حسن المياح ||
( في يوم ما , ظهر رئيس الوزراء الكندي الشاب " جاستين ترودو" يلبس جوارب ملونة فيها رسومات لحيوانات و أشكال ملونة تشبه جوارب الأطفال مما أثار موجة من السخرية و التساؤلات
وفي الأخير تبين أن هذه الجوارب ينتجها معمل صغير في كندا يمتلكه شاب من ذوي الإحتياجات الخاصة مصاب ب "" متلازمة داون ""... وهو ما جعل رئيس الوزراء يلبسها كنوع من الدعم النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة و دعاية مجانية لهذا المصنع الصغير.
عقول راقية ورجال يستحقون السلطة بجدارة ....
كما يقول رسول الهدى والنور صلى الله عليه وآله وسلم..
انما تُنصرون بضعافكم ...
جمال السلطان في تواضعه. )
وتعليقنا هو :: -
إن أقل ما يقال عنه أنه تجسيد لخلق إنساني كريم، وعطف أبوي من مسؤول له شأنه في البلاد.
وأن المشهد دلالة صارخة على إحتقار ومحاربة المادية الرأسمالية المتعجرفة التي لا خلق لها في التعامل البشري، وإنما همها الربح الفاحش، وتحطيم الروح الإنساني، وتسافل الخلق، وإنحطاط الأخلاق وترديها، وسوق البشرية الى الدمار والتحطيم والموت والإختفاء من عالم الوجود.
وما النظام الديمقراطي الرأسمالي إلا إفرازآ من إفرازاتها المقيتة الظالمة القذرة الهابطة الحيوانية السافلة.
وما حادثة الأيتام في العيد المؤلم الموجع اللئيم الظالم الذي لم يعطى الإنسان حقه في حرية الوجود -- وخاصة اليتيم الموصى به من الله تعالى، والذي ينذر بعقوبة شديدة لمن آذى اليتيم ( وأما اليتيم فلا تقهر )، وهذا امر وحكم رباني صارم -- من قبل مصاصي الدم البشري، والدولار الأميركي، والدينار العراقي الهابط قيمة في عالم التصريف، وعدم إستقبالهم في دعارة المادية الحيوانية، ونخاستها الوحشية الآكلة، في مول المنصور العباسي اللئيم الظالم، إلا مصداقآ قذرآ، مليئآ بوباء سوء الخلق والتعامل الإنساني.
وأنه الدليل والبرهان على إنحدار العراق وشعبه المصفق للعلمانية المنحطة والمدنية السافلة، والشيوعية الملحدة، والبعثية الكافرة الداعشية.
وأنه الدليل الواضح الفاضح على صفاقة الشعب العراقي، وسطحية وعيه، وضعف إرادته، وتذلله لطغيان المادة، الذي يقبل التخلي عن عقيدته الإلهية في التوحيد، وإيمانه بوجود الله تعالى، وخلقه الاسلامي القويم، ويستبدله بما هو أدنى وأحط وأسفل وأقذر نظام حياة يقوم على أساس الديمقراطية الرأسمالية البشعة الناقمة الظالمة الهالكة للوجود البشري.
وفيه شيء كبير من روح الشيوعية الكافرة القذرة في جانبها المادي الهابط الذي يدعو الى النظر النازل المنحط المتسافل الى الدنا من الوجود الحيواني على الأرض، ولا يريد أن يرفع من وجوده وشأنه في عالم الوجود، ويعيش حياة الإنسان الحقيقي الذي هو مثال الوجود الإلهي، ويرفع رأسه ونظره وتطلعه وطموحه الى العلى والسمو والسموق في الأعالي، والإنفتاح على الفيض السماوي الصادر من الجليل جل وعلا، وذلك من خلال تطبيق منهج الله تعالى كنظام حياتي ينسجم مع فطرة الإنسان، وجبلة خلقته، ويوفر له كل إحتياجاته، وما يرنو اليه من تطلع حضاري، وطموح إنساني كريم، نحو التطور العلائقي، والترابط الإجتماعي، والرقي الإنساني، في عالم الحياة والوجود.
ولا نطيل في العيد، لأن الوقت ليس ملكنا. ولكن الذي كتبناه، فيه موعظة لإيقاظ الوعي المخبوء تحت ضلال المادية، والنزوع الى إشباع غريزة حب الذات التي تجر الإنسان هبوطآ وتسافلآ وإنحدارآ الى مهابط العيش الحيواني الرذيل، ومجتمع الإفتراس والإنقضاض على الآخر، بدلآ من التسامي في عالم الإنسانية، والعيش المتحضر، والإنفتاح على الآخر بروح التعاون والتجاذب والحوار الجاد الذي يبني حياة، ويقيم علاقات إجتماعية إنسانية بروح المودة والحب والتآلف الأخوي بين جنس البشر على أساس المنهج الإلهي القويم، والنظام الإجتماعي الأصلح، الذي أساسه وقاعدته الإسلام دين الإنسانية الخاتم والخالد.
https://telegram.me/buratha