المقالات

التطبيع بالواسطة..!

1364 2021-03-16

 

🖊ماجد الشويلي ||

 

يعد العراق من أصعب وأبرز العقبات التي تقف حائلاً دون إنجاز مشروع تطبيع المنظومة العربية الرسمية مع الكيان الغاصب بالتمام والكمال.

ولذا كان لابد من إيجاد واسطة لدفع العراق للإنخراط في المشروع التطبيعي لحين انصهاره فيه بشكل كامل

وذلك للأسباب الآتية.

اولاً:- من المعلوم أن العراق هو الدولة الوحيدة خارج نطاق دول الطوق التي خاضت حرباً مع إسرائيل .

ولذلك فإن إسرائيل تختزل في ذاكرتها استبسالات الجيش العراقي ، وعقيدة أبنائه في مواجهتها .

فضلاً عما تحمله من عقيدة تلمودية تجاه العراق وتهديده الوجودي لها.

ثانياً:- يعد العراق من أصعب الدول وأكثرها حدة في مناهضة الكيان الصهيوني

على المستوى العقائدي والسياسي.

ولذا يجري العمل بهدوء وروية عالية لاستدراجه للتطبيع .

ثالثا:- أهم وأصعب مايواجهه الصهاينة لترويض العراق وجعله يستمرئ التطبيع معهم ، هو عقيدة أبنائة والنشأة التي تربوا عليها ، ووجود الحوزة العلمية الشريفة التي لم تسجل في تأريخها المجيد إذعاناً للمستعمرين أو ممالئة للصهاينة.

والكل يتذكر فتوى الشهيد محمد باقر الصدر (رض) كإنموذج معبر عن رأي الحوزة الدينية تجاه القضية الفلسطينية حينما أفتى بقوله

 ((من قبل الصلح مع إسرائيل فقد خرج عن ربق الإسلام))

فالتطبيع مع إسرائيل وفقاً لمنهج علمائنا يعد ارتداداً عن الإسلام لما يمثله من خطورة جسيمة على الدين الإسلامي.

رابعاً :- بناءً على ماتقدم كان لابد من إيجاد وسيلة لدمج العراق في مشروع التطبيع الذي دشنته الإمارات ، ولكن بطريقة تدريجة غير استفزاية للحوزة العلمية، ولا لإبنائه كي يصلوا بالعراق الى نقطة اللاعودة دون شعور منه.

خامساً:- إن دفع العراق للإنخراط بمشروع التطبيع مع إسرائيل بشكل تدريجي ، يستلزم تكبيله بالتزامات لاقبله له بالخروج منها.

تقوم على إحداث تغييرات جوهرية في بنية الدولة العراقية على صعيد الدستور، والإقتصاد، والأمن ، والثقافة ، ومن ثم السياسة ، للوصول الى التطبيع العقائدي وهم على وشك وضع ركائزه الأولى في بناء أكبر كنيسة في العالم (كنيسة مار إبرام)  تحت مسمى الإسرة الإبراهيمية.

وهذه المكبلات كما يلي:-

(أ) التطبيع الإقتصادية

وتتمثل بتطويق العراق بمنظومة اتفاقيات ومعاهدات إقتصادية ومالية مع مصر والأردن ، ورهن مراكز الطاقة العراقية لإرادة هذه الدولة المرتهنة إرادتها لأمريكا والكيان الصهيوني.

(ب) التطبيع العسكري ويقوم على أساس عقد اتفاقيات طويلة الأمد تضمن بقاء القوات الاجنبية في العراق ، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب بواجهات منمقة (كحلف الناتو) .لمنع العراق من التعاقد على شراء الأسلحة من أي دولة أخرى خارج الولايات المتحدة الأمريكية وبإذنها

(ج)

التطبيع الأمني ويتم من خلال تغيير عقيدة أهم جهاز أمني في الدولة(جهاز المخابرات)

تحت إشراف دولة  الإمارات المطبعة بحجة تأهيله .

(د)

التطبيع الثقافي والذي سيكون بالواسطة من خلال الزيارات المتبادلة مع الإمارات ،وعقد المؤتمرات الدولية التي تحضرها إسرائيل في (أبو ظبي) ، ودعم منظمات المجتمع المدني ، وأرسال الزمالات الدراسية والبعثات الدبلماسية وغيرها.

(هـ)

التطبيع القانوني وقد تم استيفاء خطوات مهمة في هذا الصعيد تمثلت بتشكل لجنة التعديلات الدستورية   التي أوصت بتعديلات جوهرية تجعل من العراق دولة تستسيغ التطبيع وتمرره قانونيا بيسر وسهولة.

والملمح الثاني هو ماحصل بشأن قانون المحكمة الإتحادية من تجاوز للدستور

(و)

التطبيع السياسي وهو التطبيع الذي ينتظر بفارغ الصبر نتائج الإنتخابات المقبلة التي يتوخى منها إحداث تحولات كبرى في طبيعة النظام السياسية وتوجهاته ، بنحو يستسهل التطبيع مع إسرائيل ولو بواسطة الإمارات.

(ز)

التطبيع العقائد وهو التطبيع الأعقد والأصعب على الإطلاق بالنسبة للشعب العراقي ، والذي وضعت له خارطة طويلة الأمد تعتمد (الدبلماسية الروحية )من خلال اختراق بعض الأسر الدينية وجذب أبنائها للمشروع الغربي بواسطة التقارب مع الإمارات وعبر إغداق الأموال الطائلة عليهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك