حسن المياح ||
إنه شعار جليل ضخم , ضخامته بقدر مضمونه وما يدعو اليه من منهج وسيرة وسلوك , وهو يتطلب وعيآ نافذآ وبصيرة لا يشوبها غبش أو درن أو ركام خزعبلات وبهارج دنيا , وقلب مفتوح على الإيمان, ويحتاج الى إحساس نابه دقيق , وشعور مؤمن كريم مستقيم ليبصر واعيه وفاهمه الحياة نورآ وإشراقآ .
وأنه شعار كبير عظيم شامل عام , يناغي ويربي وينظم ويهذب فطرة الإنسان , ولا يفهمه حق فهمه ويعيه تمام وعيه إلا المؤمن الواعي الحركي الذي يسلك خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله على خطى دين الإسلام .
ما أعظمك من شعار متلأليء, وما أبلجلك من عنوان مشع, وما أوضحك من هداية طريق ومنار دلالة , وما أعلمك وضوحآ من إشارة سلوك طريق!
المؤمن الرسالي الذي آمن بالله ربآ إلاهآ واحدآ , وبالإسلام دينآ خاتمآ , فإنه يعي هدف هذا الشعار, ويفهم غايته بكل وضوح , لإنه في حركة مستمرة في الوعي المنفتح لتلقي تشريعات عقيدة التوحيد الرسالية من خلال دستورها المبين القرآن الكريم .
كلا..كلا, أداة ردع ورفض , ولعن وإبعاد , وتحجيم وتصغير , ونهي وزجر , وكل ما هو مرفوض ومتخلى عنه لعدم صلاحية وجوده قيادة وإيمانآ , ومرجعآ وتشريعآ , وسلوكآ وسيرة , ونظامآ ومنهجآوقد كررها الشعار مرتين تأكيدآ لرفض جازم , وردع حاسم , وحرب دائم , وجهاد مكافح ناقم لازم .. وتلك هي لغتنا العربية التي أنزل بها القرآن مضمونآ وكلامآ..
كلا أداة منع وإحتقار , ونهي ودفن وإطمار , وسلب ودفع ونفار..إنها أداة رفض لوجود كبديل وإلغاء لتشريعات , وحظر إقتفاء , وطرد قيادة أو تصدر متصد أو إستئثار .
وأميركا في الشعار المقصود منها كل آيدلوجية وضعية تضع نفسها بمستوى وموازاة وبديلآ عن عقيدة لا إله إلا الله في التعبيد والتشريع , والطاعة والإيمان , والإلتزام والسلوك , والمسيرة والأخلاق, ومن تلك النماذج الهزيلة التافعة الرخيصة المنخفضة السافلة مما وضعها البشر الإنسان المنخفض الوعي إحاطة , المحدود التفكير والإستيعاب أستقصاءآ وإستقراءآ وشمولآهي , الشيوعية اليوتوبيا الخواء الخيال , والإشتراكية بمختلف أنواعها وولاداتها وتلفيقاته , والماركسية علميتها وغيرها من تفتقات الذهن البشري في المركسة والتحليل الماركسي الذي ينسل ذاته وجودآ غاشآ خادعآ بثوب إستنتاج علمي وإعمال فكر وعملية تفكير منتج بإبداع تفرعات وحنايا ودروب وتشعبات , والرأسمالية بكل تشعباتها وتخرصاتها الهالكة وتفريعاتها , والليبرالية والعلمانية والعولمة , والراديكال المتزمت المتطرف والوجودية بكل أصناف تفكيرها , ومدارس الشك والنسبية , والإتجاهات الفوضوية والمدرسة المنطقية الوضعية الحسية , وكل مذاهب الحس الخالص والتجريب المنفرد من نظريات ومعتقدات معرفة .
كلها مرفوضة طبقآ للفهم المنفتح والوعي الجاد لما في الشعار من مضمون ومحتوى , ( كلا كلا أمريكا ) لأن أميركا هي أم المصائب والكوارث , والأمراض والبلايا , وأساس الظلم والإجرام , وصنمية الإستكبار ووثنية الإستعمار .
وعلى أساس مضمون ومحتوى ودعوة الشعار , يجب علينا نحن الرساليين الواعين أن نرفض أميركا آيدلوجية ومعتقدات , وقوانينآ وتشريعات , وأوامر وفروضات وفرمانات , وسلطة وقيادات , وسلطانآ وإحتلالات , ونفوذآ وتصرفات , ووجودآ وقواعد عسكرية مبنيات رابضات جاثيات, وما الى ذلك مما يمت الى أميركا طغيانآ وإستكبارآ , وظلمآ وإلحادآ , وتفريقآ وتمزيقآ للمجتمعات , وإستغلالآ ونهبآ للكنوز والذخائر والثروات والخيرات , وفرهدة كل ما هو من موجودات .
( كلا كلا إستعمار )
رفض جازم , وقلع حازم , وشلع دائم , لكل قدم وجود لإستعمار , مهما كان الزي المادي والقوام المعنوي الذي هو فيه وعليه ذلك المستعمر المحتل المعتدي الغاشم , الذي يستعبد ويتحكم , ويعطي ويمنع , ويقود ويتصرف , ويسن ويقنن , ويفرض ويعمل , ويقتل ويعتقل ,وما الى ذلك من عبث وإجرام , وتخريب وتدمير .
فلا يمكن القبول والرضوخ , والإنصياع والإستحمار , والإستعباد والعمالة , والخيانة والتملق , لذلك المرض والداء المميت الذي أسمه إستعمار . ولا إمبريالية إطلاقآ ... ما دام هناك شعار صارخ فاضح , فصيح صريح , مبين كاشف , مرفوع محتذى مرفرف ..... , مدوي لائح , يقول ( كلا كلا إستعمار ) ..
( كلا كلا شيطان )
شعار نافذ مفلق , ثوري مدو هازم , جدير نابه , واع محفز , مدقق مصيب .
الشيطان كما هو في القرآن واضح تمام الوضوح , فهو يتمثل صورة بمختلف الهيئات والأشكال , مادييها ومعنويها , فهو بمثابة إنسان طاغ يؤله نفسه , وهو فكرة نقمة مشوشة تدخل العقول فتفسدها وتدمرها , وهو كيان سالب حاقد ناهب ثروات ومحتل أماكن ستراتجيك تنطلق منه شروره وآثامه وإعتداءاته وإحتلالاته , وهو يتمثل دنيا زاهية جميلة مزركشة متبرقعة متمكيجة أصباغ جذب بجمال زائف مغادر ليستهوي القلوب والعقول والأفئدة بغش وخداع , وهو حزب وتيار وتجمع وتكتل وإءتلاف مصلحة غادرة ومنفعة خادعة تستأثر النفع للذات المجرمة المنحرفة بظلم وحرمان ونهب وإستغلال وسرقة وسلب وتشريد وتهجير وما الى ذلك من جنون الذات اللامهذبة المجرمة السافلة , وهو المسؤول الذي يمني خيالآ دعاية إنتخابات ويوعد زيفآ ويكذب سفسطة ويدجل إفتراءات وتصفيطات كلمات منمقة معسولة ملؤها الحقد واللؤم والإجرام والإنتقام .
ولا نطيل حتى لا يحل السأم والضجر , ولا نفصل حتى لا نبخس أحدآ وعيه ونباهته , فنقول خلاصة:
( كلا كلا أمريكا , وإستعمار , وشيطان ) شعار ثوري شجاع , ملؤه حكمة ويقين , وفهم وإستيعاب , ونباهة وإنفتاح , وتوعية وتبصير , وما الى ذلك من جذب وعي وتحذير ومفهومية وإنفتاح .
فلا نلقلقه طربة لسان , ولا نذكره حركة شفاه , ولا ننطقه ترديد ألفاظ خاوية , ولا نموسقه ترنيمة موسيقى جاز أو روكندرول; وإنما هو منهج حياة , وطريق خط إستقامة وعي , ومذهب معرفي صادق بهيج واضح , يتعلمه الناس وعاية ودراية , وفهمآ وإيمانآ , وسلوكآ فرديآ وسيرة حياة مجتمع .
وهو شعار صادح كريم ... يدعو الى عبادة الله سبحانه وتعالى أحدآ أحدآ عقيدة وتشريعات , وإيمانآ ومنهج حياة , وسلوكآ وقيمآ خلقية كريمة .
https://telegram.me/buratha