
وكان البابا فرنسيس قد أعلن أنه سيلتقي في الفاتيكان مع القادة الروحيين المسيحيين اللبنانيين في الأول من يوليو المقبل، «لقضاء يوم من التأمل في وضع البلد المقلق، والصلاة معاً من أجل هبة السلام والاستقرار».
نبارك ذلك للاخوة المسيحيين اللبنانين لتلبية دعوة البابا فرنسيس، نحن بالعراق وخاصة ابناء المكون الشيعي المستهدف من كل هذا الإرهاب والقتل والتآمر من قبل الدول الاستعمارية عبر أدواتهم البعثية والوهابية بحاجة ان تبادر مرجعياتنا الشيعية بالنجف أو في قم في دعوة زعماء أحزاب المكون الشيعي العراقي للجلوس في جلسة للتباحث ووضع حد للصراعات الشخصية بين الكثير من ساسة أحزاب المكون الشيعي وحثهم على توقيع اتفاق على مشروع سياسي ينهي الصراعات الجانبية وبلا شك ينعكس ذلك بشكل إيجابي على بقية المكونات العراقية، لأن إيجاد حلول لخلافات المكون الأكبر ينعكس استقرار المكون الأكبر ايجابيا على المكونات العراقية الاخرى مثل الأكراد والسنة، لا يوجد حيادية عندما نرى تشرذم وخلافات الساسة وبسبب خلافاتهم تسفك دماء وتهدر اموال، على كل من يملك قول كلمة لها تأثير بالواقع السياسي ان يطلب من الساسة التعاون وتوحيد الخطاب السياسي، بلدنا العراق يعاني من صراعات قومية ومذهبية منذ ولادته عام ١٩٢١ وليست وليدة اليوم.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
25.6.2021
https://telegram.me/buratha