🖊ماجد الشويلي ||
رغم كل التنازلات التي أبدتها الكتل الشيعية لرفع التهمة الطائفية عنها ، ومحاولة تغيير نمط التعاطي السياسي بينها وبين بقية الكتل على أساس وطني ، إلا أنها لم تفلح أبدا.
فقد ظل الأكراد متمسكون بمشروعهم القومي ، والكتل السنية بمسارها الطائفي .
والقوى الشيعية متيقنة أن هناك استهداف دولي وأقليمي لمحوريتهم في الحكومة والعملية السياسية، التي تقتضي بالضرورة أن يكون لهم إطار جامع ، يعبر عن هويتهم العقائدية والفكرية ،إلا أنهم أبدوا مرونة كبيرة جدا الى حد التنصل عن بعض ثوابتهم ومصالحهم العليا كمكون رئيس في البلد لأجل المصلحة الوطنية كما يقال.
فبدلاً من البيت الشيعي انتظموا فيما يعرف بالإئتلاف الوطني ، وبعده التحالف الوطني ، ولم يقتنع أحد بوطنيتهم هذه.
قد يعود السبب للمنظومة العقدية الشيعية المسبوكة بعناية من لدن أهل البيت ع،
والتي تمنع أن تعلوا عليها أية هوية أخرى أو تغطيها.
لكن مع ذلك حاولت الكتل الشيعية وظلت تحاول التأكيد على وطنيتها ، وكأن الانتماء الشيعي هو الإنتماء الوحيد الذي يتنافى مع الوطنية.
فعليها أن لا تبرز ما يشير لتشيعها
.فانبثقت مشاريع الاغلبية السياسية ،والاغلبية الوطنية، وتيار الاصلاح ،والنصر وتيار الحكمة ، وسائرون ، ودولة القانون ، وعناوين أخرى .
لكنها لم تشفع لهم ولم ترض خصومهم السياسيين.
رغم أن تفككهم بعث برسالة اطمئنان لامريكا والمحيط العربي الناقم عليهم،
لكن دون جدوى .
لاعتقاد الأمريكان أن مايجمع هذه الكتل بأضعف حالاتها هو أكبر تهديد لمشروعهم في المنطقة والعالم.
أنها وحدة المصير والإستهداف الأمريكي لهم ، ولإستحقاقاتهم والمنظومة الإقليمية المناوئة لهم هي التي دفعتهم لما لابد منه
ولو على قاعدة ((مالايدرك كله لايترك جله))
فعمدوا الى تشكيل مايعرف (بالإطار التنسيقي للكتل الشيعية).
والذي نتمنى له النجاح لكن مانتمناه أكثر أن يتخطى الأمر التنسق الى العودة للتحالف على أقل التقادير
فالقادم يحتم على الجميع
أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً .
https://telegram.me/buratha