المقالات

لحگ شوفلك مكان..!

1792 2021-03-28

 

🖊 ماجد الشويلي ||

 

كلما في الأمر أن النظام العالمي في تحول.

نعم لايمكن التكهن بمعالم صيرورته الأخيرة، لكن الجميع متفقون على أن النظام العالمي الحالي أزف رحيله.

أمريكا تسعى بكل ما أوتيت من قوة وامكانيات للحفاظ على تفوقها في النظام الجديد ، وعلى ما يبدو أنها قد استصعبت الحفاظ على هيمنتها العالمية من جديد.

فالتفوق الذي كان ميزة خاصة أغرت ساسة الولايات المتحدة لفرض هيمنتهم على العالم ، لم يعد وحده القادر على إمضاء هذه الهيمنة الى حد النهاية.

 نعم قد تتحين الفرصة السانحة لاعادة سطوتها على العالم من جديد ، فيما لو بوشر بتحديد شكله النهائي وخصائصه الختامية ، وهو مايجري بالفعل.

لكن من المؤكد ان الدول الموتورة من النظام العالمي الحالي ليست مستاءة من تفوق الولايات المتحدة بقدر ما هي متبرمة من نزعتها الايدلوجية للهيمنة والاستعلاء.

ولذا فإن من يستتبع ويستقرئ ما تقوم به الصين والجمهورية الإسلامية وروسيا وغيرها من دول العالم المتضررة من سياسات أمريكا ، يتلمس بل ويتيقن أن قراراً أمميا صارماً قد اتخذ بعدم الرضوخ والإستكانة للغطرسة الأمريكية ، والعمل على صياغة نظام عالمي جديد ، يرتكز على قيم المساواة والعدالة الحقيقية.

إن هذا التحول نحو النظام العالمي الجديد  يعتمد في بواكيره على متانة التكامل الإقتصادي، وتشبيك المصالح المتكافئة بين دول العالم.

نظام يحتل فيه طريق الحرير موضع الشريان الأبهر بالنسبة لجسد الإنسان.

لذا حتى الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة وتربطها معها تحالفات تأريخية ، حاولت أن تجد لها مقعدا في طريق الحرير ولو بالخفية، خشية أثارة غضب الأمريكان.

في الوقت الذي مضت فيه بمحاولة إيجاد طرق تجارية وشبكات نقل للطاقة تقطع طريق الحرير أو لتفقده أهميته.

ولأن ما يهمنا هو العراق ولأهميته الجيوبولتيكية ، فإنه يقع في قلب طريق الحرير . ما يعني أنه في قلب عاصفة التغيير إن لم نكن مبالغين فهو من أهم ميادين الحسم لشكل النظام العالمي الجديد .

ولذا يجري عليه من الضغوطات السياسية والأمنية والإقتصادية الشئ المهول.

وما يضاعف من أهمية العراق أن تأثيراته بالإنحياز لأحد القطبين (الشرق أو الغرب) لاتقتصر على جغرافيته  فحسب ، وإنما تتخطاها لدرجة إحداث زلزال كبير في المنطقة من شأنه أن يهدد الكيان الصهيوني تهديدا وجوديا وإن لم يكن بالمنحى العسكري والأمني.

 فضلاً عن زعزعته لاقتصاديات المنظومة الخليجية .

لكن فيما لو آثر العراق الدعة والتماهي مع الإرادة الأمريكية والخليجية ، فسيفقد كل تأثيراته السلبية والإيجابية على حد سواء في المنطقة.

فقافلة الحرير لن تنتظر احد ، والمقاعد معدودة على أصابع اليد الواحدة ،

أو في أحسن الأحوال مع أثنين أو ثلاث من أصابع اليد الأخر .

(ولحك لايفوتك القطار )...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك