المقالات

أور أخبث مافي مشروع إبراهام

1600 2021-03-09

 

🖊 ماجد الشويلي ||

 

لا أستغرب من شئ قدر استغرابي من أولئك الذين لازالوا في غفلة عن الخبث اليهودي الصهيوني، رغم تحذيرات القرآن الكريم ، ورغم الأحاديث النبوية الشريفة وسيرة أهل البيت ع التي نبهت لخطورتهم على الإسلام

وكما جاء في قوله سبحانه

(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))

إن هذه الغفلة دفعت بالبعض لتناسي المشاريع التي دأبت الصهيوأمريكية على طرحها (كصراع الحضارات)( ونهاية التاريخ

)وباءت كلها بالفشل ، وتحطمت على صخرة محور المقاومة في المنطقة المنبثق من أصول وجذور عقائدية  تدرك جيداً أن جوهر الصراع في المنطقة عقائدي وإن أخذ منحنيات أخرى تارة إقتصادية وأخرى سياسية.

المشاريع التي نظَّر لها كبار المفكرين الصهاينة من جنسيات أمريكية   والتي أشرنا لبعضها ،كلها كانت تستهدف منطقتنا الحيوية هذه ؛ مركز الديانات الكبرى ومهوى قلوب أتباعها في كل العالم.

هذه المنطقة التي تربعت على عرشها اسرائيل ، وسيطرت على (قلب العالم )المعنوي والروحي (القدس) الشريف.

وبعد أن أدرك المحافظون الجدد في الإدارة الأمريكية قرب زوال الكيان الصهيوني على وقع تنامي قدرات محور المقاومة ،وتهاوي المشاريع التوسعية الرامية لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى في المنطقة.

عمدوا لإطلاق مشروع (الدبلماسية الروحية) وهو المشروع الفكري والعقائدي الذي يمكن تمرير صفقة القرن تحت عباءته.

كما حصل في العقد الثاني من القرن المنصرم ، حين مرروا مشروع (سايكس بيكو ) التقسيمي تحت جناح المشروع القومي.

 هذه الدبلماسية الروحية (التجميعية )  وليست التقسيمية كما حصل في سايكس بيكو يراد منها  حرف الإنظار عن احتلال الصهاينة لفلسطين وشرعنة اغتصابهم للقدس.

لكن  على مايبدو أنهم تيقنوا أن هذا المشروع لن يكتب له النجاح  ، ولن يكون بوسع الصهاينة التخلص من المطالبة بتحرير فلسطين ، إلا بايجاد بديل للقدس تجتمع عليه الديانات الكبرى ويحرف أنظارهم عنها .

ولذلك وقع الخيار على (أور) للأسباب الآتية

أولاً:- أن أور في العراق وهي مسقط رأس أبي الإنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام

وهو محل توافق بين أتباع الديانات السماوية .

ثانياً:- إن اختيار أور (المعبد الشركي )يراد منه أن يكون بديلاً عن القدس لحرف أنظار العالم عن احتلال الصهاينة لفلسطين وتحويل الحج نحوها (أور).

ثالثاً:- إن هذا الهدف يتعلق بالدور المستقبلي للعراق ، والذي سينطلق منه المهدي عج لتحرير القدس بجيوشه الموحدة  لإعلان اليوم العالمي للعدل والسلام.

وهذا الإختيار لأور يعد إجراءً استباقياً لقطع الطريق أمام الإمام المنتظر عج والحيلولة دون وصوله للقدس وتحريرها.

رابعاً:- إن هذا الإختيار لأور يأتي في سياق العمل على فصل المسلمين عن ارتباطهم بالكعبة المشرفة ، وصرف وجوههم عنها .

ولعل الغرب قد تيقن أن مآلات حرب آل سعود على اليمن ستنهي حكمهم ،وتنتهي بسيطرة الحوثيين على الكعبة المشرفة . سواء  ذلك عن طريق النبوءات التلمودية أم عن طريق استشراف المعطيات السياسية .

ولعل هذا مايفسر لنا واحداً من أهم اسباب نزوع الولايات المتحدة للتخلي عن آل سعود والتعويض عنهم بدعم الإمارات.

خامساً :- إن اختيار أور كمكان للحج الإبراهيمي لا يخلو من محاولات الصهيونية المسيحية لقطع الطريق على مشروع الحضارة الإسلامية الكبرى دشنه الإمام الخامنئي ونادى به .

الإمام الخامنئي (اعزه الله) الذي قدم مشروعاً متكاملا للنهضة الاسلامية من خلال قدرات الجمهورية الاسلامية بنحو يفند فيه نظريات الغرب التي تحدثت عن (صراع الحضارات )أو حتى (نهاية التاريخ )بل يتسامى فيه على مشروع حوار الحضارات الذي دعا اليه (خاتمي)

فمشروع الحضارة الإسلامية مقدمة ليوم الظهور المقدس ، وبيان للثقافة الاسلامية ونسق التعايش الذي سيمنح العالم كله الطمأنينة والسلام.

سادساً:- إن التركيز على العراق ليس لقطع جسور التواصل بين محور المقاومة فحسب بل للفصل بين جناحي النهضة المهدوية الكبرى التي سأتي تباشيرها عبر الرايات السود القادمة من الشرق ، فتتمركز في العراق وتلتحم برايات اليماني لدخول القدس إن شاء الله تعالى.

سابعا:- هذا مايفسر لنا إصرار المرجعية الدينية العليا في النجف على ذكر القدس والتأكيد على انها مغتصبة .

ثامناً:- إن تحويل (أور) محجاً عالمياً سيفرض على العراق تدويل هذه المركز الديني (الشركي) بحجة تحوله لمعلم سياحي عالمي لابد أن يحظى بالأمن والإستقرار .

تاسعاً:- إن تدويل (أور) وجعل الناصرية محافظة عالمية سيؤثر على أهمية السياحة الدينية الإسلامية ، وسيكون سبباً معنوياً للغزو الثقافي ومسخ الهوية الإسلامية للشعب العراقي.

فتدويل الناصرية يعني أن ثمة برامج إعلامية وثقافية وسياسية مركزة، سيتم بثها وتسليطها على العراق.=

عاشرا:- من حقنا أن نسأل لماذا لا تكون القدس وهي قبلة التوحيد عند الديانات السماوية محجاً لاتباع هذه الديانات ، ولماذا لاتسمح إسرائيل بفتح السياحة العالمية لها ، بينما يتم تهيئة معبد من معابد (المشركين )ليكون محجاً للموحدين .

لا أظن أن الأمر يخفى على من خبر خبث الصهاينة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهدي غريب
2021-03-09
وهل انت مقتنع بأنك ستقنع الآخرين بهذا الطرح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك