حسن المياح ||
( ملاحظة : هذا الشرح والتفصيل ينطبق على كل شخص يدعي أو يزعم أنه كذا وكذا , وهو في حقيقة أمره لا يمكن أن يكون كذا أو كذا )
تحاول النكرة مهما أوتيت من قوة ~ وهي سلب وجود معرفة ~ أن تكون معرفة , ولا أقول المعرفة , وشتان بين مفهوم ( معرفة ) أيآ كانت , و( المعرفة ) المعينة المعلومة التي لا تحتاج الى تعريف أو تفصيل . وذلك لأن النكرة هي ~ لو أردنا أن نرفع من شأنها ~ في الدرك الأسفل المغمور الذي لا ترى أشعة الشمس أو قل بعض من إشراقها , لأنها لا قابلية لها لتلقي فيض الإشراق , وإذا كان القابل معدومآ أو ضعيفآ , فلا جديد تحت الشمس ليكون موضوع أشراق . ولكن هذا لا يعني نضوب الإشراق المعرفي أو زواله ; وإنما وجوده ثابت محقق واقع وموجود على الدوام , ولكنه يفتقر الى الموضوع الذي له قابلية ( تقبل فيض الإشراق ) حتى يفيض من إشراقه عليه , فيكتسب بعض الفيض الإشراقي حسب طاقة وعائه الذي يكتسب الإشراق , فيكون بعضآ من المعرفة , أو قل إنه جزء متحصل مما أفاضتها المعرفة من إشراق معرفي الذي يجعل منه موضوع إقتراب من كسب معرفي , وبعدما تتوسع طاقة إستيعابه من خلال الفيض الإشراقي المتدرج , فيصبح عندذاك معرفة , وربما يشار اليه أنه معرفة لما فيه من مميزات وخواص المعرف..وهذا لا يكون , لإنه سالبة بإنتفاء الموضوع.
وهذا لا يكون بالفرض والقسر والإكراه ; وإنما بالقابلية والإستعداد . وعليه فإن فلسفة (خالف تعرف ) هي كسب مظهر خارجي , لا وجود واقعي له , وإنما هو شوشرة كسب وجود والذي هو عدم , وثرثرة قوام والذي هو خيال . حيث أن المعرفة هي موضوع وواقع وحقيقة; لا توهم أو خيال أو تصور بسيط لا يعبر عن وجود حقيقي.
وتلك هي دعاوى من يشذ عن خط الإستقامة ظنآ منه أنه جادة مستوية , أو أنه مهيع طريق سالك , أو أنه سبيل يشار اليه بالبنان . والسبب هو أن فاقد الشيء لا يكونه , ولا يتمثله , ولا يتقومه.
https://telegram.me/buratha