د. ميمون الخالدي ||
"عروس الفرات" للكاتب علي المؤمن هي رواية سياسية اجتماعية وثقت لحقبة زمنية عانی فيها المجتمع العراقي من ظلم النظام السابق واستبداده، وهذه الرواية بمثابة وثيقة تأريخية تدون ما جری في تلك المرحلة.
تبدأ أحداثها بسرد بسيط تلقائي ثم تتصاعد ليصل السرد الی فنية عالية ولاسيما في السجن ،حيث وُضعت عائلة عبد الرزاق الموسوي فيه، كان تركيز المؤمن علی الحدث اكثر من تركيزه علی العناصر الأخری، فغايته بيان واقعة الظلم والسجن والإعدام الذي تعرضت له هذه العائلةولو تحرر من عاطفته أكثر لاستطاع أن يسبر الغور في نفوس أبطال الرواية ويبين لنا حالاتها النفسية وما مرت به تحت وطأة هذه الظروف القاسية!!
علي المؤمن اختار عنوان (عروس الفرات) وهو ينفتح علی تأويلات عديدة، ففي الرواية أكثر من شخصية نسائية يمكن أن تكون هي عروس الفرات، فهناك (زهراء ) تلك العروس التي أعدموا خطيبها (صلاح عبد الرزاق) وفجعوا به العائلتين، وهناك (ياسمين) زوجة أحمد الذي استمر حضورها في الرواية الی النهاية، وهناك (شيماء) تلك الشابة الشجاعة الشامخة التي تم الاعتداء عليها ثم إعدامها،فكل شخصية من هذه الشخصيات النسائية يمكن أن تكون هي (عروس الفرات).
هذه الرواية لم تمتد لفترة زمنية طويلة،أي أنها محدودة الزمان والمكان، والأحداث فيها متسارعة ،وهذا راجع أيضا الی عاطفة الكاتب التي جعلته ينحاز الی الحدث عل حساب العناصر الأخری كما ذكرنا سابقا.
"عروس الفرات": رواية تصلح لأن تكون عملاً فنياً سينمائياً، وليس درامياً، لمحدودية زمنها كما ذكرنا، وأتمنی أن أراها قريبا علی الشاشة ؛لأنها توثق معاناة العراقيين وتجسد آلامهم وعذاباتهم في تلك الحقبة.
أخيرا، هذه الرواية أسلوبها سلس سهل، ولغتها شعرية، ولاسيما في ذروة الحدث، أي أثناء السجن والتعذيب، وبالأخص حديث (شيماء) فكان بمثابة مناجاة عذبة، وأنا أری حوارها مع والدها وحوارها مع نفسها(المونولوج الداخلي) أجمل مشاهد الرواية.
ولايسعني بعد هذه القراءة السريعة إلاّ أن أدعو مرة أخری لتجسيد هذه الرواية فنياً، وهذا ضرورة نحتاجها لحفظ الحقوق ولتوثيق الأحداث وإثبات الوقائع.
https://telegram.me/buratha