المقالات

‎ العراق وإسرائيل وطريق الحرير

1394 2021-03-27

 

🖊ماجد الشويلي ||

 

من المعلوم أن الإختيار الخبيث والمتقن لغرس (الكيان الصهيوني) في جسد الأمة ، كان قد اختير بعناية فائقة  توخت منه قوى الإستكبار تحقيق غايات عديدة  ، تمازجت بين نوازع دينية ، ومقاصد اقتصادية كان علم الجيوبولتيك قد نبه لها وأشار لأهمية موقع فلسطين على الصعيد الجيوسياسي والبولتيكي.

ففلسطين تقع على رأس واحد من ستة مضائق تعد الأهم من بين 44 ممراً مائياً تنتشر حول العالم.

 ففلسطين تقع على رأس قناة السويس التي تربط البحر الأحمر  بالمتوسط.

لكنها في ذات الوقت تشرف  وإن لم تكن بشكل مباشرعلى بقية المضائق الخمسة وهي كما يلي؛ البوسفور ، الدردنيل، السويس، باب المندب، هرمز، مضيق جبل طارق.

مايجعلها عقدة وصل بين هذه الممرات يصعب تجاوزها أمنياً واقتصادياً بحال من الأحوال.

وليس هذا فحسب بل إن موقع فلسطين يشكل حلقة وصل بين القارات الثلاثة الكبرى ؛ آسيا ، وأوربا ، وأفريقيا.

التي يصعب التكامل الإقتصادي بينها دون الحاجة لإسرائيل الجاثمة على صدر المنطقة.

فلا وحدة عربية ، ولا وحدة إسلامية ، مادامت إسرائيل هنا في فلسطين.

ولا تكامل اقتصادي بين القارات دون إذن من اسرائيل!

الإستعمار الذي زرع هذا الكيان اللقيط في هذه البقعة الحساسة جدا ، كان يرغب بضمان مصالحه فيها مع استرضاء لغرور الصهاينة لتحقيق حلمهم العقائدي بالعودة للقدس.

ولم يقف الأمر عند صعوبة إرساء قواعد وحدة الأمة على المستوى الاقتصادي والجغرافي والأمني مع وجود هذه الغدة السرطانية فحسب ،  بل راح يتخطاه لتعذر تحقيق الوحدة الانسانية والأسلامية التي تجد نفسها مرغمة على أن تهفوا قلوبها نحو فلسطين.

وقد تجلى خبث دول الاستكبار العالمي بسلب المثابة الروحية التي تجتمع لها أفئدة اتباع الديانات السماوية لتغدو الإنسانية دون جامع يجمعها ويعزز من المشتركات بينها.

إسرائيل التي تريد في حقيقة الأمر هدم المسجد الأقصى ومحو الآثار المسيحية والاسلامية من فلسطين ، وجد فيها الغرب خير من يدير لها دوامة الفتنة والتناحر الديني والعرقي والطائفي في المنطقة ضماناً لمصالحهم.

ففي الوقت الذي ترغب فيه إسرائيل هدم بيت المقدس (مركز التوحيد والوحدة العالمي)لاقتلاعه من قلوب اتباع الديانات السماوية ، سعت لحرف انظارهم عنه نحو (أور)

في العراق ، كيما تبقى مطبقة على المنطقة  بنفوذها لنهب خيراتها ويبقى أتون الفتنة مستعراً فيها.

لكن أختيار (أور )له مغزى آخر له صلة بطريق الحرير .

فطريق الحرير ومن خلال مروره بالعراق سينسف أهمية وجود الكيان الصهيوني الغاصب في تلك البقعة.

إذ ستتراجع أهمية قناة السويس وحتى مضيق باب المندب وستتراجع معه أهمية إسرائيل بالنسبة لأمريكا بلحاظ الكلفة الباهظة لضمان استمرار بقائها مدعومة منهم.

إسرائيل التي تسعى منذ مدة لإعادة تعريف نفسها لوجيستياً كمركز للتجارة الإقليمية، عبر إعادة تأهيل مطاراتها الجوية وموانئها البحرية، مستغلة موقعها الجغرافي الإستراتيجي على البحرين، المتوسط والأحمر قامت مؤخراً بتأهيل أهم مينائين في الشمال

كما شرعت  في أكتوبر2014، بربط إيلات على البحر الأحمر، بميناء أشدود الجاري إنشاؤه علي البحر المتوسط عبر خط سكة حديد طوله 350 كلم، وتكلفة  15 مليار دولار استعدادًا لمشروع سكك حديد "حيفا - الدمام"

فضلاً عن مراجعة التصورات الهندسية لمشروع عودة قطار الحجاز، بحيث يمتد القطار جنوبًا ليخترق العراق وينتهي في الدمّام السعودية بطول 1590 كيلومترًا، قابلة للزيادة حال انضمام الإمارات للمشروع.

هذا القطار الذي ستقوده أمريكا والذي أطلقت عليه إسرائيل اسم ((قطار السلام))

يراد له أن طوق النجاة الذي ينقذ إسرائيل من تداعيات التحاق العراق بطريق الحرير على الأمن الأقتصادي الإسرائيلي والذي سيشكل بدوره تهدداً وجودياً للكيان الصهيوني.

ومع هذه التداعيات يجد العراق نفسه بين مفرق طرق إما أن يكون جزءاً حيوياً في طريق الحرير ، وإما أن يركب قطار التطبيع.

ورغم أن دلالات هذين الخيارين تبدو بظاهرها اقتصادية ، إلا أن جوهرها يتعلق بتحديد هوية العراق الحضارية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك