حسن المياح ||
النواب في البرلمان والذين يمثلون الشعب العراقي, وهم المسؤولون أمام الله، والشعب، وضمير النائب نفسه إن كان عنده ضمير حي مستقيم يخشى الله ويخافه ~ صنفان، أو قل قسمان .
صنف فاعل مسؤول عامل، وآخر قاعد مسالم عاطل همه جيبه وعائلته وحزبه الذي اليه ينتمي والمزيد من توظيف العلاقات التي تدر عليه سحتآ حرامآ ولا عتب على هذا النكد الغادر، المجرم الآثم، الصفيق اللاهب، اللاهث على حب الدنيا، والمطارد لشهواتها ورغائبها وجواذبها الرذيلة المنحطة السافلة، بطريق أعوج منحرف الذي يمقته الله تعالى ويحرمه، والإسلام ونبيه محمد وآله المعصومون الميامين سلام الله عليهم جميعا.
والنائب النائبة العاطل ميؤوس منه لإنحرافه وضعفه، ولسيلان لعابه الهاطل على الدينار والدولار، والتعيين والإستفادة فلا كلام مع الجبناء الخاسئين المجرمين المنحدرين.
وأما النائب الفاعل المجد العامل من البرلمانيين الذين وفقهم الله لأداء الواجب المناط بهم والملقى على عواتقهم، فإنهم ركزوا كل همهم وإهتمامهم، وبذلوا كامل جهدهم على العمل الوزاري، كوزارات ومسؤولين ومؤسسات، وغاب عنهم غير ذلك، أو قل أنهم غيبوه، وتناولوا غيره لظنهم أنه أهم وأكثر ضرورة والفساد فيه كبير ضخم منتشر مستطير، أو قل أنهم أجلوه! وكذلك متابعة بعض شؤون الناس الذين يكلفونهم على أساس أنها حقوقهم وقد سلبت منهم، أو قل الإهتمام بها، ولم يدفعوها الى أصحابها، وقد وفقهم الله تعالى على إنجاز الكثير منها ..
ولكنهم لم يتابعوا، ولم يفتشوا، ولم يدققوا بما يحدث في محافظاتهم من تقصير وقصور، وفساد ونهب، وسرقات وتقديم محسوبية ومنسوبية على باقي أفراد شعب المحافظة التي اليها هم ينتمون سكنآ ومعيشة ووجود حياة عامة، ولذلك خلا الجو للمسؤولين الأساس في المحافظات أن يعبثوا ويسرفوا، ويفسدوا ويتسلطوا، ويمنحوا العقود ويفضلون الأقربين بالفائدة والرشوة وتقديم الدولارات كومشنات ومقابلات، ويصولون ويجولون، وخصوصآ إذا طغى الرأس منهم وتفرعن، وتفرد وشرعن، وتسلط وتمكن، وأترف وأثري حرامآ نهبآ، فإن له قصب السبق في التحصيل والإدخار، والغنى والإثراء، وهو المطمئن الآمن القانع المتأكد الذي يرضي الرؤوس الوصولية الإنتهازية إذا حاولت أن تتكلم، أو تشير بأصبعها، أو تتحدث، أو تنوي المعارضة، فليثم أفواهمم العفنة ويملأوها بفتات الدولارات السحت الحرام برطيلآ ورشوة، بإعتبار أنه جزء البعض من الحصة، وما الى ذلك من تأميلات ومهدئات تجلب لهم النفع الشخصي والمنفعة الذاتية لشخوصهم المجرمة المريضة السفيهة القذرة ووجوداتهم الأسرية المنحرفة الآثمة المجرمة .
ولو واصلنا الكلام، فهناك الكثير والكثير، وأنتم عنها يا نواب الفعل والتأثير، والجد والإجتهاد، ونواب النوائب القعود الجلوس، المرشيين السابتين الجمود، تعرفون ذلك، وتخصونه، وتدرونه، وأنتم المطلعون عليه والمدركونه.
لكن لا تقدمون شيئآ، ولا تؤخرون أشياء..والمثل يقول ( من وضع نفسه مواضع التهمة، فلا يلومن إلا نفسه ). فماذا عنكم الآن نحن نقول، ونوجه من شبه وإتهامات، ونحن المحقون، لأننا المكتوون بنار الظلم ولهيب غضب المسؤول في المخافظة الذي يظلم ويجرم، ويجور ويحرم، ويتصرف على هواه وما يصب في جيب منفعته، وصواحبه وقرباه ومن هو مستفيد منه لهدات الدولارات، وأكوام الشيكات، والأعطيات المقابلات?
فأين أنتم أيها النواب الفاعلون المؤثرون، (برفع الواو وثبوت النون) أصحاب الضمير الحي والهمة والإرادة، هل تعبتم ففترتم، أو غضيتم النظر لأن المسؤول في المحافظة أغراكم فأغناكم من المال الحرام، ولذلك أسكتكم وأسكنكم صاغرين، أو أنكم تجمعون الدلائل تلو الإثباتات والشواخص، حتى جعلتموها تلالآ وجبالآ .، ولم تفعلوا شيئآ، وأن مدة تكليفكم قد قاربت على الإنتهاء، وبعدها تريدون أن تقولوا، لم يحالفنا الحظ وتطول مدتنا حتى نحاسب ونحيل على المحاكم ونعاقب، ونؤكد ونتابع ونطالب. وتلك هي الفتنة الكبرى، والنقمة الأشد، وهي أنكم شاركتم المسؤول في المحافظة الفاسد فساده، والمجرم إجرامه، والسارق الناهب العابث المستأثر سرقاته ونهبه وعبثه وإستئثاره? وإستهتاره .
فساد المحافظات كثر وفاق الحد والحدود، وهو أشهر وأكثر طفحآ من الفضيحة والعلن، وبلغ سيله زباه، وطفح كيله وخريره، ولم يعد هناك من أوزان تقيم ثقله، لأنه فاق جرم الأثقال والأوزان ثقلآ ووزنآ أضعافآ مضاعفة .
وأنتم النواب الكثرة الكاثرون عددآ لا تحركون ساكنآ, ولم تنبسوا ~ على الأقل ~ ببنت شفة, ولذلك من حق كل مواطن بصري، وبغدادي، وبابلي، وميساني، وأنباري، وموصلي، وذي قاري ووو, وكل مواطني المحافظات، أن يتهمكم كلكم، وجميعكم، بشمولكم، وإستغراقكم، بمشاركة مسؤول المحافظة في فساده وسرقاته، وظلمه وجوره، ونهبه وإستئثاره، وحرمانه مواطني المحافظة من كسب حقوقهم، وأنه يكمم أفوافههم، ويقيد حرياتهم بعنف الجند والقوات التي هي تحت أوامره ومسؤوليته من قوات شغب، وشرطة، وجيش، وعصابات، وميليشيات، ومافيات مستفيدة غانمة السحت الحرام، ومن هو مستفيد من وجود مسؤول المحافظة عطاءآ ومنحآ، ومقاولات ومشاريعآ، وعقودآ وتسهيلات، وما لم يذكر أكبر وأعظم .
عو على أنفسكم أيها النواب، وحللوا الأجر الشرعي من رواتب تتقاضونها وهي وحدها من حقكم أن تتمتعوا بها، وبذلك تكونون قد أطعمتم أولادكم وبناتكم وأزواجكم وأهاليكم الطعام المبارك من الدينار الحلال، وتكونون قد أديتم الواجب، وأرضيتم الله سبحانه وتعالى، وتحملتم المسؤولية, وحافظتم على الأمانة المودعة عندكم، والتي هي الآن لا زالت بحوزتكم وحفظكم وصيانتكم لها ؟
فماذا في هذه الأيام الأخيرة من تكليفكم ~ أنتم فاعلون ؟
وهل نزيف النهب توقفون ؟
وسيل العبث تقطعون ؟
والفساد والإفساد ~ ولو على جزء منه ~ عليه تقضون وعلى أساس نشاط تكليفكم . الفاسدين المتسلطين الحاكمين المحليين المجرمين تحاسبون، وتفتشون، وتدققون، والى المحاكم إياهم تقدمون وتتابعون؟
أو أنكم لا تفعلون شيئآ لهم ومعهم، وستستمرون على ما أنتم عليه, لأنكم ( المالات ...، والكيات ...، والميلات ... ) مستلمون؟
https://telegram.me/buratha