حسن المياح ||
مسرحية الموازنة الهزلية المهزلة الهازلة, المتورمة المنتفشة
إنها مسرحية هزال ومهزلة ونكتة , وضحك وسخافة وسخرية, تأثيرها ألم ودموع بدلآ من ضحكات وفرفشة , لأنها تقتصر على شلة مجرمة حاقدة , حاكمة ظالمة ; وليست لشعب تعداده يفوق الثلاثين مليونآ نسمة من البشر والناس ..
إنها مهزلة تافهة , راجفة خادعة , سخيفة راذلة , لأن المنتفعين منها هم القلة الحاكمة المجرمة , المختلفون فيما بينهم محاصصة على ما لا يملكون , ولا هو الأجر الممنون أو غير الممنون ; وإنما على ما ينهبون ويسرقون من ثروات الشعب العراقي .
فهي مهزلة تثير الضحك المؤلم , والسخرية الأليمة الموجعة , على ما ينهب من حقوق وقوت عيش ناس . وأنها متورمة لضخامة مبالغها دولارات أميركية مستعمرة (بكسر الميم) , ودنانير عراقية مستعمرة ( فتح الميم) متغيرة قيمة نحو النزول , هابطة خمسة وعشرين رقمآ عن سعر الصرف السابق الذي كان .
ومنتفشة لأنها تريش الحاكم الظالم الفاسد , السارق الناهب , الناقم السافل , وتترفه هو وعائلته , والمقربين من حزبه , والهمج الرعاع التابعين جهلإ وجهالة من تياره وتجمعه الأثيم اللئيم وعصابته المجرمة ومافيته القاتلة, وأنهم ينامون على فراش وتكايا الدمقس والحرير , ويتقلبون نزوة نجاسة , وشهوة رجاسة , ورغبة وكاسة , بإثم فاحش رذيل ومنكر معتد سفيل , يبغضه الله سبحانه وتعالى ويحرمه , ويعاقب عليه دنيآ وآخرة .
ولكن
هم المفرفشون, المترفون, المنتفشون, المتطوسسون, أشكال نهب وألوان سرقات وأنواع ظلم وفنون إجرام ووسائل إنتقام ..
وهم العملاء الجبناء , المقادون من رقابهم كالجمال المغشوشة المهانة المتدلية الرخيصة المباعة , يوم جاءوا ذيولآ مجرورة بذلة وخنوع , وجراءآ جائعة ملتهبة خماصة بطون فارغة هزيلة ضعيفة , خلف دبابات المحتل الأميركي المستكبر , المجرم الناهب , الناقم الظالم, وأنهم قروده تقافزآ عمالة وخضوعآ , وأنهم خراف جزر وذبح طعمة للكلاب المتوحشة المتهارشة , لما يقضى الوطر منهم ومن توظيفهم عملاء أذلاء مأجورين بقدر ما يقدمون من عمالة وخيانة وبيع ضمير ووطنية , وتنازل عن العقيدة والكرامة الإنسانية ..
والحمار ~ وهو أشرف منهم وأرقى وأنظف , وأعلى مرتبة ودرجة , وأسمى مقامآ وتقديرآ ~ يحمل الأسفار والكنوز بأجره , ويؤدي وظيفته بشرف وحلال , وهو حيوان .
وهؤلاء هم الأضل من الحمار لأنهم يخونون ويغدرون , ويتنازلون عن العقيدة ويبيعون الأوطان ويخيسون , ويجرمون , وأجندات المحتل المستعمر عليها يحافظون وإياها ينفذون بكل ذلة ومهانة , وشيطنة ورذالة , وفخر وإعنزاز ..
موازنة عام ٢٠٢١م , ليست موازنة إقتصادية ومعالجة إحتياجات ومتطلبات وإستثمار وطني وما الى ذلك من فوائد ومنافع عامة وأغراض وأهداف وغايات; وإنما هي موازنة سياسية تخص ذات المسؤول السياسي الحاكم , والمتسلط , وصاحب النفوذ , ليس إلا, وأنها غنيمة محاصصة شريعة غاب محصورة بينهم, والحصة الأكبر للأسد والنمر فيهم عمالة وإجرامآ , وظلمآ وعدوانآ, وتفاليس الحصة الى بنات آوى والحشرات والبعوض والزعانف الزاحفة منهم التبع الآثمين .
والشعب العراقي خائف من الفقر, راجف من الجوع ., مستقر وادع نفسه مسترخ على الذل راكن في البيت كشيء من أشياءه الجامدة الساكنة الخادمة , منتظر رحمة الله خنوعآ وضعفآ وبلادة , لأنه لا يحرك ساكنآ بالرغم من أن كل شيء هو بيده وطوع إرادته ..
وما حركة وتحرك تشرين وغيرها إلا مثالآ على التأثير والتغيير , والقلع والدفع .
ولا أظن أن الشعب العراقي يجهل ذلك; لكنه متقاعد متكاسل , متواكل غير متوكل , يريد كل شيء حاضرآ أمامه بدون تعب ولا مجاهدة وهذا لا يكون .
https://telegram.me/buratha