حسن المياح ||
إذا كانت هذه غايتكم , فأين الخط الرسالي المكلفين بحمل مسؤولية همه وتطبيقه على أرض الواقع, لكي تنتشلوا الناس من الولوغ بحب الدنيا على حساب الآخرة .
كيف تكونون ذلك وأنتم المصداق الحقيقي النموذجي للتكالب على الدنيا , وإغتنام بهارجها ومادياتها , والفوز بزهوها وملاذها , والتمتع بإلتذاذاتها وحلوها , وخزن وتكديس مكتسبات شره خداعها وبلاءاتها , والإنحراف والسقوط في إبتلاءاتها وإختباراتها .
ألم تظهر هذه الدنيا بزركشتها وبهرجتها , وجمالها وجاذبيتها , الى إمامكم علي بن أبي طالب عليه السلام , المؤمن الواعي الزاهد , ولم تغره ولم تخدعه, ولم توقعه في شراك مكتسباتها وجواذب منافعها, وقد نهرها , وبذها , وطردها , وطلقها طلاقآ بائنآ بينونة كبرى قاطعآ لا رجعة له فيها اليها , أو ميل لها اليه ليتزوجها بكورآ , ويستغل , أو قل يستفيد ويستثمر جمالها الصاعق , وجذبها القاتل , وعطاءها المثمر , ويكون في هناء ونهنهة , وترف وثراء ..وووو .
لكنه قال لها هيهات هيهات .... ; وأنتم أجبتموها هيت لك هيت , وقلوبنا مفتوحة اليك بكل وله وترحاب .
وقال علي لها أعزبي عني ..... ; وقلتم أنتم لها نحن عبيد لك متهالكون , نحرق الأخضر واليابس من أجل أن نحوز قصب السبق اليك , ولو زحفآ زحفآ , حفاة , عراة .
وقال علي للدنيا لقد طلقت ثلاثآ, وقلتم أنتم لها : أهلآ ومرحبآ , ونحن نهيم بك عبادة وصنمية , أذلاء مهانين .
وقد تبين عنده الحق وأشرق نور الحكمة على لسانه الطيب الطاهر , وقال حكمته المدوية صدوحآ وكشفآ واضحآ : عند الصباح يحمد القوم السرى ..... وما أعظمها من فطنة ووعي , وما أكبرها وأجلها من عقيدة وإيمان , وما أزهاها من إشراقة تفكير وتبلج نور حكمة .
وأنتم تجرون ذيول الخيبة والفشل, وتعيشون الإنحراف والسقوط .
ألا يحق لنا أن نقول : أنتم منافقون , مراءون , دنيويون , متقلبو العقيدة , صبغ الإيمان لا صبغة عقيدة لا إله إلا الله .
أنتم تقولون مكاسب دنيوية , متبادلة على أساس التنافس والصراع , والتقاتل والتهريج , والتسقيط والإرهاب , وهذه هي غاية وجودكم .
والقرآن الحكيم الكريم يقول : ( الذين إن مكناهم في الأرض , أقاموا الصلاة , وآتوا الزكاة , وأمروا بالمعروف , ونهوا عن المنكر , ولله عاقبة الأمور . الحج الآية ٤١ .
فأين موقعكم جميعآ , وفقآ لمنطوق ومضمون الإية الكريمة .
أخبرونا إن كنتم صالحين ومصلحين..
https://telegram.me/buratha