د. علي المؤمن ||
تتضخم التحديات في عوالمنا، وكلها أولويات تستحق التفرغ لمواجهتها، أو هكذا يعتقد كل إنسان حيال الأولوية التي يراها مقدمة على غيرها من التحديات.
بعض الأصدقاء الجزائريين دعوني الى المشاركة الفاعلة في كروبهم المخصص لمناهضة الإلحاد، وكانوا يصرون على أن أترك كل كتاباتي وأرابط في الكروب، لأن مواجهة الإلحاد فكرياً؛ لها الأولوية، وإلا سأقف طويلاً أمام الله.
أحبة مصريون لديهم كروب لمواجهة إشكالات المسيحيين والمستشرقين ضد النبي محمد والإسلام.
تجمع وحدوي عراقي كبير (سني شيعي)، أولويته مواجهة التفرقة والوهابية.
أصدقاء خليجيون أولويتهم التفاهم العربي الإيراني الستراتيجي، ويرون ان أكرس جهودي لهذا الموضوع الأهم على الاطلاق من وجهة نظرهم.
تجمع نخبوي عراقي مهم، لديه أولوية وطنية عنوانها التخطيط الستراتيجي للواقع والمستقبل العراقي.
أخوة عراقيون: فيليون وتركمان وشبك، كل منهم لديه كروب كبير، ويهمهم رفع الظلم والحيف عنهم، وهم يعلمون حبي لهم وتعاطفي معهم، .
نخب عراقية ولبنانية وبحرانية تريد توحيد خطاب الشيعة العرب وجهودهم الفكرية والثقافية.
كروبات أولويتها تجديد الفكر الإسلامي لمواكبة متطلبات الواقع والمستقبل، وتعتقد أن التفرغ لهذا العمل فيه خير الدنيا والآخرة.
فضلاً عن كم هائل من الرسائل على الخاص او الوتساب وتلغرام تلح على أهمية البحث في موضوعات معينة أو الرد على كتابات وأفكار محددة، وترى أن السكوت حيالها لايجوز بكل المعايير.
كل فرد وجماعة يعتقد أن موضوعه له الأولوية في الحياة، وأن مواجهة التحدي الذي يعده الأهم؛ فيه توفيق الدنيا والآخرة. وأعتقد أن الجميع على حق، من زاوية نظره.
ومع قناعتي بالأهمية الكبرى لكل تلك الموضوعات والتحديات، وضرورة إيفائها حقها، وإعطائها حيزاً من وقت كل باحث وكاتب ومثقف، ولكن؛ يبقى لي كما لغيري، الحق في تحديد أولوياتي في النشاط الفكري والبحثي والثقافي، ورؤيتي في تنظيمها وتحديد الزمان المناسب لها، على أساس الإمكانيات والوقت.
https://telegram.me/buratha