رياض البغدادي ||
مختصر تفسير الآيات ( ٤٥-٤٩ ) من سورة (المؤمنون)
بسم الله الرحمن الرحيم " ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)"
قوله تعالى "بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ " اختلفوا في الآيات فعن ابن عباس إنها الآيات التسع وهي العصا واليد والجراد والقُمَّل والضفادع والدم وانفلاق البحر والسنون والنقص من الثمرات وقيل ، بآياتنا أي بديننا ،فلو كان يقصد المعجزت فإن السلطان المبين أيضا معجز ، وهذا يلزم عطف الشيء على نفسه إلا إن الرازي يرد على ذلك بثلاثة وجوه :
الاول – ربما أريد بالسلطان المبين هو العصا لان أغلب المعجزات قد تعلق بها .
الثاني – يجوز أن يراد بالآيات تلك المعجزات نفسها والسلطان المبين ،كيفية دلالتها على الصدق .
الثالث – السلطان المبين هو إستيلاء موسى (ع) عليهم .
واعلم أن الآية تدل على إن معجزات موسى هي ذاتها معجزات هارون . ثم إن الله تعالى حكى عن صفات فرعون وقومه ثم ذكر شبهتهم ، فأما الصفة فكانت الإستكبار والأَنَفة وأنهم كانوا قوماً عالين، أي رفيعي الحال في إمور الدنيا .
وأما شبهتهم فهي قولهم " أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ " وهي مبنية على أمرين :
1. كونهم من البشر وقد تقدم الكلام عليه .
2. أنهم كانوا كالخدم والعبيد وإنما حسبهم عابدين ذلك راجع الى اعتقاده أن كل سكان مملكته هم بالضرورة عابدين له .
قوله تعالى " فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ " الإهلاك كان علة تكذيبهم فجاءت فاء التعقيب تدل على ذلك ،لأن الإهلاك لم يأتِ بعد التكذيب مباشرة .
وقوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) الضمير في لعلهم لا يمكن رجوعه الى فرعون لأن الكتاب إنما نزل بعد هلاك فرعون، فالضمير راجع الى موسى وقومه .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha