حسن المياح ||
حديثنا عن موائد الحاكمين الظالمين الفارهة , وولائم المسؤولين الناهبين الواسعة المتنوعة من المال السحت الحرام المنهوب من ثروات الشعب العراقي , وغصبه عنوة , وحيازته بالقوة والعنف والبلطجة والإستهتار , والإستئثار به ظلمآ وعدوانآ, وهي في بطونهم جهنمآ ونارآ سعيرآ , وفي وجودهم الدنيوي الهابط الرذيل عارآ وخسة ودناءة وشنارآ.
أما تخافون الله المنتقم الجبار يوم تلقونه وأنتم الأذلاء الجبناء المرتعشين خناثة السفهاء بين يديه في محكمة عدله القسطاس المستقيم , وأنتم الآن الذين تعيشون في البروج المشيدة من أموال السحت الحرام , وتأكلون من أفضل أطايب الطعام , بمختلف أنواعه الغربية والشرقية وما يطلب ويرغب ويرام , وأنتم وعوائلكم في بحبوحة من الترف والسرف وعصيان الله وإنتهاك حدوده , وأنتم المتجاوزون على أوامره , والمعتدون تحديآ سفاهة على قوانينه وتشريعاته وأحكامه , وحولكم الملايين من الشعب العراقي جياع مملوقون , يأنون من ألام الجوع , ويتلوون من شدة وقسوة أنواع العذاب من ظلمكم الذي تستخدمون وتمارسون , وهم لا عهد لهم حتى بمشاهدة هذا الترف الفاحش الذي أنتم عليه من المأكل والمسكن , واللباس والمنام , والحلي والجواهر , والإغتناء والإكتناز الظالم الحرام, وقد نسيتم إستجداءكم الرخيص الوضيع المنحرف المهان , يوم كنتم تتسولون في الدول شحاذين بائسين , أذلة أرثاء , لا ماء غيرة على سحنة وجوهكم الكالحة المجرمة ?
كفى طغيانآ ورقصآ فرعونيآ على أجساد ضحاياكم من الشعب العراقي .?
وكفى تجبرآ صلفآ وعنجهية وتفرعنآ على هذا الشعب العراقي المعذب المحروم خلق الله المؤمن العزيز الكريم ?
لقد جرعتموه الويل والخراب , والدماء وجهل المستقبل الذي لا يدري ما هو المخبأ له , ولا المحجوب ?
صحيح كنتم جياعآ متسولين أراذل مهانين , تستجدون رغيف الخبز وتنفقون أهم, وأجم, وأكرم, ما يعتز به الإنسان ويتفاخر ويحفظ , من أجل أن تنالوا كسرة خبز بإحتقار وإزدراء ممن يتصدق عليكم , ولذلك أنتم شرهون لا تشبعون , منغمسون بملذات الإجرام والظلم الذي أنتم به تعتقدون , ولذلك أنتم الجبناء السافلون تظلمون , وتقتلون , وتتآمرون , وتخونون , وتجرمون , وتحرمون , وأنتم العملاء المأجورون بلا ذمة ولا ضمير , لو كنتم تعلمون ?
وأنى وكيف ومتى أنتم ستعلمون .. وأنتم غارقون في قذارات الظلم , وقاذورات الإجرام , ومستنقعات الإثم , وتصرحون كذبآ , وتدعون سفهآ , وتزعمون زورآ , وحالكم مثل حال الديك الذي يطلق جرس صوته صادحآ مهلهلآ , متباهيآ , ورجلاه المجرمتان , الوسختان , القذرتان , الملوثتان , في النجس والخيس والنتن , وبمنقاره الذي يحك ويدلك وجهه ليعطرة بخبث ما هو غارق فيه ومبتلى?
فكيف تعون , وتدركون , وتفيقون , من سكرة الجاهلية والبلادة والإنحراف والإستئثار المجرم الظالم الناهب , وتعيدوا نفوسكم الضعيفة الهابطة المنحرفة , وسمتكم المخلخل المهلهل الفارغ , الى ما كنتم عليه من وجود تخجلون أن تتحدثوا عنه , لأنه بؤس مهان , وشقاء مذل , وحسرة رذيلة لا تدفع ضررآ , ولا تجلب منفعة سكون أو هدوء حال ???
لاحظوا من قصر يده ( وأيديهم جميعآ ) الإستحقاق ( وكلهم قصار أقزام ) .. لا تصل يده (وأيديهم ) الى ما يرغب اليه من أكل طعام , لكثرته , وتنوعه , وتعدده , ولوسع المائدة المبسوطة عليها أنواع الأطعمة .?
وكل لقمة زقنبوت تدخل فمه ( وأفواههم الفاغرة المفتوحة نهمآ وإلتهامآ ) من المال السحت الحرام المنهوب , هي نار وجحيم سعار يغلي البطون , ويشوي الوجوه , ويبشعها منظرآ وشكلآ وديكورآ , فيصبحون كالقردة مسخآ , وأسخر من ذلك , وأهزأ , وأرذل , وأتعس ?
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha