🖊 ماجد الشويلي ||
كلما في الأمر أن النظام العالمي في تحول.
نعم لايمكن التكهن بمعالم صيرورته الأخيرة، لكن الجميع متفقون على أن النظام العالمي الحالي أزف رحيله.
أمريكا تسعى بكل ما أوتيت من قوة وامكانيات للحفاظ على تفوقها في النظام الجديد ، وعلى ما يبدو أنها قد استصعبت الحفاظ على هيمنتها العالمية من جديد.
فالتفوق الذي كان ميزة خاصة أغرت ساسة الولايات المتحدة لفرض هيمنتهم على العالم ، لم يعد وحده القادر على إمضاء هذه الهيمنة الى حد النهاية.
نعم قد تتحين الفرصة السانحة لاعادة سطوتها على العالم من جديد ، فيما لو بوشر بتحديد شكله النهائي وخصائصه الختامية ، وهو مايجري بالفعل.
لكن من المؤكد ان الدول الموتورة من النظام العالمي الحالي ليست مستاءة من تفوق الولايات المتحدة بقدر ما هي متبرمة من نزعتها الايدلوجية للهيمنة والاستعلاء.
ولذا فإن من يستتبع ويستقرئ ما تقوم به الصين والجمهورية الإسلامية وروسيا وغيرها من دول العالم المتضررة من سياسات أمريكا ، يتلمس بل ويتيقن أن قراراً أمميا صارماً قد اتخذ بعدم الرضوخ والإستكانة للغطرسة الأمريكية ، والعمل على صياغة نظام عالمي جديد ، يرتكز على قيم المساواة والعدالة الحقيقية.
إن هذا التحول نحو النظام العالمي الجديد يعتمد في بواكيره على متانة التكامل الإقتصادي، وتشبيك المصالح المتكافئة بين دول العالم.
نظام يحتل فيه طريق الحرير موضع الشريان الأبهر بالنسبة لجسد الإنسان.
لذا حتى الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة وتربطها معها تحالفات تأريخية ، حاولت أن تجد لها مقعدا في طريق الحرير ولو بالخفية، خشية أثارة غضب الأمريكان.
في الوقت الذي مضت فيه بمحاولة إيجاد طرق تجارية وشبكات نقل للطاقة تقطع طريق الحرير أو لتفقده أهميته.
ولأن ما يهمنا هو العراق ولأهميته الجيوبولتيكية ، فإنه يقع في قلب طريق الحرير . ما يعني أنه في قلب عاصفة التغيير إن لم نكن مبالغين فهو من أهم ميادين الحسم لشكل النظام العالمي الجديد .
ولذا يجري عليه من الضغوطات السياسية والأمنية والإقتصادية الشئ المهول.
وما يضاعف من أهمية العراق أن تأثيراته بالإنحياز لأحد القطبين (الشرق أو الغرب) لاتقتصر على جغرافيته فحسب ، وإنما تتخطاها لدرجة إحداث زلزال كبير في المنطقة من شأنه أن يهدد الكيان الصهيوني تهديدا وجوديا وإن لم يكن بالمنحى العسكري والأمني.
فضلاً عن زعزعته لاقتصاديات المنظومة الخليجية .
لكن فيما لو آثر العراق الدعة والتماهي مع الإرادة الأمريكية والخليجية ، فسيفقد كل تأثيراته السلبية والإيجابية على حد سواء في المنطقة.
فقافلة الحرير لن تنتظر احد ، والمقاعد معدودة على أصابع اليد الواحدة ،
أو في أحسن الأحوال مع أثنين أو ثلاث من أصابع اليد الأخر .
(ولحك لايفوتك القطار )...
https://telegram.me/buratha