🖊ماجد الشويلي ||
يعد العراق من أصعب وأبرز العقبات التي تقف حائلاً دون إنجاز مشروع تطبيع المنظومة العربية الرسمية مع الكيان الغاصب بالتمام والكمال.
ولذا كان لابد من إيجاد واسطة لدفع العراق للإنخراط في المشروع التطبيعي لحين انصهاره فيه بشكل كامل
وذلك للأسباب الآتية.
اولاً:- من المعلوم أن العراق هو الدولة الوحيدة خارج نطاق دول الطوق التي خاضت حرباً مع إسرائيل .
ولذلك فإن إسرائيل تختزل في ذاكرتها استبسالات الجيش العراقي ، وعقيدة أبنائه في مواجهتها .
فضلاً عما تحمله من عقيدة تلمودية تجاه العراق وتهديده الوجودي لها.
ثانياً:- يعد العراق من أصعب الدول وأكثرها حدة في مناهضة الكيان الصهيوني
على المستوى العقائدي والسياسي.
ولذا يجري العمل بهدوء وروية عالية لاستدراجه للتطبيع .
ثالثا:- أهم وأصعب مايواجهه الصهاينة لترويض العراق وجعله يستمرئ التطبيع معهم ، هو عقيدة أبنائة والنشأة التي تربوا عليها ، ووجود الحوزة العلمية الشريفة التي لم تسجل في تأريخها المجيد إذعاناً للمستعمرين أو ممالئة للصهاينة.
والكل يتذكر فتوى الشهيد محمد باقر الصدر (رض) كإنموذج معبر عن رأي الحوزة الدينية تجاه القضية الفلسطينية حينما أفتى بقوله
((من قبل الصلح مع إسرائيل فقد خرج عن ربق الإسلام))
فالتطبيع مع إسرائيل وفقاً لمنهج علمائنا يعد ارتداداً عن الإسلام لما يمثله من خطورة جسيمة على الدين الإسلامي.
رابعاً :- بناءً على ماتقدم كان لابد من إيجاد وسيلة لدمج العراق في مشروع التطبيع الذي دشنته الإمارات ، ولكن بطريقة تدريجة غير استفزاية للحوزة العلمية، ولا لإبنائه كي يصلوا بالعراق الى نقطة اللاعودة دون شعور منه.
خامساً:- إن دفع العراق للإنخراط بمشروع التطبيع مع إسرائيل بشكل تدريجي ، يستلزم تكبيله بالتزامات لاقبله له بالخروج منها.
تقوم على إحداث تغييرات جوهرية في بنية الدولة العراقية على صعيد الدستور، والإقتصاد، والأمن ، والثقافة ، ومن ثم السياسة ، للوصول الى التطبيع العقائدي وهم على وشك وضع ركائزه الأولى في بناء أكبر كنيسة في العالم (كنيسة مار إبرام) تحت مسمى الإسرة الإبراهيمية.
وهذه المكبلات كما يلي:-
(أ) التطبيع الإقتصادية
وتتمثل بتطويق العراق بمنظومة اتفاقيات ومعاهدات إقتصادية ومالية مع مصر والأردن ، ورهن مراكز الطاقة العراقية لإرادة هذه الدولة المرتهنة إرادتها لأمريكا والكيان الصهيوني.
(ب) التطبيع العسكري ويقوم على أساس عقد اتفاقيات طويلة الأمد تضمن بقاء القوات الاجنبية في العراق ، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب بواجهات منمقة (كحلف الناتو) .لمنع العراق من التعاقد على شراء الأسلحة من أي دولة أخرى خارج الولايات المتحدة الأمريكية وبإذنها
(ج)
التطبيع الأمني ويتم من خلال تغيير عقيدة أهم جهاز أمني في الدولة(جهاز المخابرات)
تحت إشراف دولة الإمارات المطبعة بحجة تأهيله .
(د)
التطبيع الثقافي والذي سيكون بالواسطة من خلال الزيارات المتبادلة مع الإمارات ،وعقد المؤتمرات الدولية التي تحضرها إسرائيل في (أبو ظبي) ، ودعم منظمات المجتمع المدني ، وأرسال الزمالات الدراسية والبعثات الدبلماسية وغيرها.
(هـ)
التطبيع القانوني وقد تم استيفاء خطوات مهمة في هذا الصعيد تمثلت بتشكل لجنة التعديلات الدستورية التي أوصت بتعديلات جوهرية تجعل من العراق دولة تستسيغ التطبيع وتمرره قانونيا بيسر وسهولة.
والملمح الثاني هو ماحصل بشأن قانون المحكمة الإتحادية من تجاوز للدستور
(و)
التطبيع السياسي وهو التطبيع الذي ينتظر بفارغ الصبر نتائج الإنتخابات المقبلة التي يتوخى منها إحداث تحولات كبرى في طبيعة النظام السياسية وتوجهاته ، بنحو يستسهل التطبيع مع إسرائيل ولو بواسطة الإمارات.
(ز)
التطبيع العقائد وهو التطبيع الأعقد والأصعب على الإطلاق بالنسبة للشعب العراقي ، والذي وضعت له خارطة طويلة الأمد تعتمد (الدبلماسية الروحية )من خلال اختراق بعض الأسر الدينية وجذب أبنائها للمشروع الغربي بواسطة التقارب مع الإمارات وعبر إغداق الأموال الطائلة عليهم.
https://telegram.me/buratha