حسن المياح ||
· الإنتماء الواعي والولاء الراسخ أم وإنتفاخ الذات
الذي يتخلي عن إنتماءه الرسالي العقيدي وإرتباطه التنظيمي من أجل مركز , أو منصب , أو وظيفة زائلة مترجرجة ذاهبة مورطة , لهو الدليل الصارخ الفاضح على التوجه الدنيوي المادي المنحدر , واللاثبات على المباديء والقيم والمثل والأخلاق , والنكوص والتراجع عن مواصلة الكدح العامل الصاعد نحو المثل الأعلى المطلق , وأنه الإنحراف الرذيل السافل الى تحقيق حب الذات وهيمنة الأنا الأمارة السائقة لإرتكاب الفواحش , واللاغية للآخر وجودآ ومشاركة وعيشآ إنسانيآ رغيدآ كريمآ , ..... إلا أن يقيم حقآ وعدلآ ويدفع ظلمآ وباطلآ , ويقضي على الفساد بكل أنواعه وأشكاله , ويجتث كل فاسد مجرم ظالم من تصدى للمسؤولية وتحمل الأمانة وهو لم يصنها ولم يحفظها ولم يؤدها أداء حسنآ.
أصبح من مودة العصر وتحضر الحال ووقدة الذهن وحدة وشدة الذكاء , أن يتخذ الإنتماء العقيدي والتنظيم الحزبي وسيلة للوصول الى غاية دنيوية مادية وحياة ترف ورفاه , ورفل بإنتفاخ وردح بتورم وفخر بإنتفاش على حساب أخيه الإنسان المشارك له في الوجود والعيش العزيز الكريم , وسلمآ لإرتقاء منصب وتقلد وظيفة لتحقيق المآرب التي يصبو اليها , والتي يرجوها لتحقيق رخاءه وبذخه على حساب ظلم وحرمان أخيه الذي شاركة الآلام وإكتوى معه بأشد ألوان العذاب وضروب المحن , ناكرآ لروح الأخوة ومتنكرآ لعلائق العيش المشترك وروابط الحب الأخوي وحبل المودة المتين .
ولقد صدق فخر الكائنات رسول الله الأعظم ونبيه الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وإله حين شخص حال الناس بدقة , وصور خصال وجودهم بنظرة وحيانية بكل يقين وإتقان وحكمة , يوم قال وأكد , وحذر ونبه :
يأتي يوم على أمتي يكون دينهم دنانيرهم , وقبلتهم نساءهم .
وقد كان وأصبح وصار هذا الواقع في مشهد واضح جلي ممارس . فقد بيعت العقيدة الإلهية , وتخلي عن الإنتماء الرسالي الواعي , وهجر الولاء الإيماني , وذاب الوعي وإنصهر وتحول الى رغبة جامحة وشوق لاهف من أجل بريق الوظيفة , ووميض المنصب , وتلأليء الدينار ووهج الدولار . وأصبحت بوصلة التوجه والإتجاه هي رضا الزوجة المسترخية المتغنجة , والحبيبة الدلوع المتلهفة , والصديقة اللهوب المتوقدة , والمرأة اللعوب المستعرة الشبقة .
وقانا الله جميعآ شر الإنحراف , وضياع العقيدة , وخسران وفقدان الإيمان وذوبان الوعي الرسالي , في كل عصر ودهر , وفي كل آن ويوم وشهر .
https://telegram.me/buratha