🖊ماجد الشويلي
إن تبني فصل الدين عن السياسة؛ لا يقف عند حد محاولة إقصاء الدين عن إدارة شؤون الدولة ، بل يتعدى هذا المبدأ ليطال جملة من الأسس المبدأية والعقائدية ،
ويلقي بظلاله الداكنة على نافذة البصيرة ، ليحول دون رؤيتها الواقعية والعميقة، لمسار الأحداث والوقائع التي تنسجها يد الغيب الإلهي وفقاً لمشيئة الله سبحان.
إن ذلك الفصل الا مبرَر أعطب مدركات إكساس بعضهم وأعياها عن تلمس الآيات الآفاقية.
بل ورؤيتها بشكل مغاير ومعكوس .
ومن دون أدنى شك أن رؤية الواقعة والحدث ، ورؤية المسار الذي تمضي فيه تلك الأحداث بشكل مغاير لما تسير عليه ، له ارتدادات سياسية وعقائدية كبرى سواء التفت اليها المرء أو لم يلتفت.
كأولئك الذين غفلوا عن مواطن القوة في الأمة الإسلامية ، والنجاحات التي تحققها والانتصارات التي تنجزها .
ولعل البعض لم يك غافلاً عنها وإنما متغافل أو حاقد ، أغبشته عتمة الضغينة والحنق ، فما عاد يرى للنور من أثر.
ولقد كان للثورة الإسلامية المباركة ومفجرها الامام الخميني وقائدها السيد الخامنئي النصيب الأوفر من ذلك الإعراض والتعتيم والتشويش على ما رافق انطلاقتها من آيات آفاقية تشي بأن هذه الثورة ولدت كحدث مفصلي ليس في تأريخنا المعاصر فحسب بل في تاريخ الإسلام.
فما نجم عنها من بركات وقدمته من براهين المواقف والمعطيات التي أسهمت بتقهقر القوى المستكبرة عالميا ، يعد آية عظيمة من آياته سبحانه في الآفاق ، ليبرهن لعباده أنه الحق من ربهم...
وكثمرة يانعة لتلك الثورة الإسلامية المباركة هو ما يجري اليوم في فلسطين من تحول وتبدل في موازين القوى لصالح الشعب الفلسطيني ، لم تعهده القضية الفلسطينية مذ نكبتها الأولى.
وإلا فيمكن للمتفحص أن يجول بخاطره ويتصور ، لو أن الثورة الإسلامية في إيران لم يكتب لها النجاح ، وأن الجمهورية الإسلامية لم تقام ؛ فما هو حال القضية الفلسطينية والفلسطينيين.
هل يمكن أن تكون لهم مقاومة وقدرة بهذا القدر .
مطلقاً لا .
لكن ألا يجدر بنا أن نلتفت إلى أن متعلق مشيئة الله سبحانه بظهور هذه الدلائل العظيمة دال على صوابية منهجيتها وخواء مناوئيها والمتندرين عليها.
وأن الدين لايمكن فصله عن السياسة في ظل سياسة عالمية تسعى لطمر الدين وإقصائه حتى عن الحياة الإجتماعية .
https://telegram.me/buratha